جامعة حلوان تنظم محاضرة حول ريادة الأعمال المُناخية
نظم مجمع الإبداع والبحث العلمي ونادي ريادة الأعمال بجامعة حلوان، تحت رعاية الدكتور حسام رفاعي القائم بعمل رئيس الجامعة ونائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، الدكتورة منى فؤاد عطية نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث تم تنظيم محاضرة بعنوان ريادة الأعمال المناخية، تحت إشراف الدكتورة رويدا صادق مدير المجمع، الدكتورة إيمان أبو طالب مدير نادي ريادة الأعمال.
وحاضر في اللقاء الدكتور نبيل شلبي، خبير ريادة الأعمال الدولي، تناول تعريف ريادة الأعمال وارتباطها الدائم بالإبداع والابتكار، وذكر أن رائد الأعمال مثل رائد الفضاء، مُغامر ويَنشُد التغيير الإيجابي، وغالبا ما تأتي ثمرته لخدمة شرائح عديدة من البشر.
ثم ذكر المحاضر، مصادر عديدة منها ما يساعد في توليد أفكار المشروعات الابداعية بعشرين طريقة مختلفة، ورابط لطريقة قياس سمات وخصائص ريادة الأعمال ابتكرها منذ سنوات وتم إدراجها في منهج ريادة الأعمال والابتكار لطلاب التعليم الفني في مصر.
كذلك لخص أخلاقيات ريادة الأعمال وارتباطها بريادة الأعمال المُناخية، التي ترتبط بالاقتصاد الأخضر ومنع التلوث، والحفاظ على البيئة وكوكب الأرض، حيث شرح ثلاثة أمثلة لما قام به في هذا الصدد أثناء عمله مستشارًا بالمشروع الكندي لدعم الصناعات الصغيرة، ووثقها بالصور في كتابه أفكار ذهبية لأفضل الشركات العربية، منها تمكنه من حل مشكلة بيئية صارخة، حيث كانت تقوم مصانع البلاط والسيراميك والمواسير والمنتجات الإسمنتية بإلقاء الماء الثقيل الناتج عن جلي البلاط في الترع والقنوات المتفرعة من نهر النيل، فتموت الأسماك والنباتات والكائنات الحية نتيجة هذا التلوث، وبعد دراسته الموضوع من كل جوانبه، زودهم بماكينة ترشيح بالكبس تقوم بفصل المواد الأسمنتية عن الماء، وترشيح المادة المحتوية على الرمل والسليكا والإسمنت والحصى ويعاد استخدامها في صناعات مواد البناء الأخرى أو يتم ردم الشوارع بها، كما يعاد استخدام الماء مرة أخرى مما أدى إلى توفير كميات الماء المستخدمة بملايين الأمتار المكعبة سنويًا.
المثال الثاني، حول تقليل الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود بالمصانع والمنشآت الملوثة للبيئة مثل مصانع الطوب، والمسابك المعدنية، والصناعات البتروكيميائية والغذائية. وقال أن العامة يعتقدون أن المدخنة الشاهقة لمصانع الطوب قد صُممت فقط لإبعاد الدخان الناتج عن حرق الطوب بعيداً عن الكتلة السكنية، وهذا اعتقاد خاطئ، فارتفاعها الشاهق يُفعل فارق الضغط ويعمل على سحب الدخان لأعلى بصورة طبيعية، فإذا كان الدخان يحتوي على عناصر ملوثة فسوف يقوم الهواء بتشتيت هذا الدخان المنبعث من المدخنة وتلويث مساحة كبيرة من الأراضي المأهولة بالسكان.
وقال هناك مصانع بمحافظة الدقهلية، قمنا بتزويدها بولاعات خاصة لحرق نواتج الحريق قبل انبعاثها وتحويلها إلى مواد غير ضارة وصديقة للبيئة بالحدود المسموح بها، إضافة لفلاتر لاحتجاز المواد الضارة خاصة في ظل وجود هذه المصانع في قلب أجود الأراضي الزراعية على نهر النيل.
أما المثال الثالث، فذكرالدكتور شلبي، أنه رأى مسبكًا متخصصًا في صهر وتشكيل المعادن غير الحديدية مثل النحاس والألومنيوم، وقال أنه لا يكاد يمكنك رؤية ملامح العمال بسبب السواد الناجم عن دخان الحريق اللازم لصهر المعادن والمتولد من زيت السيارات (الراجع) وهو زيت التبريد لمحرك السيارة والمنتهي استعماله، ويفترض أن يُدفن بصورة آمنة أو يُعاد تصنيعه وتحويله لمنتجات أخرى، ونجح في إقناع صاحب المسبك لتطوير طريقة عملهم باستخدام طريقة تحليل العائد إلى التكلفة، كم تُنفق على التطوير وكم تربح نتيجة هذا التطوير؟!. قدم المساعدة في تصميم وحدة احتراق تعمل باسطوانات الغاز الذي يعرفه كل بيت في مصر جنبًا إلى جنب مع مضخة هواء يتم ضبطها.
أخيراً كان هناك اشتعال كامل بدون عادم أو دخان أو تلوث، ولأول مرة يتم طلاء المسبك باللون الأبيض بدلاً من السواد الذي كان يغطي كل شيء. لم يقتصر الأمر على تقدير العائد إلى التكلفة بنسبة 10.6 : 1 بل تم إعادة افتتاح المسبك بعد الانقلاب (الأبيض) وتطبيقه بكل المسابك في المنطقة، وأصبح من المألوف أن ترى السيارات التي تحمل اسطوانات الغاز تقوم بتنزيل حمولتها للمسابك بدلاً من زيت السيارات (الراجع) أو المازوت أو حتى السولار.
كذلك شرح للحضور من الطلاب المشاركين في الهاكاثون متعدد المحاور المرتبط بتحديات تغير المناخ، كيفية عرضهم فكرتهم في ثلاثة دقائق وذكر لهم ثمان نقاط يجب أن يتضمنها العرض المعروف بإسم حديث المصعد، ثم ختم بتعريفهم بخريطته للجهات الداعمة الإيكوسيستم لريادة الأعمال المصرية المتضمنة 351 قناة دعم متاحة لهم في شتى المجالات ومنها الإقتصاد والمشروعات الخضراء صديقة البيئة، ومنصته العالمية لريادة الأعمال التي تتضمن 108 شركة ناشئة من ثمان دول، و789 قناة دعم من 57 دولة.