حجم الاستثمار في الطاقة المتجددة بالعالم العربي يصل لـ 800 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة
قال مدير مركز الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة الدكتور جواد الخراز، إن الأزمة الأوكرانية دفعت الطاقة المتجددة إلى تصدر المشهد من جديد، كوسيلة لإيجاد بديلًا عن الغاز ومصادر الطاقة التقليدية، مؤكدًا أن دول الاتحاد الأوروبي خصوصًا ألمانيا تنبهت إلى ضرورة البحث بشكل عاجل عن مصادر طاقة جديدة بدلًا من الغاز الروسي، وأن ذلك التوجه يصب في خانة الهيدروجين الأخضر، الذي يتم إنتاجه عن طريق الطاقة المتجددة.
وأضاف خلال برنامج "عين على الشرق" الذي يقدمه الكاتب الصحفي بالأهرام محمد صابرين، أن الأوروبيين رأوا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المكان المثالي جغرافيًا لإمدادهم بهذا المورد الجديد، وأن الحكومة الألمانية بالتعاون مع المملكة الأردنية، نظمت مؤتمر كبير عن مستقبل الطاقة حضره كل الفاعلين بالمنطقة العربية، خصوصًا وأن الدول العربية قطعت مشوار في الطاقة المتجددة مثل مصر والمغرب والأردن، فضلًا عن وجود برامج طموحة لدى القاهرة بأن يغطي الطاقة المتجددة 42% من احتياجاتها من الطاقة بحلول عام 2035، وأيضًا المغرب حددت هدفًا بأن تغطي 50% من احتياجاتها عام 2030.
وتوقع بأن يصل حجم الاستثمار في الطاقة المتجددة بالعالم العربي إلى 800 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، بما يوافق 20 جيجاوات، مؤكدًا أن ذلك يتطلب مضاعفة الجهود الحالية، وحاجة لزيادة الاستثمارات الحالية بمقدار خمس مرات على الأقل، بعد التعافي الاقتصادي من آثار جائحة كورونا.
وأكد أن التعاون العربي الأوروبي يحتاجه الطرفان، مضيفًا أن مصر مناخ مماثل للاستثمار في الطاقة المتجددة خصوصًا في منطقة خليج السويس بمجال توليد الطاقة من الرياح، مع وجود موانئ متطورة بمنطقة قناة السويس والسخنة، متوقعًا تطور التكنولوجيا خلال السنوات المقبلة من ناحية رفع تقنيات إنتاج الهيدروجين الأخضر، وأيضًا تحلية المياه لتلبية الحاجة الملحة للمياه بالدول العربية، مشيرًا إلى أن هناك حالة من الشح المائي تعاني منه المنطقة العربية، مطالبًا بضرورة إصلاح المنظومة وتقليل الفاقد في شبكات التوزيع، مشيرًا إلى أن استخدام الطاقة النووية في تحلية المياه خيار قديم وأن هناك دولا تعتمد عليها بشكل أساسي في تحلية المياه وتوليد الكهرباء في فرنسا، رغم وجود تحفظات بالدول العربية على هذا الخيار حتى الآن.
وأعلن أن هناك دولا عربية لديها إمكانية إنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر، وأن المغرب أعلنت عند قدرتها من تصدير الهيدروجين الأخضر لألمانيا بنسبة 80% من الإنتاج، وأن الجزائر والسعودية لديهما مساحات ضخمة ممكن استغلالها في تصنيع طاقة المستقبل، مضيفًا أن منطقة شرق المتوسط اكتسبت أهمية جيوسياسية، بعد اكتشافات الغاز الأخيرة واحتمالية تصدير الكهرباء لأوروبا.
وأوضح الدكتور جواد الخراز، أن توليد الطاقة بالوقود الأحفوري أرخص، لكن الالتزام بالحياد المناخي أجبر الدول على الذهاب للطاقة الجديدة، خصوصًا مع انخفاض أسعار ألواح الطاقة الشمسية، وضرب مثلًا بدولة سوريا التي نجحت حكومتها في استخدام الطاقة الشمسية كبديل لتوليد الطاقة الكهربية، مشيرًا إلى أن التحول من توليد الطاقة بالفحم إلى الغاز الطبيعي أخذ وقتًا من الزمن، كذلك الطاقة الجديدة والمتجددة، سيستغرق وقتًا لكن يجب توطين تكنولوجيا تلك الطاقة، وأن العالم سيصل إلى تصفير الكربون بشكل نهائي في 2050، مؤكدًا أن المنطقة العربية لن تفقد أهميتها المحورية كمصدر مهم في إنتاج وتصدير مختلف أنواع الطاقة بخلاف البترول والغاز، خصوصًا مع الموقع الجغرافي القريب من أوروبا والذي يتمتع بكميات كبيرة من الشمس والرياح.