المبعوث الأوكراني: خطاب لافروف أمام الجامعة العربية دعوة للإطاحة بحكومة كييف
قال المبعوث الاوكراني، في كلمته امام مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، أن وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" ، قال بأن موسكو ستبذل قصارى جهدها "لتحرير أوكرانيا مما أسماه بالنظام المعادي للشعب و المعادي للتاريخ".
فإذا ما قمنا بتحليل ما قاله المسئول الروسي الرفيع المستوى بصفته وزيرا للخارجية لاحدى الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فسنجد في خطابه دعوة مباشرة للإطاحة بحكومة أوكرانيا الشرعية و المنتخبة عبر انتخابات حرة و نزيهة ، وهو الأمر الذي يبرز جليا أن روسيا قد اختارت نهج ازدراء مبادئ القانون الدولي عبر الانتهاك الفاضح لقواعد حسن الجوار ، وكذلك مبادئ عدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها.
وأضاف المبعوث في السنوات الأخيرة، شهدت المنطقة العربية عددًا من الصراعات الى جانب العديد من القضايا الأمنية التي لم يتم حلها بعد، و لذلك فقد تبدو حرب روسيا ضد أوكرانيا قضية بعيدة عن المشهد العربي أو غريبة عليه، لكنها في الواقع ليست كذلك ، لأن الحرب الروسية على أوكرانيا تسببت في حدوث أزمات في مجال الطاقة والغذاء على مستوى العالم ككل، و أما عواقبها فهي ملموسة و واضحة المعالم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
مع كل يوم من استمرار الحرب الروسية ، تظل الأسواق العالمية ، بما في فيها أسواق البلدان العربية في أمس الحاجة للإمدادات من أوكرانيا من مختلف أنواع المنتجات كالقمح والزيت والشعير وغيرها من السلع الأوكرانية المشهورة.
وقد نتجت عن هذا الوضع المتأزم ضغوطات كبيرة على أسعار المواد الغذائية ، ليس فقط في البلدان العربية والأفريقية ، و إنما أيضًا في جميع أنحاء العالم لا سيما الدول الأشد فقرا.
إننا على يقين من أن الطبقة الوسطى ستعاني من نقص التموين أيضًا، و نخشى بأن تتبع نقص التوريدات الغذائية فوضى سياسية يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير مرغوب فيها وصولا الى سقوط حكومات وانهيار العديد من الأنظمة السياسية.
ويمكنكم التنبؤ بتلك الكارثة بمجرد المتابعة للارتفاع الجنوني في أسعار المنتجات الأساسية في الأسواق العالمية و على مستوى بعض الدول الأكثر عرضة للأزمة الغذائية... وكل ذلك يأتي كنتيجة مباشرة لأفعال روسيا العدائية.
اليوم لدينا في أوكرانيا أكثر من 20 مليون طن من الحبوب يمكن تصديرها بشكل أساسي إلى الدول العربية والأفريقية، لكننا حتى وقت قريب لم نكن قادرين على القيام بذلك بسبب محاصرة موانئنا البحرية التي فَرض عليها الغزاة الروس غلقا تاما و حصارا محكما.
وأضاف لعدة أشهر ، دأب المعتدون الروس عن عمد على تدمير الصوامع و المخازن المملوءة بالحبوب و تحطيم البنية التحتية المتاخمة للأنهار والموانئ البحرية في جنوب أوكرانيا ، ثم باشر الروس بسرقة و نهب الحبوب الأوكرانية بالجملة في محاولة منهم لتسويقها عبر العالم.
وواصل: «فمن خلال افتعال مشكلة المجاعة المصطنعة تحاول موسكو ابتزاز العالم و اخضاعه لاوامرها و تصرفاتها غير النزيهة واضعة كافة الدول أمام الأمر الواقع، إن مهمتنا تكمن في إطلاع المجتمع الدولي على طبيعة مقاومتنا للإرهاب الروسي من خلال ممارسته لسياسة التجويع ، و رداً على الأخبار الزائفة التي تروج لها روسيا بأن النقص في المنتجات الغذائية قد نشأ بسبب العقوبات المفروضة عليها ، لا بد لي أن أؤكد لكم بكل صراحة بأن السبب الحقيقي و الوحيد في نشوب الأزمة الغذائية الراهنة هو الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية».
لكن في الوقت الراهن لم يحن الوقت بعد لاستخلاص الاستنتاجات أوالتنبؤ بما ستؤول اليه الأمور مستقبلا، إلا أن الموانئ قد استأنفت نشاطاتها ، وبدأت حركة التصدير - الأمر الذي يمكن اعتباره كأول إشارة إيجابية على وجود فرصة تسمح بوقف تفاقم أزمة الغذاء و هدفنا الآن هو أن نحافظ على تلك النزعة الايجابية فيما يخص ضمان استمرارية تصدير الحبوب و الغذاء، مشيرًا إلى أنه في الوقت الحالي، كل شيء يعتمد على التقيد بالمعايير الأمنية لتلك المبادرة ، وهي مسؤولية شركائنا أيضا وعلى رأسهم الأمم المتحدة وتركيا.
وأضاف: إننا نقدر عاليا المساهمة الكبيرة لوسائل الإعلام العربية في احاطة المجتمعات العربية بالمعلومات الموضوعية حول العدوان الروسي المسلح على أوكرانيا.
وقال: وأخيرا يسعدني و يشرفني بأن أحيطكم علما عن رغبة الحكومة الأوكرانية عقد مؤتمر القمة الثاني لمنصة القرم تحت الرعاية السامية لرئيس أوكرانيا السيد فولوديمير زيلينسكي و الذي سينعقد افتراضيا في 23 من الشهر الجاري عشية احتفال اوكرانيا بالذكرى الواحدة و الثلاثين للاستقلال، و لذا يسعدني بأن انتهز هذه المناسبة الطيبة لأجدد دعوتنا لرؤساء بلدانكم الصديقة للمشاركة الافتراضية في تلك القمة من خلال إلقاء كلمة ترحيبية قصيرة أو ارسال تسجيل مصور لزعماء البلدان العربية مما سيسهم ان شاء الله في الانهاء العاجل للحرب الدائرة في أوكرانيا و وقف إراقة الدماء.
واختتم: مرة اخرى اسمحوا لي – سدي الرئيس و أصحاب السعادة و الزملاء الكرام بأن أشكركم جزيل الشكر على حضوركم لهذا اللقاء التعارفي الأول من نوعه ، كما و أشكر رئاسة الجامعة العربية على سرعة استجابتها و حسن تنظيمها لهذا اللقاء الافتراضي الهام.