الكاتب الصحفى صبرى حافظ يكتب.. افراح الزمالك ونور الدين
احتفال جماهير الزمالك بدرع الدورى هذا الموسم له خصوصية وتفرد مختلف عن المواسم السابقة التى حقق فيها الدرع وآخرها الموسم الماضى.
فالظروف التى أحاطت بالفريق منذ بداية الموسم جعلت فرحة اقتناص الدرع لها طعم خاص، فعلى قدر التعب والمعاناة تأتى حلاوة مذاق ثمرة النجاح.
صدمات ومعوقات وتحديات جعلت الجميع قريبا أوبعيدا يسمونه بالدورى المعجزة؛ نظرًا للصعوبات التى واجهت الفريق منذ بداية الموسم وجعلت الفوز به «معجزة حقيقية» لدرجة أن كل محب ومنتمٍ لهذه القلعة البيضاء كان يُمنى النفس بأن يتواجد فريقه فى المربع الذهبى فقط ليحق له المشاركة فى دورى أبطال أفريقيا، حيث كان طموح الفوز بالدرع سرابا، وسرابا كبيرا مجرد التفكير فيه صعب.
وكيف التفكير فى الاحتفاظ بدرع يقترب فى بداية المسابقة شيئا فشئيا نحو الجزيرة واستعادة الأهلى له من جديد.
فلا قيد فترتين، والفريق يُكمل تشكيلته الأساسية بصعوبة وأحيانا يدفع الجهاز بلاعب فى غير مركزه، لوجود عجز فى بعض المراكز والضغوط النفسية، وما أصعبها تضرب بقوة فى ظل تقدم المنافس «الأهلى»، وفى أول عشر مباريات من المسابقة فقد الفريق 8 نقاط، بعدما حقق 7 انتصارات وتعادل مرة واحدة وخسر مرتين، بينما جمع الأهلى 28 نقطة من أول عشر مباريات بإحراز 9 انتصارات والتعادل فى مباراة واحدة فقط!
وينهض الزمالك فى مفاجأة وسط ذهول الجميع فى لقاء القمة الذى انتهى بالتعادل بهدفين، وهو نقطة فارقة بين اليأس وإحياء الأمل المفقود فى بث الروح من جديد فى العروق البيضاء.
التاريخ سوف يتوقف طويلًا أمام هذا الموسم وسوف تحكى الأساطير عن هذه المنظومة الناجحة نجوم هذا الدورى بداية من مجلس إدارة برئاسة المستشار مرتضى منصور والمخضرم فيريرا وجهازه المعاون ولاعبين «كبار وناشئين» تحملوا المسئولية وأمسكوا بتلاليب الفرصة واستوعبوا روح زرعها فيهم «الثعلب فيريرا»، وجمهور لم يبخل بجهد وعرق زحفًا خلف الفريق فى كل مكان حتى التدريبات، ولو سقط «سهوًا» عنصر من هذه العناصر لسقط باقى العناصر، وتراجعت نتائج الفريق.
كل ترس من هذه التروس كان يشد الآخر ويدفع به للأمام خاصة فى المباريات الأخيرة والصعبة وسط تحديات كبيرة.
وإذا كان الزمالك هو «التريند» وظاهرة الموسم، فإن أبرز مساوئ الدورى المستوى المتراجع لبعض الحكام وخاصة الحكم إبراهيم نور الدين فى إدارته للمباريات، فهو عاشق للكاميرا ويتفنن فى جذبها واصطيادها والتمثيل أمامها بحكاوى واستعلاء على اللاعبين، والدخول فى حوارات معهم داخل الملعب، ناهيك عن مواقف «الفار» التى تأخذ وقتًا طويلًا ولا يحتسب وقت الحكاوى وافتعال الأزمات ضمن الوقت المهدر المفترض احتسابه!
فرق بعينها باتت تخشى أن يدير مبارياتها «نور الدين» لأنه يستفز لاعبيها ويرهبهم مثل من يديرون منابر هنا أو هناك» تلونت بألوانهم ولا يرون غيرها، فعززوا العصبية والانقسام، وبحكم مقاعدهم يرهبون غيرهم، لأن الانتماء فاق العدالة والمصلحة العامة ويرفعون دوما شعارات.. مجرد شعارات فقط..!