”أبو كلل”: الاحتكام للدستور والقانون العراقي السبيل الوحيد لحل الأزمة
أكد الدكتور محمد أبو كلل مسؤول الشؤون العربية والإفريقية في تيار الحكمة الوطني العراقي أن نتائج الانتخابات الأخيرة لم تكن منطقية على الاطلاق مع وجود شكوك كبيرة بتلاعب في نتائج الانتخابات نتج من الفرز الالكتروني، مشيرا إلى هذه النتائج أدت لعدم تمكن التحالف الثلاثي من تجميع الأغلبية المطلوبة لتحقيق نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.
ولفت "أبو كلل" إلى وجود عدم اتفاق بين الكرد على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية العراقية، ما أدى إلى الانقسام بين الكتل وعدم تحقق النصاب المطلوب، مشيرا إلى أن ما حدث من اقتحام البرلمان العراقى تسبب مرة أخرى في عرقلة المضي بإجراءات انتخاب الرئيس وتكليف مرشح الكتلة الأكبر محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة، موضحا أن الانقسام أدى لوجود اعتصامين أحدهما داعم لمؤسسات الدولة العراقية يتمثل في جمهور الإطار التنسيقي، والآخر يحاصر مؤسسات الدولة ويتمثل في التيار الصدري ولكل منهما مبرراته في ذلك.
وأوضح أنه لا سبيل لحل الأزمة العراقية سوى الاحتكام للدستور والقانون ودعم مؤسسات الدولة التشريعية للقيام بواجبها، داعيا إلى ضرورة ترك الإطار التنسيق ليأخذ دوره في تشكيل الحكومة واعطاء الحكومة الفرصة الكافية لتثبت قدرتها في معالجة الملفات التي تهم الشارع العراقي كالخدمات وغيرها، مضيفا "في حال فشلت الحكومة فهنا يمكن التحرك للمطالبة بتغييرها، أما ما حدث من اقتحام المنطقة الخضراء واقتحام البرلمان وتعطيل عمله والقرار الغير مبرر لرئيس البرلمان بتعليق عمله كل هذه خطوات لا تخدم استقرار العراق وتعطل مصالح شعبه وسيكون لها انعكاسات سلبية ليس فقط داخل العراق ولكن اقليميا كذلك."
وحول تداعيات حصار مؤسسات الدولة العراقية، أكد أبو كلل أن حصار المؤسسات سيؤدي لاسقاط الدولة، وهذا ما سيحدث حال استمرت هذه التحركات الخارجية عن القانون والمخالفة للدستور، مشيرا إلى أن محاصرة مجلس القضاء العراقي يعني محاصرة أهم السلطات في العراق، مشددا على ضرورة تحييد القضاء العراقي عن الصراع السياسي، موضحا أن محاصرة القضاء وتعليق عمل المحاكم بمثابة تعطيل لمصالح المواطنين وهذا يؤثر سلبا على حياة المواطن العراقي.
وعن طبيعة التحركات التي يقودها تيار الحكمة العراقي محليا وإقليميا لنزع فتيل الأزمة، وأوضح أنه لا يوجد أي محاولات من تيار الحكمة لإقحام أي أطراف خارجية في الازمة العراقية، مؤكدا أن رئيس التيار عمار الحكيم في كل زياراته الخارجية وآخرها إلى المملكة العربية السعودية أكد على رفض التدخل الخارجي في الأزمة العراقية ووجوب حلها داخليا، مشيرا إلى قناعة تيار الحكمة الراسخة بأن العراقيين قادرين على تجاوز خلافاتهم مهما بلغت عبر الحوار.
وأكد "أبو كلل" أن رئيس تيار الحكمة دعا للاحتكام إلى الحوار والاحتكام للدستور والقانون، وتقديم التنازلات المتبادلة من مختلف الأطراف العراقية من أجل مصلحة العراق والشعب العراقي، مشيرا إلى ضرورة إبعاد الشارع العراقى وعدم التحشيد والتصعيد لأنه من المهم إعلاء صوت العقل والحكمة حفاظا على الدولة والنظام العراقي، مضيفا "الجميع سيخسر لو تعرض العراق لحالة عدم استقرار لذلك أدعو الحكماء وأهل الرأي أن يكون لهم بصمة واضحة في هذه الأزمة وأن يكونوا دعاة للتهدئة والحوار والابتعاد عن العنف فالعراق وأمنه واستقراره مسؤولية الجميع دون استثناء.