رشا لاشين تكتب .. ” الأمير أباظة ” .. حدوتة مصرية
من حقائق فن الإدارة أنه عندما يكون الرجل أكبر من المنصب تجده يتسم بالعدالة وكثرة الإنتاج والتواضع فيستمر نجاحه متلاحقا ومتصاعدا يصبح بعدها حديث الناس والمجتمع وكل الأوساط المحيطة وما يثبت حديثي هذا هو ما ينطبق علي شخص الكاتب الكبير والناقد الفني المحترم الأستاذ " الأمير أباظة " والذي ظل عاكفا تسع سنوات علي تقديم كل ماهو بديع وجميل من خلال رئاستة لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي من الدورة ال29 إلي حتي الدورة الحالية ال38 إلي ماشاء الله .. وتكمن أصالة شخصة في تكريم المبدعين الراحلين في الدورات التي رأسها منذ عام 2019 فهذا العام يتم الإحتفال بمئوية الفنان الراحل منير مراد ضمن فعاليات المهرجان في دورتة ال38 وتكريم الفنان الراحل عملاق الكوميديا " إسماعيل ياسين " كما أنه في دورة المهرجان العام الماضي والتي كانت تحمل اسم المخرج القدير " علي بدرخان " تم فيها تكريم مئويات الرموز والعظماء في فن الإخراج والتمثيل والكتابة السينمائية والروائية علي سبيل الحصر مئوية المخرج الكبير عاطف سالم والفنان كمال الشناوي والفنانة مديحة يسري والفنان محمد رضا والمنتج الكبير الراحل رمسيس نجيب والدكتور ثروت عكاشة ويستمر العطاء وتكريم العظماء هذا العام في الدورة ال38 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي " التي تحمل إسم الفنان محمود حميدة " وإحياء ذكري المونتير سعيد الشيخ وإهداء اسم الفنان سمير صبري وسام ملك الإستعراض والذي خسر الفن والإعلام الكثير برحيله عن دنيانا منذ شهور .. كل هذه المظاهر الرائعه واللفتات الكريمه النابعه من شخص الكاتب الجميل والفريد من نوعه الأستاذ " الأمير أباظة " تدعو إلي أن يتم تكريمه هو أيضا في دورة المهرجان القادمة وأتمني أن تحمل إسمة نظرا لكم العطاء والابداع المتلاحق علي مدي تسع سنوات لما قدمة للفن المصري الهادف خلال فترة رئاستة لهذ المهرجان العريق ونعلم جيدا أصول الكرم الشرقاوي والشهامة المصرية الأصيلة التي تتجلي بصورة أوضح وأوضح في شخص " الأمير" شكلا و سمة كلما اقتربت مناسبه فنية كمناسبة المهرجان للعامة قبل الخاصة فلكل (جواب عنوان ).. وأنا بشخصي أطلب من سيادته الاستفادة والتعلم واكتساب الخبرة منه كما توارثها وتعلمها من الرواد كالأستاذ سعد الدين وهبه والأستاذ الراحل المنتج ممدوح الليثي والذي كان يرأس جمعية كتاب ونقاد السينما سلفا وأنهي قولي بأن " الأمير أباظة " كان ولا زال هو اجدر وأصلح من تولي رئاسة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي وأثبت هذا بحديث المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم الذي قال فيه " إذا ضيعت الأمانه فانتظر الساعه "
وجميع أنبياء الله عليهم السلام ورسله كان دأبهم وحرصهم الأول علي تولي أهل الكفاءة وأصحاب المسئولية حيث قال تعالي مُخبراً عن نبيه يوسف عليه السلام :
( قال اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظٌ عليمٌ ) يوسف : 55 .
كذلك أدركت ابنة الرجل الصالح أن الكفاءة شرط في تولي القيادة , وإسناد العمل للفرد وتكليفه به , دون مجاملة أو محاباة , قال تعالي : ( قالت إحداهما يا أبت استأجرهُ إن خير من استأجرت القوىُ الأمين ) القصص : 26 .
وهذا نبي الله موسي عليه السلام حين أراد المضي للمناجاة والمغيب فيها استخلف أخاه هارون , قال تعالي :
( وقال موسي لأخيه هارون اخلُفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المُفسدين ) الأعراف : 142 .
فالإدارة فن أقره الإسلام , وأوصي باختيار الرجل المناسب في الوقت المناسب , سواء علي المؤسسات العامة أو المؤسسات الخاصة أو حتي مستوي الأسرة , واختيار الصالح للعمل يجب أن يعتمد علي شرط الكفاءة . وبناءً عليه المسئولية تكليف لا تشريف , فالقائد للأمة خادمها وراعيها , ويجب امداد الدولة بالطاقات البشرية , ومراعاة الدقة في الاختيار , والاعتماد علي أصحاب الثقة والكفاءات , الكفيلة بمواجهة الشدائد , والقادرة علي النهوض بالأمة .