على عبد الخالق ومحمود عبد العزيز.. 7 أفلام حققت نجاحًا كبيرًا وثنائية سينمائية قدرية
تعد ثنائية المخرج الراحل علي عبد الخالق والممثل الراحل محمود عبد العزيز، أحد أبرز الثنائيات في تاريخ السينما المصرية، إذ قدما معًا 7 أفلام، ما زالت تحقق نجاحًا كبيرًا عند عرضها على شاشات القنوات المختلفة، بل إن جمهور السوشيال ميديا لا يمل من أن يعيد نشر مقاطع لمشاهد من هذه الأفلام، أو يتم استخدام هذه المشاهد لعمل صور ساخرة مع تعليقات عليها.
بدأت علاقة الصداقة والتعارف بين علي عبد الخالق ومحمود عبد العزيز من خلال فيلم "الأبالسة" عام 1980، وجسد فيه دور بعيد تماما عن الشاب الرومانسي والجان، الذي عُرف به في بداية مشواره الفني، إذ اقتنع المخرج بأن الممثل ذو الملامح الجذابة يستطيع أن يجسد دور "جلال الموجي" الشرير بل أن فريد شوقي المشارك في بطولة الفيلم جسد حينها دور الشخص الطيب الذي يواجه الشر.
منذ هذا العمل بدأت علاقة الصداقة والتعاون بين علي عبد الخالق ومحمود عبد العزيز، عززها القدر وتفاصيله، إذ اعتذر يحيى الفخراني عن دور "دكتور عادل" الطبيب النفسي ضعيف الشخصية والمغلوب على أمره في فيلم العار، ليذهب الدور بعد ذلك إلى محمود عبد العزيز ويحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا واستمر عرضه في دور السينما نحو 30 أسبوعًا، رغم أن بعض المنتجين رفضوا المشاركة في انتاجه تخوفا من فشله في تحقيق أرباح، خصوصا أنه يضم 3 من أبرز نجوم السينما وهم نور الشريف وحسين فهمي بجانب محمود عبد العزيز.
وتعاون بعد ذلك الثنائي علي عبد الخالق ومحمود عبد العزيز في فيلم "إعدام ميت" وظهر الأخير في شخصيتين هما الضابط المصري عز الدين، والجاسوس الخائن منصور مساعد الطوبي، وعرض العمل عام 1985، ونجح المخرج في أن تظهر كل من الشخصيتين اللتين جسدهما عبد العزيز بشكل مغاير، لتشعر بأنهما ليسا شخصا واحدا حتى في المشاهد التي تجمعهما سويًا.
ومن شدة اندماج محمود عبد العزيز في دوريه بالفيلم، تأثر بشدة في مشهد الإعدام بالنهاية، ساعد على ذلك قدرة المخرج في تحفيز الممثل ليظهر قدراته الكامنة، إذ تحدث علي عبد الخالق في إحدى مناسبات تكريمه عن ذلك المشهد: قولت لمحمود عبد العزيز إنني سأقارن بينك وبين عبد الوارث عسر في مشهد إعدامه الشهير بفيلم صراع في الوادي.
وشهد عام 1985 أيضًا تعاون بين الثنائي في فيلم "الكيف"، وشارك في بطولته يحيى الفخراني الذي كان شارك أيضا في بطولة "إعدام ميت"، لكن في التجربة الجديدة قدما أداء مختلفا تماما، وكوميديا بجدارة ليرصد العمل ظواهر سلبية في المجتمع المصري، ومنها الأغاني الهابطة وتجارة المخدرات والغش التجاري، وتواري الأخلاق أمام المكاسب الفردية.
وامتلك المخرج علي عبد الخالق شجاعة كبيرة في تقديم أعماله، فهو لم يكن يضع في اعتباراته سوى أن الموهبة مع التحضير الجيد والإيمان بما يقدمه، هم أسرار نجاح أي عمل فني، ونرى ذلك بشكل كبير عندما اعتمد على نفس ثلاثي فيلم "العار" نور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي، وذلك عقب مرور 5 سنوات فقط من عرضه، ليجتمعا من جديد في فيلم "جري الوحوش" لنرى كل منهم بشخصيات مختلفة، لنصدقهم مرة أخرى في ذلك العمل الدرامي الكوميدي الذي يؤكد من خلاله أن مخرج قادر على السيطرة على نجومه ليشكلهم كيفا يرى ومعطيا كل منهم مساحاته الخاصة من الإبداع.
التفكير السهل هنا المغلف بأهداف تجارية بحثة كان يدفع المخرج إلى أن يعتمد على نفس الثلاثي في جزء ثاني من فيلم العار، خصوصا بعد النجاح المدوي الذي حققه، لكن علي عبد الخالق لم يكن ذلك هدفه على الإطلاق، بل كان يسعى إلى أن يخوض تحديا جديدا ومتطرقا إلى مناطق أخرى في النفس البشرية، إذ يعالج فيلم "جري الوحوش" بشكل ما الجشع الذي يجعل الإنسان غير راضيا عن مصيره أو لا يشعر بنعم الله عليه، وكان الفيلم في البداية يحمل عنوان "أرزاق" لكن تم تغييره بعد ذلك.
كما أنه من ضمن الأعمال المشتركة التي تعاون فيها علي عبد الخالق ومحمود عبد العزيز يأتي فيلما "النمس" عام 2000، و"الجنتل" الذي تم عرضه عام 1996، وحول ذلك التعاون المميز بين الاثنين قال المخرج في إحدى ندوات تكريمه إنه كان هناك كيمياء فنية كبيرة بينهما، وكان كل منهما يفهم فيما يفكر الآخر.