تقرير أمريكي يشيد بالمبادرات الخضراء في مصر استعدادًا لمؤتمر المناخ
كثفت مصر جهودها استعدادًا لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2022 ، من خلال إطلاق عدد من المبادرات لحل المشكلات البيئية وتخفيف آثار تغير المناخ.
وسلط تقرير نشره موقع المونيتور الأمريكي أمس الأثنين اطلاق مصر مؤخرًا لسلسلة من الحملات والمبادرات البيئية كجزء من استعداداتها لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2022 (COP27)، والذي ستستضيفه في شرم الشيخ في 7 نوفمبر.
في 20 أغسطس، أطلقت الإدارة المركزية لحماية الطبيعة التابعة لوزارة البيئة، حملة أطلق عليها اسم "بلو لاجون" ، تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية المحميات الطبيعية ودورها في الحفاظ على الموارد الطبيعية و التنوع البيولوجي، وخطر الأكياس البلاستيكية على حيوانات البحر.
تنشط الحملة في المنطقة الممتدة من منطقة بلو هول، وهي موقع للغوص في البحر الأحمر على بعد بضعة كيلومترات شمال دهب في شبه جزيرة سيناء، إلى محمية رأس أبو جالوم، الواقعة بين دهب ونويبع.
وشارك العديد من المتطوعين المصريين والأجانب منذ انطلاقها في جمع القمامة في بعض أجزاء منطقة الساحل الإدارية كجزء من الحملة.
زيادة الوعي المجتمعي
وفي 7 أغسطس، أعلنت الحكومة المصرية أيضًا عن مبادرة لزراعة 100 مليون شجرة. تهدف مبادرة "الرئة الخضراء" إلى مضاعفة نصيب الفرد من المساحات الخضراء، وتحسين جودة الهواء، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وإفادة الاقتصاد، وتحسين الصحة العامة للمواطنين وتحقيق عوائد اقتصادية، من خلال زراعة مجموعة متنوعة من الأشجار، بما في ذلك الفاكهة.
وفي 31 يوليو، أطلقت وزارة البيئة حملة أخرى لإعادة البيئة إلى حالتها الأصلية. تهدف الحملة إلى زيادة الوعي بالقضايا المتعلقة بتغير المناخ في المجتمع المصري، وتشجيع الناس من جميع الفئات العمرية على المشاركة بنشاط في حماية البيئة من آثار تغير المناخ والتأكيد على مسؤوليتهم ودورهم المهم في هذه القضية.
وفي 25 سبتمبر 2020، أطلقت وزارة البيئة حملة "إيكو إيجيبت" ، والتي تهدف إلى حماية المحميات الطبيعية في مصر، وتعزيز السياحة البيئية، وتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي في المحميات الطبيعية.
وتأتي الحملات التي تم الإعلان عنها مؤخرًا كجزء من مبادرة "Go Green" التي تم إطلاقها في 29 ديسمبر 2019، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
تهدف المبادرة التي مدتها ثلاث سنوات إلى توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.
وقال صابر عثمان، المدير السابق لقسم التغير المناخي في وزارة البيئة المصرية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مناخ الأرض من أجل التنمية المستدامة، للمونيتور: "هذه المبادرات مهمة للغاية لأنها متنوعة وتستهدف العديد المكونات الاجتماعية، وكذلك السياح المهتمين بزيارة المحميات الطبيعية والمناطق المماثلة".
وأضاف: "تهدف هذه الحملات والمبادرات إلى تحويل الوعي بالبيئة وتغير المناخ إلى عمل حقيقي على الأرض، تمامًا مثل مبادرة زراعة 100 مليون شجرة".
وأشار عثمان إلى أن مؤسسة مناخ الأرض من أجل التنمية المستدامة ستشارك في هذه المبادرة [لزراعة 100 مليون شجرة] بالتعاون مع وزارة البيئة من خلال وضع خرائط لتحديد أفضل المواقع للتشجير في محاولة للمساعدة في التغلب على تأثير المناخ.
رؤية مصر 2030
ومن جانبه، قال حسام محرم، المستشار السابق لوزير البيئة المصري، لـ "المونيتور" إن اهتمام الحكومة بالمشاريع الخضراء يأتي كجزء من استراتيجية التنمية المستدامة، المعروفة برؤية مصر 2030، والتي تعتبر استراتيجية مهمة للتغلب على تحديات البيئة المحلية والعالمية.
وشدد التقرير إلي أنه لا تقتصر الجهود المصرية للتحضير لمؤتمر COP27 على المستوى المحلي فقط.
ففي 25 أغسطس، التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري بوزير المناخ والطاقة الدنماركي دان جورجنسن.
وفي 24 أغسطس، التقى وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا بوزير الزراعة والتنمية الريفية والبيئة القبرصي كوستاس قاديس.
وركز الاجتماعان على آخر التطورات في الاستعدادات لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين وأهم الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر.
بدوره، قال محرم إن المبادرات الأخيرة التي أطلقتها الحكومة المصرية هي خطوة على الطريق الصحيح لمعالجة تغير المناخ وخدمة التنمية المستدامة، وخاصة قبل مؤتمر COP27. وأشار، مع ذلك، إلى أن مكافحة تغير المناخ تتطلب المزيد من الجهود والتزاما أكبر للحد من آثاره.