أتلتيكو مدريد يسعى للعودة إلي الصورة مرة أخرى على حساب بورتو بدوري الأبطال
يخوض أتلتيكو مدريد نسخة 2022/2023 من دوري الأبطال بذكريات مريرة عمرها أعوام، حيث كان قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب قبل أن يخسر بشكل درامي المباراة النهائية في بروكسل عام 1974، ثم محاولة أخرى قبل ستة أعوام وكان نصيبه خيبة الأمل من جديد.
ويواجه الأتلتي نسخة محسنة من بورتو الذي يقدم أداء طيبا منذ فترة، بينما تحوم الشكوك حول مشاركة الحارس يان أوبلاك لحماية عرين الفريق الإسباني بعد تعرضه لإصابة عضلية أمام ريال سوسيداد.
ويحاول المدرب دييجو سيميوني ولاعبوه تجاوز ذكريات الخسارة في نهائي 2014 و2016 ومن بعدهما تراجع أداء الفريق نسبيا في البطولة القارية الأهم على مستوى الفرق حيث لم يستطع الروخيبلانكوس تجاوز دور نصف النهائي، وخرج من دائرة الترشيحات في نسختي 2016 و2017 حين عجز عن تخطي عقبة ربع النهائي حتى.
وودع الأتلتي نسخة العام الماضي من ربع النهائي أيضا على يد مانشستر سيتي، آخر فريق واجهه الروخيبلانكوس على ملعب متروبوليتانو في دوري الأبطال، وينهي هذا الملعب غدا الأربعاء عقوبة موقعة عليه بإغلاق جزء من المدرجات بسعة خمسة آلاف مشجع بسبب لافتة تحمل شعارات نازية رفعها مشجعون متطرفون للفريق خلال لقاء الذهاب في إنجلترا.
وخرج أتلتيكو مدريد العام الماضي وهو فاقد الثقة في ملعبه حيث لم يفز في موسم 2021/2022 بأي من المواجهات الخمس في ملعب واندا متروبوليتانو، ولا أي من اللقاءات الثلاثة الأخيرة من موسم 2020/2021. بينما كان متروبوليتانو ومن قبله فيسنتي كالديرون ضمانة على فوز الفريق في عقر داره.
ولم ينجح الأتلتي في الفوز على أرضه سوى على سالزبورج 3-2، رغم أنه كان يفوز خارج الديار.
إلا أنه وبعيدا عن قوة الفريق في أول خمس نسخ تحت إمرة سيميوني، يقود الأرجنتيني فريقه في المحاولة العاشرة على التوالي في ظروف مختلفة حيث فاز فقط في ثمانية من آخر 24 لقاء من دوري الأبطال إضافة إلى ستة تعادلات و10 هزائم تعبر بوضوح عن المتاعب التي يمر بها أبناء مدريد في الآونة الأخيرة.
بل أن أتلتيكو فشل حتى في استهلال موسمه في دوري الأبطال بانتصار في آخر ثلاث نسخ، بتعادله 2-2 مع يوفنتوس في نسخة 2019/2020، وخسارته أمام بايرن ميونخ 4-0 في موسم 2020/2021، وتعادله بدون أهداف مع بورتو الموسم الماضي حين حول الضغط العالي والقوة التي أدى بها الفريق البرتغالي، المباراة إلى متاهة بالنسبة لكتيبة سيميوني التي فازت فقط 1-2 على موناكو في آخر خمس انطلاقات للتشامبيونز.
ولا يزال التعادل المخيب للآمال 1-1 مع ريال سوسيداد في الليجا ماثلا أمام أعين سيميوني ومجموعته، والذين غاب عنهم التوفيق هذا الموسم رغم الأجواء الطيبة التي سادت معسكر الفريق أثناء فترة الإعداد، فقد فاز الأتلتيكو 0-3 على خيتافي قبل أن يخسر 0-2 على يد فياريال، وعاد ليفوز 0-1 على فالنسيا، لكنه سقط في فخ التعادل 1-1 بسان سباستيان.
وزاد الطين بلة تأكد غياب أربعة لاعبين هم ماتيوس كونيا وسيرجيو ريجيلون وستيفان سافيتش للإصابة وفيليبي مونتيرو للإيقاف، فضلا عن شكوك قوية بشأن يان أوبلاك الحارس السلوفيني الذي لعب بلا انقطاع آخر 46 مباراة مع أتلتيكو في التشامبيونز، لكن اصطدامه برينيلدو ماندافا في ريالي أرينا ومعاناته من الآلام تضع مشاركته على المحك، ليفكر سيميوني جديا في الاعتماد على إيفو جربيتش كبديل.
في المقابل استعاد سيميوني خدمات توماس ليمار وناويل مولينا، ليعود الأرجنتيني يعود بعد الإيقاف لمباراتين عن الليجا إلى تشكيل سيميوني الأساسي.
على الناحية الأخرى، يخوض بورتو غمار دوري الأبطال واضعا هدفا وحيدا نصب عينيه ألا وهو بلوغ ثمن النهائي بعد أن فشل في تحقيق ذلك الموسم الماضي حين خسر أمام أتلتيكو مدريد في ملعب الدراجاو في الجولة الأخيرة.
وفقد الفريق البرتغالي، الذي سبق له رفع ذات الأذنين من قبل في مناسبتين، بعض العناصر الأساسية التي تملك الخبرة في مواجهة أتلتيكو مثل لويس دياز وتيكاتيتو كورونا اللذين غادرا المدينة البرتغالية خلال موسم الانتقالات الشتوية الماضي، قبل أن يلحق بهم فيتينيا وسرجيو أوليفيرا هذا الصيف.
ومن بين الوجوه الجديدة هذا الموسم يظهر المدافع البرتغالي ديفيد كارمو المنضم من براجا، ولاعب الوسط الصربي ماركو جروجيتش لاعب ليفربول، والجناح البرازيلي جابرييل فيرون القادم من بالميراس.
وبهذه المجموعة المحدثة، حقق بورتو أربعة انتصارات في خمس جولات من الدوري البرتغالي، منها فوز كاسح 3-0 على الغريم اللدود سبورتنج، لكن ذلك لم يمح أثر الهزيمة المؤلمة أمام الصاعد حديثا ريو آفي 3-1.
وأضفى المدرب سرجيوو كونسيشاو روحا جديدة على الفريق في الجولة الماضية من الدوري المحلي لتجاوز هذه العقبة وبالفعل عاد الفريق بفوز مهم سواء من حيث النتيجة أو الروح المعنوية 0-2 من عقر دار جيل فيسنتي، ومن المتوقع أن تستمر هذه التغييرات في التشكيل الأساسي لمواجهة مدريد وفي الصدارة كارمو الذي قد يرافق بيبي في خط دفاع الفريق البرتغالي، وينديل في مركز الظهير.
بالمثل، يضم بورتو اللاعب البرتغالي الكندي ستيفن أوستاجيو المعار من باشوس دي فيريرا والذي قدم مردودا طيبا في الجولة الماضية من الدوري البرتغالي.
ويعول بورتو بشكل رئيس على مهاجمه الإيراني مهدي طارمي في قيادة الخط الأمامي، بينما يغيب ويلسون مانافا الذي تعرض لإصابة طويلة ولم يسجله الفريق في قامة التشامبيونز، فيما تدرب ماركو جروجيتش مع زملائه اليوم الثلاثاء بعد معاناته مشكلات بدنية منذ منتصف أغسطس الماضي.
التشكيل المحتمل للفريقين:-
أتلتيكو مدريد: جربيتش أو أوبلاك، مولينا، خيمينيز، فيتسل، رينيلدو، كاراسكو، يورينتي، كوكي، ساؤول، جواو فيلكس، موراتا.
بورتو: ديوجو كوستا، جواو ماريو، بيبي، ديفيد كارمو، ويندل، أوتافيو، ماتيوس أوريبي، ستيفن أوستاجيو، بيبي، طارمي، مارتينيز.