تقرير أمريكي يكشف كيف تعزز مصر نفوذها في أفريقيا
كشفت تقرير نشره موقع المونيتور الأمريكي أن مصر برزت كقوة طاقة إقليمية في السنوات الأخيرة، وهي تستخدم فوائض الكهرباء والغاز لديها وخبرتها في بناء السدود لتعزيز موطئ قدمها في أفريقيا.
وبحسب التقرير، تعمل مصر بلا كلل لتعزيز موطئ قدمها في جميع أنحاء أفريقيا من خلال بناء السدود وتعزيز التعاون في مجال الطاقة مع الدول الأخرى.
مباحثات ولقاءات
في 29 أغسطس، استضافت القاهرة وزير الطاقة والموارد الطبيعية الجيبوتي يونس علي جيدي لإجراء محادثات حول تعزيز التعاون الثنائي في مجال النفط والغاز.
وأكد وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا استعداد مصر لدعم صناعة النفط والغاز في جيبوتي بناءً على توجيهات رئاسية لتحقيق التقارب مع أفريقيا.
واتفق الجانبان على تشكيل فرق عمل لتحديد احتياجات جيبوتي في صناعة النفط.
كما أجرى جيدي محادثات مع وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري محمد شاكر لمناقشة إقامة شراكة كهرباء محتملة بين جيبوتي ومصر. وجيبوتي هي دولة مجاورة لإثيوبيا، حيث ينبع نهر النيل.
في إريتريا، وهي جارة أخرى لإثيوبيا، تقوم مصر ببناء محطتين للطاقة الشمسية بقدرة أربعة ميجاوات لتعزيز إنتاج الكهرباء.
كما أنشأت القاهرة محطة للطاقة الشمسية بقدرة 4 ميجاواط في أوغندا، حيث يتدفق نهر النيل من بحيرة فيكتوريا.
ولفت التقرير إلي أن مصر تخطط أيضًا لزيادة قدرة الربط الكهربائي مع جارتها المجاورة السودان، دولة المصب، من 80 ميجاوات إلى 300 ميجاوات.
في هذا السياق، قال محمد صلاح السبكي، الرئيس السابق لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، لموقع المونيتور عبر الهاتف: "تمتلك مصر القدرة على أن تصبح مزودًا إقليميًا للطاقة في أفريقيا".
وقال إن إنتاج مصر من الكهرباء يقدر بنحو 60 ألف ميجاواط منها 35 ألف ميجاواط للاستهلاك المحلي.
وأضاف: "يمكن استخدام الفائض المتبقي البالغ 25 ألف ميجاواط لتلبية احتياجات الكهرباء في البلدان الأخرى، بما في ذلك الجيران الأفارقة".
وشدد التقرير الأمريكي علي أن مصر برزت "كقوة طاقة إقليمية في السنوات الأخيرة."
حققت مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي
في عام 2019، حققت مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، وأصبحت مصدرًا صافيًا للطاقة على شكل غاز طبيعي مسال (LNG)، بفضل الإنتاج من احتياطيات الغاز الطبيعي البحرية الكبيرة. كما انتقلت إلى تطوير موارد الطاقة المتجددة بخطط لتوليد 42٪ من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2035.
وبحسب وزير الكهرباء، تبلغ قيمة مشروعات الكهرباء المصرية في أفريقيا أكثر من 3 مليارات دولار، بما في ذلك مشروع رفع طاقة خط الربط الكهربائي بين مصر والسودان.
في تنزانيا، إحدى دول حوض النيل، تنفذ مصر مشروع سد ضخم على نهر روفيجي، وهو مشروع يهدف إلى مضاعفة إنتاج الطاقة الحالي في تنزانيا، والسيطرة على الفيضانات، وتحسين الزراعة.
كما تحركت الحكومة المصرية لتعزيز نفوذها في جنوب السودان، دولة أخرى في حوض النيل.
قامت القاهرة ببناء عدد من محطات المياه الجوفية وأرصفة الأنهار في جنوب السودان لربط المدن الرئيسية بالقرى.
تجري مصر أيضًا دراسات جدوى لسد واو متعدد الأغراض، والذي يمكن أن يولد 10.4 ميجاوات من الكهرباء ويوفر مياه الشرب لآلاف الأشخاص.
التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 25 أغسطس الماضي مع المستشار الرئاسي لجنوب السودان للشؤون الأمنية، توت جاتلواك، الذي نقل رسالة من الرئيس سلفا كير.
وقال السيسي إن مصر حريصة على تعزيز التعاون الثنائي والمساعدة في استراتيجية التنمية في جنوب السودان، لا سيما في التخطيط الحضري والبنية التحتية والطرق والنقل.
بدأت السياسة المصرية تجاه أفريقيا تتحرك في اتجاه أكثر إيجابية في عام 2014، بعد ثلاث سنوات من بدء إثيوبيا في بناء سد النهضه، حيث تغيرت الأولويات، وبعد أن تلاشت ذكريات محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس حسني مبارك في أديس أبابا، إثيوبيا، في 1995.