الكاتب الصحفي مجدي سبلة يكتب.. مفهوم الدوله الغائب
الذى دعاني لكتابة مقال عن الدولة هو غياب مفهوم الدوله عندما نتحدث مع بعضنا البعض وفي احاديثنا العادية و كل مواطن يتكلم يظن نفسه خبير سياسي أو خبير اقتصادى ويستمر في كلامه ويتصور أنه حجه كلاميه ولم يكن أمامنا ونحن نتكلم ونتخاطب مفهوم الدولة وعدد سكانها وخصائصها واحتياجاتها واقتصادها وزراعتها وبنيتها الأساسية والاجتماعية ومياهها وفضائها وحدودها وفقرها وغناها وأصبح يسهل على المتحدثين أنهم يعممون وجهات نظرهم دون فهم ودون دراية ودون إلمام بالمعنى الشامل للدولة . .
الدوله ليست كلمة هينة .. فمفهوم الدولة بعنى مجموعة من الأفراد تعيش على أرض إقليم محدد وتشكل بنية بشرية متماسكة تخضع لسلطة تعمل لمصلحتها وملتزمة بمبادئ دستور وقانون ولها خصائصها وطبيعتها .. ولكي تستمر وتنمو وتتطور الدوله يجب المحافظة على وحدتها وتماسكها وتغذيتها وتنميتها عن طريق إدارتها من خلال "السلطة السياسية" هكذا عرف الساسة مفهوم الدوله ..
و إذا كان علم السياسة هو علم يختص حاليا بدراسة طبيعة العلاقات بين الدول، فإن الدولة تعد أهم حقيقة سياسية في حياتنا بل أكبر حقيقة أمامنا ، فكل دولة تملك قدرات وإمكانات جبارة لا يملكها أي كيان آخر في المجتمع .
ويعرّف الخبراء الدولة بأنّها مجموعة من الأفراد يعيشون على بقعة جغرافية محددة وتحكمهم سلطة سياسية معينة ذات سيادة، وتجمعهم روابط متعددة وبينهم تجانس إجتماعي أو ديني .
ولابد أن يكون للدولة اركان وعناصر التجمع السكاني هو عبارة عن مجموعة الأفراد الذين تجمعهم مفهوم وحدة المصالح والأهداف المشتركة والمصير المشترك، وقد كانت وجهة نظر بعض الخبراء أنّه لا بد من ان تجمع هؤلاء الأفراد عناصر مشتركة كاللغة والعِرق، إلا أنّ التطور الحضاري لمفهوم الدّولة والإقليم هو البقعة التي يسكنها مواطنو الدّولة وتمارس الدّولة عليها سيادتها وتفرض هيبتها، ولا يقتصر الإقليم على الأرض فقط وإنّما يشمل المياه الإقليمية التابعة للدّولة والطبقات الجوية فوق أرض الدولة. والسيادة هي السلطات العليا التي تمثل الدّولة وتنظم العلاقات بين مواطنيها، كما أنّها الجهة المُخولة بإصدار الأوامر والطلب من الشعب أن يكون منتمياً لها كونها الممثل لمصالح المجتمع، وتعني السيادة أيضاً أن تكون الدّولة ذات استقلالٍ سياسي وألا تتبع لأي جهة خارجية بما يضمن لها حرية اختيار منهجها السياسي.و الحكومة هي مجموعة المؤسسات التي تقوم الدّولة من خلالها بوضع سياساتها وضمان تنفيذها، فهي أداة للدّولة لتقوم بممارسة وظائفها وسلطاتها.
أنواع الدّول من حيث السيادة نوعين، وهما الدول كاملة السيادة: هي تلك الدول التي تتمكن من إدارة شؤونها الداخلية والخارجية بحريتها وممارسة سلطاتها دون أن تكون خاضعة لجهات خارجية أو داخلية، وتتميز الدولة كاملة السيادة بأنّها تتمتع بكافة حقوقها وتؤدي واجباتها على الصعيد الدولي وهناك نوع من الدول ناقصة السيادة: تُعرف بأنّها الدولة التي تخضع لإشراف دولة أخرى ولا تتمتع بالخصائص الأساسية للدولة ومن الأمثلة على هذا النوع من الدّول هي الدول الموضوعة تحت الإنتداب والدول التابعة والدول التي التزمت بمعاهدات غير متكافئة، وغيرها من أنواع الدول ناقصة السيادة .
ومما دعانى للكتابه أيضا اننى لاحظت القيادة السياسية مؤخرا لاحظت غياب مفهوم الدوله عند بعض المتحدثين وهو وزير سابق عندما كان يتحدث عن منظومة المعاشات وعن منظومة النقل والموانئ واحتياج الدوله لهذه المرافق ..
كاتب المقال الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق ..