الجامعة العربية: نولي أهمية قصوى لحماية النساء أثناء النزاعات المسلحة
أكدت السفير هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، أن الجامعة العربية تولي أهمية قصوى لحماية النساء أثناء النزاعات المسلحة، ولدعم المرأة في المنطقة العربية للوصول لجميع مستويات صنع القرار في جميع المؤسسات العاملة في مجال السلام والأمن، بما في ذلك حفظ السلام وإدارة الأزمات والدبلوماسية الوقائية في جميع مراحل وساطة السلام والتفاوض.
جاء ذلك في كلمة السفيرة هيفاء أبو غزالة في المؤتمر الوزاري العربي الذي عقد بالإمارات بعنوان "تعزيز دور المرأة في مجتمعات النزاع وما بعد النزاع: أصوات محلية من المنطقة العربية" والتي وزعتها الأمانة العامة لجامعة الجدول العربية اليوم الأحد.
وقالت أبو غزالة إن الجامعة تعد إطاراً استراتيجياً" للجنة الطوارئ لحماية النساء أثناء النزاعات المسلحة بالمنطقة العربية" لضمان بيئة صحية للنساء أثناء النزاعات المسلحة من خلال تقديم المساعدة اللازمة لتمكينهن من حقوقهن في الحماية من مختلف أنماط التهديد التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على أمنهن وصحتهن النفسية والجسدية وظروفهن المعيشية.
وأعربت السفيرة عن تطلعها لأن يكون المؤتمر بمثابة لبنة في صرح الجهود المبذولة من قـِبَل جامعة الدول العربية بشأن دعم وتمكين المرأة العربية وخاصة في مجال المرأة والأمن والسلام، وفي ظل ما تعانيه المنطقة العربية من أزمات متفاقمة أثرت على أوضاع النساء والفتيات، خاصة في الأماكن المتأثرة بالنزاع وغير المستقرة بالمنطقة.
وأضافت أن انعقاد المؤتمر يأتي استكمالاً للجهود المشتركة والتعاون المثمر بين جامعة الدول العربية والاتحاد النسائي العام ووزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة الدفاع بدولة الإمارات العربية المتحدة والمكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في الدول العربية.
وتابعت أن المؤتمر يمثل خطوة في مسيرة طويلة للدفع بأجندة المرأة والأمن والسلام في المنطقة العربية، ويعد النسخة الثانية من المؤتمر الإقليمي الأول حول "المرأة والسلام والأمن" الذي نظمته جامعة الدول العربية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالقاهرة 2019.
وأشارت إلى أنه إيماناً من جامعة الدول العربية بأهمية وجود آليات إقليمية تعمل على ترجمة أجندة المرأة والأمن والسلام وتطبيقها، وإدراكاً منها بالحاجة الملحة للمشاركة الفاعلة للنساء في مواقع صنع القرار أثناء عمليات السلام، قامت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بإطلاق "الشبكة العربية لوسيطات السلام" على المستوى الإقليمي والدولي كإحدى آليات لجنة المرأة العربية لتتمكن النساء العربيات من المشاركة بخبراتهن الخاصة في الوقاية من النزاعات وتسويتها بالطرق السلمية.
وأعرب عن تطلعها ومن خلال توصيات هذا المؤتمر أن يتم اتخاذ خطوات فعلية نحو مأسسة هذه الشبكة، لاسيما في ضوء اعتماد الاستراتيجية وخطة العمل الخاصة بها من مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في مارس 2021، ومن خلال إطار مؤسسي يدعم الاستمرارية والاستدامة لهذا الكيان الإقليمي الهام. وأسعد اليوم بمشاركة عضوات الشبكة واللاتي سيثرين هذا النقاش خلال أعمال الجلسة الثانية من المؤتمر.
وأكدت أن لجامعة الدول العربية دورا رئيسيا لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والأمن والسلام والقرارات المصاحبة له على المستوى الإقليمي، فقد قامت بتقديم الدعم لدولها الأعضاء من خلال بناء قدرات الآليات الوطنية للمرأة لوضع خططهم الوطنية لتنفيذ 1325 من خلال ورشتي عمل إقليمية نظمتهما بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة الأولى بالمملكة الأردنية الهاشمية والورشة الثانية بالجمهورية التونسية، كما تم إعداد دليل استرشادي للدول الأعضاء بالجامعة العربية حول الخطط الوطنية للمرأة والأمن والسلام.
وأشارت إلى أن الجامعة أعدت مراجعتين إقليميتين للوقوف على مدى التقدم المحرز في تنفيذ الاستراتيجية الإقليمية، من بينهم التقرير التجميعي الثاني حول التقدم المحرز نحو تنفيذ الاستراتيجية الإقليمية وخطة العمل التنفيذية "حماية المرأة العربية: الأمن والسلام" 2016-2018 والذي يعتمد على المعلومات الواردة من الدول الأعضاء في ردودهم على الاستبيان المرسل من قبل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حول التقدم المحرز في تنفيذ الإستراتيجية الإقليمية وخطة العمل التنفيذية. فضلاً عن تحليل للوضع ونتائج وآثار تنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن في الدول العربية مع تسليط الضوء على أهم التحديات التي تحول دون تنفيذ هذه الالتزامات.
ولفتت إلى أن الجامعة العربية تعمل حالياً على إعداد المراجعة الإقليمية الثالثة، لاسيما في ظل المستجدات والأولويات والتقاطعات المختلفة الناشئة على الأجندة التنموية وعلاقتها بتمكين وحماية المرأة على المستويين الإقليمي والوطني.
ونوهت بجهود الدول العربية في الدفع بهذه الأجندة خلال تلك الفترة الوجيزة، فقد قطعت دول المنطقة بالفعل خطوات سريعة وهامة في تنفيذ القرارات المتعلقة بالمرأة والسلام والأمن، وهناك اهتمام من الدول العربية لإعداد خططها الوطنية للمرأة والسلام والأمن مسترشدين بالاستراتيجية وخطة العمل التنفيذية الإقليمية "حماية المرأة العربية: الأمن والسلام" كمرجع أساس لوضع هذه الخطط، (هذه الدول هي: الأردن والعراق وفلسطين وتونس ولبنان والسودان واليمن والمغرب والإمارات (ومصر في مرحلة الإعداد).
ودعت جميع الدول الأعضاء إلى دعم الاقتراح الذي تقدمت به جامعة الدول العربية في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن حول المرأة والأمن والسلام التي رأستها البانيا شهر يونيو 2022 حول العمل على إطلاق قرار جديد لمجلس الأمن حول المرأة والوساطة الدولية، كذلك طالبت الجامعة بتعيين مبعوث خاص للمرأة والأمن والسلام.