السبب الرئيسي وراء تجدد حرب ناجورنو كاراباخ..وهذه أهم المواقف الدولية
اندلعت اشتباكات دامية ليل الاثنين على طول الحدود بين أذربيجان وأرمينيا بالقرب من إقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه، في تجدد للصراع القائم منذ عقود، وفق ما ذكرت صحيفة ذا واشنطن بوست الأميركية.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان إن القوات الأذربيجانية هاجمت "البنية التحتية العسكرية والمدنية" خلال الليل في مناطق جوريس وسوتك وجيرموك باستخدام طائرات بدون طيار وأسلحة نارية من العيار الثقيل.
أقر المسؤولون العسكريون في أذربيجان بالضربات لكنهم اتهموا أرمينيا بـ "استفزاز واسع لهم" بزرع ألغام بالقرب من منشآت حدودية وقصف مواقع أذربيجانية في وقت سابق يوم الاثنين.
ووصفت أرمينيا هذه المزاعم بأنها "كذبة مطلقة" وألقت باللوم على باكو في تجدد الأعمال العدائية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان للبرلمان: "في الوقت الحالي، قتل 49 شخصًا، وللأسف، هذا ليس الرقم النهائي".
وقالت أذربيجان إن جيشها تكبد خسائر لكنها لم تقدم أرقاما.
السبب الأهم.. اغتنام فرصة انشغال روسيا
قالت واشنطن بوست، أنه ربما سعت أذربيجان إلى اغتنام الفرصة في حين أن الحليف الرئيسي لأرمينيا وهو روسيا، حولت كل انتباهها إلى الحرب في أوكرانيا، في وقت عانت فيه روسيا من خطأ استراتيجي الأسبوع الماضي أدى الى تقدم القوات الأوكرانية، وفقًا لبعض المحللين المتخصصين .
ورأى لورانس برويرز، الباحث في تشاتام هاوس:"يحدث هذا التصعيد عندما تشتت انتباه روسيا بعد انهيار جبهة خاركيف، وهو ما أثر على أرمينيا الحليف الرسمي لروسيا".
تابع برويرز، بأن باكو تتمتع "بنفوذ غير مسبوق، حيث تعتمد روسيا الآن على طرق العبور عبر أذربيجان للتواصل مع إيران وآسيا وسط عزلة عالمية متزايدة".
كما أصبح الاتحاد الأوروبي أكثر اعتمادًا على أذربيجان في مجال الطاقة حيث يبحث عن بدائل للغاز الروسي.
اليوم الثلاثاء، ناشدت أرمينيا موسكو للحصول على المساعدة، قائلة إنها ستستند إلى الكتلة الأمنية الإقليمية التي تقودها روسيا والتي تسمى منظمة معاهدة الأمن الجماعي وكذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
موقف روسيا
وقالت يريفان عقب محادثة هاتفية بين وزير الدفاع الأرميني سورين بابيكيان ونظيره الروسي سيرجي شويجو "توصل وزيرا دفاع أرمينيا وروسيا إلى اتفاق لاتخاذ الخطوات اللازمة نحو استقرار الوضع".
وعبرت وزارة الخارجية الروسية في وقت لاحق عن قلقها بشأن التطورات وحثت الأطراف على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه موسكو.
وبحسب ما ورد، تم انتهاك الهدنة، كما دعا باشينيان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، برد "مناسب" على الأعمال العدائية.
موقف واشنطن
وقال بلينكين في بيان إن واشنطن "قلقة للغاية" بشأن الوضع.
وذكر البيان الأمريكي: "كما أوضحنا منذ فترة طويلة، لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع. نحث على إنهاء أي أعمال قتالية عسكرية على الفور ".
موقف تركيا
من جانبها، قالت تركيا، المتحالفة مع أذربيجان، اليوم الثلاثاء إن على أرمينيا أن تكف عن الاستفزازات وأن تركز على مفاوضات السلام.
بدأ الصراع الطويل في منطقة ناجورنو كاراباخ الجبلية في أواخر الثمانينيات، وعاد إلى واجهة مرة أخرى خلال حرب واسعة النطاق في عام 2020 ، حيث استعادت أذربيجان الأراضي التي احتلتها أرمينيا لعقود.
انتهت الحرب التي استمرت ستة أسابيع بانتصار عسكري لأذربيجان وبهدنة هشة مدعومة من موسكو، حيث تخلت أرمينيا عن مساحات شاسعة من الأراضي.
جادل المحللون بأن اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020، ووجود قوات حفظ السلام الروسية، من غير المرجح أن يجلب الاستقرار الكامل إلى المنطقة.
الاتحاد الأوروبي
ويتم مراقبة الصراع عن كثب من بروكسل، حيث يوجد مقر الاتحاد الأوروبي.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي يدفع باتجاه "التنويع بعيدًا عن روسيا والتوجه نحو شركاء أكثر موثوقية وجدارة بالثقة.يسعدني أن أعتبر أذربيجان من بينهم".
على الرغم من أن أوروبا متحدة بشكل غير مألوف بشأن الحاجة إلى كبح أو خفض واردات الطاقة من روسيا، إلا أن تعليق فون دير لاين - والاتفاق - أثار الدهشة.
تساءل النقاد عما إذا كان من العدل وصف الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بأنه شريك جدير بالثقة.
في غضون ذلك، سعى رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل في الأشهر الأخيرة إلى لعب دور صانع السلام بين باكو ويريفان، واستضاف اجتماعات بين الجانبين، والتقى علييف وباشينيان في بروكسل في أواخر أغسطس لإجراء محادثات.