البحث عن خيمة.. رحلة روائي من مالي التقى خلالها القذافي وبن لادن
يعود الروائي المالي عمر الأنصاري في تجربة كتابية جديدة له، تبدو واضحة من عنوانها «من تمبكتو إلى ليوا.. رحلة بحث عن خيمة» والتي ستصدر من باريس في نهاية العام الجاري باللغتين الفرنسية والعربية.
العمل هو الخامس لعمر الأنصاري، الذي يعد أول روائي من غرب أفريقيا يكتب عن مجتمع الطوارق، من خلال كتابه الوثائقي الرجال الزرق، وروايتي طبيب تيمبكتو، وحرز تالا، اللتين ناول فيهما مجتمع الطوارق في الصحراء الكبرى في تجربة رائدة، كونه أول روائي يميط اللثام من خلال الرواية عن ذلك المجتمع المغلق.
ويسرد الأنصاري، في كتابه الجديد، رحلة بحثه عن خيمة، كرمز للترحال الذي طبع حياته، بدءا من هجرة أسرته من صحراء تمبكتو ( شمال مالي) في مطلع السبعينيات بعد موجة جفاف تلت الفترة الاستعمارية، دفعت بسكان الصحراء إلى الهجرة والبحث عن مأوى.
وفي سيرته الذاتية الجديدة التي تعد شهادة خمسة عقود عاشها الأنصاري بحثا عن خيمة بعد أن هجر خيمته الأولى التي ولد فيها، يتقلب بنا النص بين تمبكتو التي فارقها طفلا، وبين محطات أخرى تنتهي به قبل سن البلوغ في مكة المكرمة، حيث نشأ ودرس، وانتهاء بفترة شبابه وخطواته الأولى نحو عالم الصحافة الذي وجد فيه مكانا لنفسه ولقضية الطوارق التي تبناها منذ بداية مسيرته، وأضحت عنوانا لأعماله.
ويتجول الأنصاري، في محطات مختلفة من الكتاب، ليخوص تجارب سردية قريبة، أخذته إلى لقاءات ومواقف لم تكن لتحدث في المناطق الساخنة والمثيرة.
ويصف الروائي الذي مثل جيلا من الطوارق الذين تشردوا وهجروا أوطانهم، أعماله بأنها «إنقاذ لما يمكن إنقاذه من ذاكرة جيل يتلاشى أمام تحديات شتى بعد أن هجر من وطنه».
وقال الأنصاري "كل ما قدمته هو محاولة بسيطة للحفاظ على ذاكرتنا من الاندثار.. أحاول أن ألملم التاريخ والذاكرة الشفهية ووجداننا الاجتماعي وأساطيرنا للجيل الجديد الذي أصبح بلا وطن ولا هوية".
ويضيف أن» رحلة البحث عن خيمة التي خاضها ولا يزال، هي رحلة طويلة قطعها جيله، ولا يزال الجيل الجديد يخوضها، وربما تستمر أجيال الطوارق في هذه الرحلة السرمدية دون أن يتحقق لهم حلم وطن».