بوابة الدولة
السبت 26 أبريل 2025 01:30 مـ 27 شوال 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

لم يفهمها الفيمينست.. رومانسية كمال وروقة

كمال وروقة
كمال وروقة

المنتقدون بشكل عام لتلك الثنائية الشهيرة "كمال وروقة" لم ينشغلوا إلا بالسطح، ولم تصل إلى مشاعرهم حقيقة العلاقة بين كمال وزوجته.

لم يترك كمال فرصة دون التعبير عن امتنانه لوجود "روقة" في حياته، وصفها بأنها تمتلك "المفهومية" و"كلها مجدعة" و"أصيلة وتعامل كما يتعامل أى زوج يشعر بالمسئولية تجاه زوجته

يفترض هذا المقال بداية أن ما كان بين كمال وروقة في فيلم "العار" – إنتاج 1982 – هو قصة حب رومانسية تستحق أن تبقى فى الذاكرة مع قصص الحب الأسطورية التي ينطلق منها هذا الملف.

سيطرح أحدهم سؤالا - والسؤال طبعا محرمش - كيف نحيى ذكرى قصة حب بطلها "تاجر مخدرات" وفتاة شعبية غير متعلمة كانت تؤمن بالسحر والخرافات؟
هذا السؤال فاسد المنطق بالأساس، لأنه ينزع صفة الإنسانية عن طرفى العلاقة فقط لأنهما أشخاص غير أسوياء اجتماعيا، وهي نفس الزاوية التي انطلق منها النقد النسوى الحاد لشخصية "روقة" كلما استدعاها المحبون على مواقع التواصل الاجتماعى.

سنرد على مهاجمى روقة من الفيمينست بتفصيل غير مخل وليس بمملل، لكن دعونا أولا نتفق أن أعتى أشرار العالم لديهم "قلب" وأن "القلب" تحديدا هو نقطة ضعف أى إنسان، فكيف الحال بتاجر مخدرات تعامل مع تجارته المحرمة باعتبارها "حلال" لأنها نباتات، وتعامل مع إرث الأب باعتباره "أمانة" يجب أن يؤديها إلى أهلها الذين هم أهله، ولولا مصرع "أبو دهشوم والدفاس وطلبة" ما اضطر لتوريط شقيقيه فى التجارة المحرمة، وما لحق بالأسرة كل هذا "العار".

بناء على ما سبق، من حق كمال وروقة أن يحبا بعضهما البعض، لأنهما بشر، هذا الأساس الذي لم يشغل بالمناسبة جمهور الفيلم في الثمانينيات، حتى مثالية "روقة" لم تحظ بكل هذا الحنين إلا في العقد الأخير، عقد السوشيال ميديا، بالتالى كان متوقعا أن تخرج الأصوات المعارضة ومعظمها من مؤيدى التيار النسوى المعروف بالـ"فيمينست"، الذين رفضوا "روقة" ورفضوا حب الرجال لنموذجها باعتبارها "أداة" في يد الرجل الذي يريدها تابعا لا شريكا، بالتالى هو نموذج يهدم كل مطالبهم بالمساواة بين الجنسين، وهو "قول حق أريد به باطل" فيما يخص العلاقة المقدسة بين الرجل والمرأة أولا، وفيما يخص "روقة" ثانيا.

ظلم "روقة" كل من نظر إليها باعتبارها "جارية عصرية"، فقط لأنها كانت تلبى كل طلبات زوجها وتشعر بالنقص لعدم الإنجاب، ظلم "كمال" كل من ظن أنه تخلى عنها وضحى بها من أجل تجارته عندما أنكرها بعد خروج جثتها إلى الشاطئ صباح الليلة الحزينة.

يريد "الفيمينست" أن تظهر المرأة في الأعمال الفنية بناء على نموذج واحد محكم لا غير، يعتبرون أن الفن فى هذه الحالة يرسخ صورة سلبية للمرأة التي ينشدون، صحيح طبعا أن الفن يؤثر بشدة في تكوين الصور الذهنية للمتفرجين، لكن من قال إن إعجاب الرجال بنموذج "روقة" يخلو من الرومانسية ويحتفى فقط بالتبعية، ومن قال إن "كمال" لم يكن يحب "روقة" بل ويعشق التراب الذي تسير عليه، ما فعله "النسويون" أنهم تعاملوا مع "ظاهر" العلاقة لا باطنها.

المنتقدون بشكل عام لتلك الثنائية الشهيرة "كمال وروقة" لم ينشغلوا إلا بالسطح، ولم تصل إلى مشاعرهم حقيقة العلاقة بين أبو كمال وزوجته، لسبب بسيطة أنهم تعاملوا مع الشريط ومع الاحتفاء بالشخصية من الخارج وليس من داخل العمل الفنى، لو أنهم راجعوا الجمل الحوارية ثانية، لو أنهم ركزوا فيما كان يقوله ويفعله كمال لروقة قبل وبعد موتها الصادم، لربما توازنت نظرتهم لشخصية نجحت في إثارة الجدل أربعين عاما متتالية.

أثناء إعداد الموضوع قرأت تحليلا لاستشارية علم اجتماع - هكذا عرفها المحرر - تقول فيه إن حب الرجال لشخصية "روقة" نابع من عدم ثقتها في نفسها وضعفها طوال الوقت، يا سيدتي الفاضلة هل معدومة الثقة ستطالب زوجها بالتوقف عن تجارة المخدرات، بأن تكون العملية هي الأخيرة، ستعرض نفسها لخطر الموت من أجله؟ هل هذه سمات شخصية خائفة ومترددة، أم شخصية مضحية ومتسقة مع نفسها وتعيش لأجل زوجها الذي عوضها خيرا عن الزيجة الأولى؟.

تحليل آخر قال إن "روقة" كانت تشعر بالخوف الدائم من فقدان "كمال"، هي لا تنجب وقد يعدل عن الاستمرار معها تحت ضغط تلك "النقيصة" التي لم يراها هو "نقصا" بالمناسبة، كما أنها خافت مما قد يحدث لو فشلت عملية جلب المخدرات، حياته كلها ماديا كانت ستنتهى، ولم تجد بدًا من مساعدته والنزول إلى البحر بعد تخاذل شقيقه رجل القانون، تخيلت أنه لو فشلت العملية قد يتركها تحت وطأة الأزمة التي ستحدث، ماتت من الخوف كما يقول التحليل، حسنا كمال ليس المتهم المباشر هذه المرة، لكن لو شاهد المحلل الفيلم جيدا لاكتشف أن "روقة" عرضت على "كمال" أن تنهي معه العملية قبل أن يوافق الشقيقان، أي أنها من البداية معه كتفا إلى كتف دون التفكير في العواقب.

كمال من جانبه لم يترك فرصة دون التعبير عن امتنانه لوجود "روقة" في حياته، وصفها بأنها تمتلك "المفهومية" و"كلها مجدعة" و"أصيلة"، طمأنها أنه لا يريد أطفال، حذرها من الذهاب إلى الدجالين، تعامل كما يتعامل أى زوج يشعر بالمسئولية تجاه زوجته التي ترك من أجلها "بنت الذوات"، هل بعض المنتقدين للعلاقة لديهم نظرة "طبقية"؟ كانوا سيسعدون لو أن أبو كمال وسط الأزمة يعانى من عدم التفاهم من زوجته الثرية؟ ربما لا أستطيع الدخول في النوايا، لكن ما أستطيع تأكيده أن "كمال" كان يحب "روقة" بنفس القدر الذي أحبته به السيدة المغدورة.

تقولون إنه تبرأ منها أمام "الشرطة"، هذا فيلم وتلك دراما، لم يكن هناك بد من التملص، لكنه نفس الرجل الذى قرر أن يتبرع بكل نصيبها لعمل الخير، هل يمكن وصف من يفكر فى "آخرة" زوجته الراحلة بأنه متسلط ومستغل وضحى بها من أجل نفسه؟.

من حق أصحاب الفكر النسوي أن يتتبعوا النماذج السلبية لصورة المرأة وعلاقتها بالرجل، لكن من حقنا أن نلفت انتباههم إلى ضرورة النفاذ إلى جوهر تلك العلاقة، وبعد 40 عاما على عرض الفيلم آن الأوان لإعادة الاعتبار إلى رومانسية "كمال وروقة"، لقصة حب كان من الممكن أن تكتمل لو أن الأب تاجر العطارة لم يترك لأولاده كل هذا "العار".

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى23 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.8986 50.9986
يورو 58.0499 58.1843
جنيه إسترلينى 67.6850 67.8435
فرنك سويسرى 61.9506 62.1025
100 ين يابانى 35.9251 35.9982
ريال سعودى 13.5690 13.5964
دينار كويتى 166.2104 166.5914
درهم اماراتى 13.8564 13.8855
اليوان الصينى 6.9825 6.9979

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5474 جنيه 5451 جنيه $106.57
سعر ذهب 22 5018 جنيه 4997 جنيه $97.69
سعر ذهب 21 4790 جنيه 4770 جنيه $93.25
سعر ذهب 18 4106 جنيه 4089 جنيه $79.93
سعر ذهب 14 3193 جنيه 3180 جنيه $62.17
سعر ذهب 12 2737 جنيه 2726 جنيه $53.28
سعر الأونصة 170269 جنيه 169559 جنيه $3314.66
الجنيه الذهب 38320 جنيه 38160 جنيه $745.98
الأونصة بالدولار 3314.66 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى