البرلماني رجب هلال حميدة يكتب .. جرس إنذار
فما أطال النومُ عمراً.. ولا قصّر في الأعمار طول السهر"عندما يذكر هذا البيت لابد أن نذكر صاحبة في رباعياته الشاعروالفيلسوف " عمر الخيام " ، لا أعتقد أن نجد أسوء من الانسان الذى لا يحمل صفات الإرادة والعزيمة والالتزام ، والاتقان فى العمل وتحمل المسئولية ،والحرص على عدم إضاعة الوقت والعبث بة.
حياتنا للأسف عند البعض أصبحت حياة مزدحمة بلا معنى ، إنشغال بلا فائدة ، تقصير بحق النفس والابناء ، تقليد أعمى لكل ما هو ليس مفيد ، إسراف وتبذير وسفة ، تبرج وقلة حياء ، إباحيات وفجور وتهاون بزنا العين والسمع انعدام السيطرة الاخلاقية أمنيات واهية ،هؤلاء يحتاجون جرس إنذار .
كل ذلك وأكثر جاءتنا من الأجهزة الذكية وبرامج التواصل الاجتماعى التي جعلتنا نحن البشر نلهس وراءها نعتمد عليها في كل شيء رغم ما تحملة في كثير من الأحيان بأفكاروتقاليد وقيم خاطئة وإشاعات مغرضة كاذبة .
إن الحرص على الوقت والعمل ،والصحة هم من يجلبون السعادة للانسان ويرفعون قدرة الى عنان السماء،وفى المقابل من تشغلهم التفاهات والتكاسل في العمل والتركيز على الامور التافهة والضارة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ،ولا تضيف شيئاً مفيداً للعقل ولا للمهارات ولا لصحة النفس والجسد، نجدهم لا قيمة لهم فى الحياة ، وحملاً على الاخرين.
نجد بين كل عشر مترددين على العيادات الطبية يشتكون من عسر الهضم ،وحرقة المعدة وانتفاخ البطن والإجهاد السريع وضيق التنفس.
عندما تسأل إحداهن عن برنامج حياتهم اليومية تكتشف أنهم يسهرون حتى ساعات الفجر أمام التلفزيون، ثم يخلدون في النوم حتى الظهر، لتستيقظوا بمزاج البائس التعيس الذي لم ير نور الصباح ولم يستنشق هواء نقياً منذ أعوام طويلة، وما هي إلا سنوات قليلة ثم يداهم هولاء مرض السكري والكوليسترول وحصوات المرارة ،وارتفاع ضغط الدم، ونزيف مالي مستمر على الأدوية ،والاستشارات الطبية.
لقد تنازل هؤلاء عن استثمار وقتهم فيما يفيد، وأهملوا الشروط الضرورية لاكتمال الصحة ،هذة النماذج لا تتواجد فقط في الطبقات الغنية المرفّهة، بل تجده في أغلب البيوت حتى في أبعد قرية عن العمران.
هنا أتذكر جدى وجدتى عندما كانوا ينامون بعد صلاة العشاء على الأكثر، وينهضون مع بواكير الفجر الأولى مكتملي الحيوية والنشاط، لصلاة الفجر وقراءة القران ،ومع طلوع الشمس ينصرف كل طرف إلى مهماته اليومية، آنذاك كانت الحياة تنعم بالخير، الكل سعيدبوالقامات الت كنا نفتخر بها أمام الامم ، وكانت معدّلات الإصابة بالسكري وضيق الشرايين وتصلُّب المفاصل والاعتلالات الهضمية تكاد تكون صفراً.
أقول لهولاء الذين لايبحثون عن قيمة الوقت، نقطة ومن أول السطر، حياتنا كلها تبدأ بنقطة وتنتهى بأول السطر.. نعم تلك النقطة هى بداية الطريق الذى نسلكه فى حياتنا وذلك السطر الذى نحاول بقدر الإمكان أن نبتعد عنه هو نهاية الهدف سواء بالفشل أو النجاح وبداية حياة مع هدف جديد.
لا تقفوا على الأطلال خاصة إذا كانت الخفافيش والأشباح قد سكنتها وعرفت طريقها ،وابحثوا عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد.
لا تنظروا إلى الأوراق التي تغير لونها وبهتت حروفها وتاهت سطورها بين الألم و الوحشة سوف تكتشف أن هذه السطور ليست أجمل ما كتبت وأن هذه الأوراق ليست أخر ما سطرت ويجب أن تفرق بين من وضع سطورك في عينيه ومن القي بها للرياح لم تكن هذه السطور مجرد كلام جميل عابرولكنها مشاعر قلب عاشها حرفًا حرفًا ونبض إنسان حملها حلمًا واكتوى بنارها ألمًا !
لا تحاولو أن تعيدو حسابات الأمس وما خسرت فيه فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى ودعك مما سقط على الأرض فقد صارت جزءًا منها.
كاتب المقال البرلماني السابق رجب هلال حميدة نائب رئيس حزب إرادة جيل وعضو تحالف الأحزاب المصرية