«رُسمت حزينة ومجهولة الأسماء».. كيف تم رسم بورتريهات الفيوم؟
عام 1887م، ظهرت العديد من لوحات الفيوم بحوزة نابشي القبور، وسرقة محتوياتها، من فئة المغامرين الأجانب، وحتى من نابشي القبور المصريين، ممن يجهلون عظمة ما يعثرون عليه، حيث اقتنى العديد منها جامع وتاجر التحف النمساوي المدعو "جراف"، وأقام معرضا لوجوه الفيوم عام 1889م، و كان مجموع لوحاته هو 96 لوحة، بينما باع ما يقرب من 300 لوحة، إلى متاحف كثيرة، وحتى لهواة جمع الآثار.
ويؤكد الأثريون أنه عمليات البحث عن تلك اللوحات بدأت بشراسة شديدة، وبدأت رحلة البحث العلمي عن أصل تلك الوجوه، منهم عالم الآثار "بترى"، الذي درس ما يقرب من 150 لوحة، ومن ثم اكتشف حوالي80 مومياء فى منطقة الفيوم، تحمل أكفانها تلك الوجوه، ومن بعده عالم الآثار "جاستون ماسبيرو" بعدما قام بإعادة تنقيب، فعثر على 65 لوحة جديدة، وعلى الرغم من تسميتها بلوحات أو وجوه الفيوم، نسبة إلى أول مكان تم العثور عليها به، إلا أنه ومع كثرة حملات التنقيب، تم العثور على المزيد من اللوحات بطول مصر وعرضها، تنتمي لنفس النوعية، ونفس الأسلوب الفني، وجميعها ترجع لعصور اختلاط المصريين بالثقافة اليونانية الرومانية، فى الفترة من القرن الأول الميلادى.
كما يؤكد الأثريون أن اللوحات على الأرجح هى نتاج فناني الجاليات الرومانية المستقرة جنوب الوادي، مع إضفاء الطابع المصري الفريد عليها، ولربما لمصريين، تأثروا بالطابع الإغريقي والروماني، التي تبنت إبراز الملامح والسمات الفردية، بطريقة شاملة ومثالية، وتسجيل واقعي لملامح الفرد.وأعلنت الصفحة الرسمية للمتحف المصري بالتحرير ، عن تقنية رسم لوحات الفيوم التى تملك شيوعا لدي كافة المصريين ، حيث يقوم المصريون بتركيب الوجوه على لاعبي كرة القدم فى المنتخب المصري ، أو وضعها على صفحات التواصل الاحتماعي ، وذلك تزامنا مع احتفال مرور 200 سنة على تأسيس علم المصريات.
وأكد المتحف أنه تم طلاء اللوحات بإستخدام تقنية "الانكوستيك" ، التي كانت تعتمد على شمع العسل ، أو مع طلاء التمبرا حيث تم خلط صفار البيض مع الأصباغ. كما تم استخدام الألوان المائية. وقد رسم عدد قليل جدًا من اللوحات على الكتان باستخدام نفس التقنيات. ويُعتقد أن اللوحة تم رسمها خلال حياة الشخص وبقيت معلقة على جدار المنزل لإزالتها بعد الموت ووضعها على وجهه بعد التحنيط. ومع ذلك ، فإن بعض هذه اللوحات تم رسمها بعد وفاة الشخص خاصة إذا كان المتوفى طفلاً.