كبير الموسيقيين ضمن الآثار المستردة.. حكاية المايسترو بمصر القديمة… صور
عرف المصريون القدماء الموسيقى من أقدم العصور، وبالإضافة لطبقة الكهان الذين امتازوا بأصوات حسنة، كان هناك وصف للفرق الموسيقية علي النقوش الفرعونية، حيث تتكون من كل من: حست.. منشد، وسبيو مات بمعني عازف فلوت – الناى، وبنت: عازف هارب، وخنرت: بمعني الحريم، بل كان الإله أوزوريس هو المايسترو الأكبر الضابط والمنظم للحياة وللموسيقى أيضا بدون فوضي.
موضوعات مقترحة
«كيرة والجن» يتربع على عرش الإيرادات بموسم تحطيم الأرقام القياسية في السينما
إيمي سمير غانم تستمتع بآخر أيام الصيف بإطلالة مبهجة مع أصدقائها | صور
أحدث ظهور للفنان أحمد سعد برفقة أبنائه
ويقول الدكتور خالد على شوقي البسيونى فى دراسته العلمية عن الموسيقى بمقابر طيبة والمنشورة فى مجلة الآثارين العرب، إن الروايات الكلاسيكية التي يرويها الكتاب الإغريق والرومان مثل أفلاطون وبلوتارك وديودور، تروي أن الإله أوزوريس هو الأصل والمبدأ والطاقة العبقرية التي تقف وراء الحضارة والنظام العام من العلوم والفنون الرفيعة والفلسفة والقوانين والمذاهب المقدسة، حيث أن أزوريس هو مخترع الموسيقي (الموسيقي والمايسترو الأول ، بينما كان حورس الأبن وهو أبوللو عند الإغريق هو إله الشعر والنغم، ، مؤكدا أن الرواية المصرية القديمة تؤكد أن اكتشاف فن الموسيقي يعود إلي مانيروس ، ويذكر لنا هيرودوت أن المصريين كانوا يطلقون هذا الاسم علي من كان الإغريق يسمونه" لينوس" - ويضيف أنهم كانوا ينظرون إليه باعتباره ابناً لأول ملوك مصر.
وعرف المصري القديم فنون الرقص والموسيقى والغناء واستخدمهم في مجالات ووظائف متعددة وشتى في الحياة الدينية والجنائزية والمدنية ، بل كانت تدرس الموسيقى فى المدارس ، ويذكر المؤرخون أن المصريون القدماء كانوا يعتقدون بوضوح أن أوزوريس هو الذي علم المصريين عن طريق أغنياته وأعطاهم القوانين وأخضعهم بأحاديثه السلسة والرقيقة مجملاً إياها بكل فنون الشعر والموسيقى الخلابة، وهو الذي جاب أرجاء العالم كله وعلم كل الشعوب و شر المدنية والعمران مما جعل الإغريق يعتقدون أن أوزوريس هو باخوس نفسه
وتؤكد دراسة خالد على شوقي البسيونى، أن المناظر التصويرية فى طيبة (الأقصر) قدمت سجلا لحفلات الرقص والطرب في قصور وفيلات وحدائق الأشراف والنبلاء والأمراء الذين عاشوا في طيبة "عاصمة الصولجان " ، وهى عاصمة الإمبراطورية المصرية في تلك المرحلة التاريخية، وكذلك بنية الحياة الاجتماعية والطبقية أثناء عصر الدولة الحديثة ، كما تظهر صورة الوزير مر ي روكا "مصطبة ميرا فى سقارة من عصر الأسرة السادسة الدولة القديمة وهو يصغى مع زوجته إلى نغمات الموسيقى ، وهذا يدل على أن العروض الموسيقية كان لها أهمية ومكانة فى المجتمع والحياة المصري الحياة اليومية
كانت الموسيقى فناً مقدساً فى مدن المعابد ، والاحتفالات والمواكب والأعياد الدينية، وكان المصريون ينشدون التراتيل والترانيم والأناشيد والابتهالات ف أيام الأعياد العظمى والكبرى للآلهة بمصاحبة القيثارات حيث تكونت فرق موسيقية كاملة من الكهنة خاصة بالعروض الموسيقية الدينية بقيادة عازف قيثارة أعمى بمصاحبة رقص الفتيات والأغاني ، حيث تغلغلت الموسيقى فى كل مرافق الحياة فى مصر، حيث كانت لها منزلتها فى محاريب العبادة وهياكل المصاطب والقبور وكذلك فى الأعياد والأفراح والحفلات والولائم .، وكان بين صفوف المصريين من يحترف فن الموسيقى فلقد كانت وسيلة يكسب بها المكفوفون عيشهم وكانت تسلية النبلاء فى أوقات الفراغ "وسائل الترفيه والترف واللهو فى مصر القديمة
وفى أسطورة المعبود أونوريس ما يدل على إيمان المصريين بأثر الموسيقى كفن رفيع وراقي فى تهذيب المشاعر وترقية الأحاسيس - بالإضافة إلى ما ذكره كتَّاب اليونان بارتباط الموسيقى عند المصريين بالقواعد والنظام وليست الفوضي وهناك اعتقاد بأن النظام الموسيقى فى مصر القديمة كان له ارتباط وثيق بعلوم الزراعة "حركة الفيضان " ونظام البروج وعلوم الفلك ، ويؤكد خالد البسيوني ، أن آلات الموسيقى فى مصر متنوعة ، أما بالنسبة لآلات النفخ ، كانت الآلة الموسيقية الهوائية الرئيسية هى الناى المصنوع من الغاب أو البوص أو الخشب - ويعتبر الناي من أقدم الآلات المصرية
وأوضح خالد على شوقي البسيونى، فى دراسته أن المصريون القدماء عرفوا أيضاً الأ رغول " المزمار المزدوج والكلارينيت المزدوج "، ومن آلات الإيقاع - استعمل القدماء المصريون الطبلة والطنبور فى الحفلات الموسيقية وحفلات الرقص والمواكب الدينية للمحافظة على الإيقاع وكذلك الدفوف وأيضاً "الرق" المستدير والمستطيل الشكل فى محاكاة للنوع الآسيوى، وعرفوا النقر بالأصابع والتصفيق المنغم بالأيدي وهز أطواق كبيرة من الخرز فى حركات عنيفة و، كذلك الأجراس والجلاجل ، ومن الآلات الشهيرة فى مصر القديمة الصلاصل المرتبطة بالمعبودة حتحور آلهة الحب ، وكانت الصلاصل تخفف على النساء ألم ومعاناة الولادة والمخاض وطرد الشر بعيداً عنهم ، وكان العزف على هذه الآلات يتم فى فرق متكاملة مع الرقص والغناء رجالاً ونساءاً أو فرادى وفي جماعات كما يظهر في مناظر آثار الدولة الحديثة.
ونجحت وزارة السياحة والآثار في استرداد 16 قطعة أثرية مصرية من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بالتعاون مع مكتب المدعي العام بنيويورك، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية والجهات المعنية المختلفة بالدولة، الأمر الذي يأتي في إطار الأولوية القصوى التي توليها الدولة المصرية للملف الخاص باسترداد الآثار المصرية المهربة وإعادتها إلى أرض الوطن.
صرح بذلك الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مشيرًا إلى أن القطع التى تم استردادها كان قد تم تهريبها من البلاد بطريقة غير شرعية وهو ما أثبتته التحقيقات التي تمت بالولايات المتحدة الأمريكية في ثلاث قضايا مختلفة.
وأوضح شعبان عبد الجواد المشرف العام على إدارة الآثار المستردة بالمجلس الأعلى للآثار، أنه يأتي من بين القطع المستردة 6 قطع أثرية من متحف المتروبوليتان تم مصادرتها من قبل مكتب المدعي الأمريكي في مدينة منهاتن بنيويورك في القضية الكبرى التي شملت تهريب عدد من القطع الأثرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ،ومازالت التحقيقات مستمرة بها في فرنسا، وتضمنت القطع جزء من تابوت خشبي مغطى بطبقة من الجص الملون يصور وجه سيدة، ولوحة من الحجر الجيري عليها نقوش من الكتابة الهيروغليفية ومنظر لتقدمة القرابين، وقطعة من من الكتان مزينة برسومات ملونة تحكي قصة عبور البحر الأحمر من سفر الخروج مقسمة إلى خمسة قطع صغيرة، وتمثال من البرونز لرجل راكع على ركبتيه، ومقصورة من الحجر الجيري المزين بنقوش ملونة لشخص يدعى "كيميس" والذي كان يحمل لقب كبير الموسيقيين، ولوحة جنائزية من بورتريهات الفيوم تصور سيدة من العصر الروماني.
كما يأتي من بين القطع المستردة 9 قطع أثرية كانت بحوزة أحد رجال الأعمال الأمريكيين والتي أثبتت التحقيقات أنه تم حيازتها بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى قطعة عملة من الذهب ترجع للعصر البطلمي.
ومن المقرر أن يتم تسليم القطع إلى القنصلية المصرية العامة في نيويورك خلال الأيام القليلة القادمة تمهيدا لعودتها إلى أرض الوطن في أقرب وقت ممكن.