الكاتب الصحفى محمد طلعت يكتب حوار الشرق والغرب
ان الحوار يعد أمراً ضروريا على جميع المستويات ويمكن ان يساهم فى تخليص البشرية من براثن الإرهاب والعنف والصراع والحروب، ويدعم السلام والتعايش و الانفتاح على الآخر، ومد جسور التعاون بين البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم، الحوار يبحث عن سبل العلاج من مرض التطرف والعنف والإرهاب، ويعمل على التعاون على البر والتقوى و التعايش السلمي ونشر ثقافة السلام في العالم، والحد من اتساع نطاق استباحة حرمة الأنفس والأعراض والأموال، وتقديم المصالح العليا للإنسان والأوطان
ومن هنا جاءت فكرة ملتقى حوار الشرق والغرب الذى تنظمه مملكة البحرين الشقيقة بداية الشهر القادم ويُتوقع أن يشارك فيه أكثر من 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم إضافة إلى شخصيات فكرية وإعلامية بارزة، تحت رعاية ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى في إطار مد جـسـور الحـوار بـيـن قـادة الأديان والمذاهب ورمـوز الفكر والثقافة والإعلام، وذلك بالتعاون الدائم مـع الأزهـر الشـريف والكنيسة الكاثوليكيَّـة ومجلس حكماء المسلمين وعددٍ من المؤسسات الدوليَّة المعنيَّة بالحوار والتعايش الإنساني والتسامح. ويناقش الملتقى تجارب تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية، والحوار والتعايش السلمي (إعلان البحرين نموذجًا)، ويتناول دور رجال وعلماء الأديان في معالجة تحديات العصر: التغير المناخي وأزمة الغذاء العالمي، وتحقيق السلم العالمي (وثيقة الأخوة الإنسانية نموذجًا).
ان هذا الملتقى - وفى هذا التوقيت - يعبر عن فكرة التسامح والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان كبديل عن التشدد والتعصب والتطرف، حيث يجمع بين اقطاب دينية وحضارات مختلفة وثقافات متعددة، حيث يؤكد أن العلاقة بين الثقافات والحضارات ليست علاقة صدام ولكنها علاقة تعايش وتعاون، وهو أمر إيجابي للغرب والشرق والعالم كله.
ومن الدلالات التى ترتبط بالحوار بين الشرق والغرب
أولًا: انه يمكن للبشر من مختلف الاديان أن يعيشوا على أرض واحدة ويتعاونوا على الخير والبر ويقضوا على الارهاب الذى يدمر البشرية.
وثانيا: حين ترى الشعوب رجال الدين وعلماءها يجتمعون على كلمة سواء في إطار أصول الأخلاق والقيم والقواسم المشتركة دون تدخل في عقائد الآخرين يمكن حينها للدول ان تتعايش لأنه من المستبعد أن يجتمع هؤلاء ثم بعدها يعملون على بث روح العداوة تجاه شعوب أخرى.
أما الدلالة الثالثة، فتتعلق بتقوية أواصر التقارب بين الشعوب والتلاحم بين الدول ما يؤدي إلى إقامة العلاقات الدولية على أساس الاحترام المتبادل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا يصب في مصلحة الأوطان ويفسح المجال امام عمليات التنمية والازدهار وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين .