في حادث غرق مركب جرجيس.. لا صوت يعلو فوق أوجاع الهجرة غير الشرعية في تونس
لأكثر من شهر كامل .. لا صوت يعلو في تونس فوق أوجاع حادث غرق 18 شخصا على متن مركب للهجرة غير الشرعية قبالة سواحل مدينة جرجيس، هذا الحادث الذي فرض نفسه على أجندة عمل السلطات التونسية على مختلف مستوياتها، وحاز على اهتمام وتعاطف الشارع التونسي مع أهالي الضحايا.
فعلى المستوى السياسي.. لم يكن الرئيس قيس سعيد بعيدا عن أوجاع الشارع وآلامه جراء هذا الحادث، ففي أكثر من مناسبة جدد تأكيده على متابعته المستمرة للحادث، وحمل ما أسماهم بـ"حيتان البحر" المسئولية عن تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية في بلاده، كما شدد خلال لقائه الأخير مع وزيرة العدل، ليلى جفال، على ضرورة أن تسير التحقيقات كما ينص القانون، وأنه لا مجال لاستثناء أحد من المسئولية.
كما أكد الرئيس سعيد على ضرورة أن يتحمل كل طرف مسؤولياته كاملة، قائلا: "إن الهجرة غير النظامية ما كان لها أن تكون أو تتحول إلى ظاهرة إلا نتيجة حيتان البر، الذين لا شغل لهم إلا التنكيل بالشعب والقضاء على كل أمل في حياة كريمة في وطنهم" .
وتأتي تشديدات وتأكيدات الرئيس التونسي على ضرورة مجابهة هذه الظاهرة في الوقت الذي كشف فيه المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية مؤخرا عن وصول أكثر من 13 ألف مهاجر تونسي إلى إيطاليا منذ مطلع العام الجاري، وذلك رغم جهود قوات الحرس الوطني والوحدات البحرية المكثفة في إحباط العديد من محاولات الهجرة غير الشرعية بشكل شبه يومي.