الدكتورة شاهيناز عبد الكريم تكتب : السيسي... الزعيم الذي لا ينحني

في زمن كثُر فيه المتفرجون وقلّ فيه الرجال، ظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي كاستثناء نادر في المشهد العربي والدولي، حاملاً على عاتقه شرف الدفاع عن القضية الفلسطينية، في وقت غابت فيه الأصوات وخفتت فيه المواقف.
الزعيم وحده في الميدان
بينما اكتفى بعض الزعماء بالبيانات الباهتة، وكان نصيب الآخرين الصمت المُخجل، انطلق السيسي في كل اتجاه، اتصالات عاجلة، تحركات على مستوى القمة، لقاءات مع قادة العالم، رسائل تحذير واضحة، كل ذلك لم يكن للدعاية، بل إيمانًا راسخًا بأن مصر لا تفرط، ولا تتخلى، ولا تخذل قضايا العدل.
مواجهة الكبار بلا تردد
لم يجامل واشنطن، ولم يخشَ تل أبيب، قالها بوضوح: "أرض سيناء خط أحمر، وتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم لن نسمح به،مواقف تهز العروش، ويضع كل المتخاذلين في مأزق، وحده السيسي من قرر أن يرفع الكلفة، ويواجه الغطرسة الأمريكية – الإسرائيلية بسلاح الموقف والكرامة.
أين العرب؟
أين الملوك والرؤساء؟ أين أصحاب المليارات والسيوف الذهبية؟ أين دول تدّعي نصرة القدس وتُبقي سفارات العدو في قلب عواصمها؟ أين تركيا التي تملأ الدنيا صخبًا ولا تغلق سفارتها؟ وأين إيران التي تهتف من بعيد لكنها لم تطلق رصاصةً واحدة؟ أين أوروبا "الإنسانية" التي ترى الأطفال يُذبحون كل صباح وتلتزم الصمت؟
مصر لا تساوم
مصر – بقيادة الرئيس السيسي – لم تساوم على مبادئها، ولم تتخلَّ عن دورها التاريخي، قدمت المساعدات، فتحت المعابر، استقبلت الجرحى، وواجهت المخططات، في كل أزمة، تؤكد القاهرة أنها قلب العروبة النابض، وضمير الأمة المستيقظ.
قمة الزعماء في القاهرة
وكان آخر فصول هذا التحرك السياسي الرفيع، استقبال القاهرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في قمة ثلاثية عُقدت على أرض مصر.
لم تكن زيارة بروتوكولية، بل كانت قمة من أجل فلسطين، من أجل غزة، ومن أجل إنقاذ ما تبقى من إنسانية في هذا العالم.
الرئيس السيسي جلس في المنتصف، كما تجلس مصر دومًا في قلب الحدث، يقود الحوار، ويوجه الرسائل، ويجمع الفرقاء على موقف واحد، وقف الحرب، منع التهجير، دعم الحقوق الفلسطينية.
القمة الثلاثية كانت رسالة جديدة للعالم مفادها أن من يريد السلام عليه أن يمر من بوابة القاهرة، ومن يبحث عن العدالة لا بد أن يصغي إلى صوت مصر.
دعوة للاقتداء
الرسالة ليست موجهة للفلسطينيين وحدهم، بل للعالم بأسره، إذا أردتم أن تروا كيف يكون الزعيم، فانظروا إلى السيسي،إذا أردتم أن تفهموا معنى المسؤولية، تابعوا تحركات مصر،لا وقت للكلام، ولا مكان للجبناء.
رجل المرحلة بامتياز
في زمن الأزمات الكبرى، يختبر التاريخ القادة... فإما أن يكونوا رجالًا، أو يطويهم النسيان،الرئيس السيسي اجتاز الاختبار، وقف، زعيماً، تحرك... وقال "لا" حين كانت "اللا" تساوي نارًا وغضبًا، لذلك، سيذكره التاريخ كما يليق بالزعماء الحقيقيين.