شيخ الأزهر يؤكد أهمية تثقيف الشباب والنشء بالثقافة الإسلامية التي هي العاصم من الاهتزاز
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أهمية تثقيف الشباب والنشء بالثقافة الإسلامية، التي هي العاصم من الاهتزاز يمينا أو شمالا في ظل هذه الظروف الصعبة، مشيرا إلى أنه يجب على الناس أن يعلموا أن دينهم دين يسر لا عسر، وألا ينشغلوا بالحكم على غيرهم، بل عليهم أن يطبقوا الإسلام في حياتهم وتعاملاتهم.
جاء ذلك - خلال حوار مفتوح عقده شيخ الأزهر في قصر الصخير مع شباب البحرين وشباب منتدى "صناع السلام"، بحضور الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل ملك البحرين للأعمال الإنسانية وشئون الشباب؛ للحديث مع الشباب والاستماع إلى أسئلتهم واستفساراتهم وتطلعاتهم وما يشغل بالهم، ومعرفة ما يواجههم من تحديات في حياتهم اليومية، ونقل الخبرات إليهم وتوجيه النصائح بما ينفعهم ويجعلهم فاعلين في نشر سماحة الدين في أخلاقهم وتعاملاتهم.
كما أكد شيخ الأزهر على قيمة العمل في الإسلام، مشيرا إلى أنه واجب على الإنسان حتى آخر عمره لقوله صلى الله عليه وسلم (إن قامتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةً، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها) وهذا حديث عظيم يبين قيمة العمل وفعل الخير وأهمية الحفاظ على البيئة والمجتمع، ولو اهتدت مجتمعاتنا بهذا الحديث في كل حياتنا لكان لنا وضع آخر.
ودعا فضيلة الإمام الأكبر، الشباب العربي إلى التسلح بالأمل، ومواصلة العمل، مشيرا إلى قول الرسول ﷺ: (إذا اجتَهَد فأصاب فله أجرانِ، وإن اجتَهَد فأخطَأَ فله أجرٌ)، وهذا الحديث يجب أن يكون منهج حياة للجميع، وأن يقترن الاجتهاد والأمل بكل شيء في حياة الإنسان، فلولا الأمل ما كان العمل.
وأشار إلى أن الحياة مليئة بالتحديات، وقد أخبرنا القرآن الكريم بذلك في قوله تعالى {لقد خلقنا الإنسان في كبد} وخلقنا الله وهو الأعلم بطبيعتنا وحالنا، وخلق الشهوات والمغريات وزودنا بالقدرة على التغلب على كل هذه التحديات إذا وعى الإنسان بدوره الحقيقي.. موضحا أننا مستخلفون في الأرض لخلافة الله ولإعمار الكون، فدورنا الحقيقي هو تمثيل الله في عفوه وصفحه وكرمه وحمايته للضعيف، ونشر قيم الخير.
كما دعا الشباب إلى التحلي بالقيم الإيجابية تجاه وطنهم وأمتهم وعدم الاستهانة بدور الفرد في تغيير حال المجتمع والأمة بل والعالم كله، مؤكدا أن المغريات تحيط بالشباب من فكر متشدد ومتطرف آخذة في الانتشار، تستهدف تجييش عقولهم ومشاعرهم، وإساءة استخدامها، وإبعادهم عن الدين وإقصاء دوره وتوجيهاته الحكيمة وتعاليمه النبيلة من واقع حياتهم، محذرا الشباب من الاستماع لتلك الأصوات، وعليهم أن يحصنوا أنفسهم بالقيم الدينية والأخلاقية القادرة على احتواء تنوعهم واختلافهم.
وأكد أنه على الشباب يعلموا أن الاختلاف سنة كونية، أرادها الله لتسيير الكون، ولو أراد الله لخلقنا جميعًا على نفس الدين والهيئة والفكر واللغة، ولكنه سبحانه يعلم ما لا نعلم، وأراد لنا نحن المسلمين أن تتعدد مذاهبنا وأخبرنا أن ديننا الحنيف يسعنا جميعًا.
كما أكد شيخ الأزهر أن التنوع بيننا نحن المسلمين من سنة ومدارس فكرية إسلامية أخرى، لا يعدو إلا أن يكون خلافًا فكريًّا، ولكن يجمعنا الاحترام والتقدير، لافتا إلى أن بعض المغرضين يحاولون استخدام الاختلافات الفكرية بين مدارس الفكر الإسلامي لبث الفُرقة والطائفية خاصة في أوساط الشباب.
ومن جانبهم، أعرب الشباب الحاضرون عن شكرهم لقيادتهم الرشيدة على إعطائهم فرصة اللقاء مع قامة دينية ورمز إسلامي كبير لطالما أحبوه وتابعوا لقاءاته وكلماته في المحافل الدولية، وأنهم لديهم شغف كبير لهذا اللقاء والحوار مع شيخ الأزهر، معربين عن حب شعب البحرين وشبابه لمؤسسة الأزهر الشريف وعلمائها، وتحدث الشباب عن شعورهم بالأمل والحماس وتطلعهم لمستقبل أكثر إشراقا وأملا والتزاما.
وتوجه شباب البحرين بمجموعة من الأسئلة إلى شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين حول تعامل الشباب مع المجتمعات الغربية؛ من حيث اختلاف الثقافات، وكيفية العمل في ظل التحديات التي يواجهها الشباب العربي، وفي ظل الصراعات وانتشار الأفكار المتطرفة والجماعات المتشددة، كما سأل الشباب عن تعاليم الإسلام في كيفية تقديم النموذج الأمثل للشاب المسلم، وخصوصًا وسط انتشار موجات الانفلات الأخلاقي.