مديرة صندوق النقد: الخطوة التى اتخذتها مصر تجاه عملتها ذكية جدا.. وتسير في عملية الإصلاح الاقتصادي بصورة رائعة
أكدت كريستالينا جورجيفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي، أن العالم يعيش صدمات حادة ينبغي على الجميع التكيف معها.
وذكرت جورجيفا خلال لقاء عبر برنامج «كلمة أخيرة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، أن الاقتصاديات الثلاثة الكيانات الأكبر نموا فى العالم – الصين والولايات المتحدة وأوروبا، تشهد تراجعاً الآن متوقعة أن تعاني نصف دول أوروبا من ركود اقتصادي فى عام 2023، وقالت إن معدل الفائدة المرتفع فى الولايات المتحدة الأمريكية أثر علي الأنشطة الاقتصادية.
وأشارت إلي أن إجمالي النمو المتوقع لعام 2023 هو 2.7 %، موضحة أنها نسبة منخفضة، وفى حالة استبعاد جائحة كورونا والأزمات المالية العالمية فإنها النسبة الأقل علي الإطلاق خلال عدة عقود
كما توقعت أن ثلث الاقتصاد العالمي سيعاني من ركود فى عام 2023 وربما أكثر، وقالت :"ما بين الآن وعام 2026 سيحدث تباطؤ وخسائر تقدر بـ 4 تريليون دولار".
واصلت : "بنظرة حذرة علي مخاطر الاقتصاد العالمي للعام القادم ، من المحتمل أن نصل إلي نسبة أقل من 2% نموا ، وعند حدوث ذلك سيكون مأزق لمئات الملايين من البشر".
ورداً على سؤال الاعلامية لميس الحديدي حول ما سيقدمه الصندوق للدول النامية قالت كريستالينا :الصندوق مضطر لمساعدة الدول النامية ضد الأزمات ، فأثناء جائحة كورونا تم تقديم دعم مالي لـ96 دولة وتخصيص 650 مليار دولار لا تضاف إلي ديون الدولة ، ولكن تضاف إلي احتياطاتها.
مشددة أن المسار الحالي للصندوق هو تشجيع الدول علي طلب التمويل مبكرا دون الانتظار لمرحلة تدهور الاقتصاد، وإعادة هيكلة اقتصاديات الدول التي تعاني من مديونيات مرتفعة وذلك من خلال اتخاذ إجراءات مبكرة سواء من خلال إعادة الهيكلة أو التحدث مع المدنيين لمد فترة الدين.
وحول مسألة إسقاط الديون ذكرت مديرة الصندوق، أن مسألة إسقاط الديون لا توجد بشأنها مناقشات واضحة لأن الإعفاء يخلق حالة من العشوائية والخطر لأنها تعكس عدم قدرة الدول علي إدارة أموالها.
وحذرت من مغبة إهمال قضايا المناخ، مشيرة إلى أن الهدف الأهم لقمة cop 26 السابقة كان التركيز علي عملية التخفيف وإدماج القطاع الخاص ومن ثم تستطيع الحكومات والشركات ومنظمات الجتمع المدني جميعها مجتمعة من أجل الوصول لأهداف الاتفاقية ووأشارت أن قمة المناخ cop 27 هدفها تقييم عملية تنفيذ هذه الالتزامات، والاهتمام بإفريقيا ومساعدتها في التكيف مع التأثيرات المدمرة لتغير المناخ.
لافتة إلى أن الهدف الأساسي من cop 27 هو أن تكون قمة أفعال وإجراءات وليس التحدث عن آمال.
أضافت: التزم الصندوق بخلق آلية جديدة من خلال تمويل طويل الأجل بشروط ميسرة للدول من أجل التكيف والوفاء بمطالب التحول للاقتصاد الأخضر.
وأوضحت انه تم تخصيص 40 مليار دولار لتمويل هيكلة المعلومات فى الأسواق الناشئة والاقتصاديات النامية بشروط ميسرة.
وأكدت أن عملية التحول الأخضر ستتسارع خطاها نتيجة الضغوط التي نجمت عن ارتفاع أسعار النفط والغاز لأن الدول تسعي لتكون الطاقة الجديدة والمتجددة هي الأكثر جذبا لتشجيع عملية الحفاظ علي البيئة.
ورغم ذلك، حذرت كريستالينا من أنه فى ظل الضغوط علي الاحتياجات المحلية، فإن الاقتصاديات المتقدمة تجد صعوبة فى القيام بمهامها نحو مساعدة العالم النامي مما ينذر بتدمير للمناخ بصورة متسارعة.
وأشارت أنه حتي هذه اللحظة ، لم تتم مناقشة مخاطر تغير المناخ بصورة جدية، موضحة أنه بحلول 2030 يجب خفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 25% - 50 %.
وقالت إن ما يشهده العالم فى الوقت الراهن هو زيادة لنسبة الانبعاثات وليس انخفاضها، ولذلك ما لم يتم أخذ الالتزام علي محمل الجد نحو أطفالنا وللأجيال القادمة ، فإن العالم سيواجه بأسره أزمات حقيقية.
وعن مساعي الصندوق فى ملف المناخ ، قالت كريستالينا أنه وللمرة الأولي يتم تقديم تمويل طويل الأجل بشروط ميسرة ، ويتم تقديم تمويل ميسر للدول المعرضة للخطر والدول ذات الاقتصاديات المنخفضة والمتوسطة.
وأوضحت أنه حتي الآن، نجحت ثلاث دول فى الوصول لاتفاق نهائي علي مستوي الخبراء وأصبحوا جاهزين لعرض برنامجهم علي إدارة الصندوق وهم ، بربادوس وكوستاريكا ورواندا وهي دولة إفريقية.
وأشارت أن مصر ستكون مؤهلة خاصة أنه تم الانتهاء من المناقشات فيما يخص علمية دعم الاصلاح وهو ما يعني أن الصندوق سيساهم بشكل واضح علي مستوي الاقتصاد.
وأشادت بالإجراءات التي اتخذتها مصر مؤخرا لتحسين وتطوير الانفاق العام والعمل علي جودته، وفتح الاقتصاد أمام مشاركة القطاع الخاص، ولكنها شددت علي ضرورة ضمان حماية الاقتصاد ضد ارتفاع نسبة الفائدة وتأثير قوة الدولار في الوقت الراهن.
وقالت ، إن مصر اتخذت خطوات رائعة فى عملية الاصلاح الاقتصادي ويظهر ذلك من خلال جودة البنية التحتية والحماية الاجتماعية والقدرة علي دعم الأسر فى التوقيتات المناسبة.