بايدن وشي يسعيان إلى تجنب النزاع في أول قمة ”أمريكية - صينية” منذ أعوام
أعرب الرئيسان جو بايدن وشي جينبينغ عن أملهما الاثنين في أن تتمكن الولايات المتحدة والصين من إدارة الخلافات المتزايدة وتجنب النزاع بينهما، وذلك خلال أول لقاء بينهما منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وتصافح شي وبايدن أمام علمي بلديهما قبل محادثات ثنائية في جزيرة بالي السياحية الإندونيسية قبل قمة مجموعة العشرين، وذلك بعد أشهر من التوتر بشأن تايوان وقضايا أخرى.
وقال بايدن، إن بكين وواشنطن "تتشاركان المسؤولية" للإظهار للعالم أنهما قادرتان على "إدارة خلافاتنا، ومنع المنافسة من التحول إلى نزاع".
من جهته، قال شي، أقوى زعيم للصين منذ عقود والذي حصل أخيراً على ولاية ثالثة، لبايدن إن العالم "وصل إلى مفترق طرق". وأضاف أن "العالم يتوقّع أن تعالج الصين والولايات المتحدة بشكل صحيح العلاقة" بينهما.
ولكن رغم التصريحات العلنية المتفائلة، تبقى العلاقات بين البلدين مشوبة بالشكوك بشكل متزايد، إذ تخشى الولايات المتحدة أن تكون الصين قد صعدت جدولها الزمني للسيطرة على تايوان.
وقال مسؤول في البيت الأبيض قبل الاجتماع، إن بايدن يأمل في وضع "حواجز أمان" في العلاقة مع الصين وتقييم كيفية تجنب "الخطوط الحمر" التي يمكن أن تدفع أكبر اقتصادين في العالم إلى النزاع.
وتعد تايوان من أكثر القضايا حساسية بين البلدين، فهذه الديموقراطية ذات الحكم الذاتي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها. وعززت الولايات المتحدة دعمها لها، بينما كثفت الصين تهديداتها بالسيطرة على الجزيرة. وبعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايبيه في أغسطس، ردت الصين بإجراء مناورات عسكرية غير مسبوقة.
وعشية المحادثات مع شي، التقى بايدن برئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول على هامش قمة جنوب شرق آسيا في كمبوديا، حيث وجه الزعماء الثلاثة دعوة مشتركة لـ"السلام والاستقرار" في مضيق تايوان.
كذلك، من المتوقع أن يدفع بايدن الصين إلى كبح جماح حليفتها كوريا الشمالية بعد سلسلة قياسية من التجارب الصاروخية التي أثارت مخاوف من أن تجري بيونغ يانغ قريبا تجربتها النووية السابعة.
ويقوم شي بثاني زيارة خارجية له منذ بداية جائحة كوفيد-19، حيث سيلتقي بعدد من القادة الرئيسيين.
ومن المقرر أن يجري محادثات الثلاثاء مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، في أول لقاء رسمي بين قادة البلدين منذ العام 2017.
وكانت آخر قمة حضورية للرئيس الصيني مع رئيس أمريكي قد حصلت في العام 2019 مع دونالد ترمب، الذي حدد، كما بايدن، الصين على أنها مصدر قلق دولي كبير والمنافس الوحيد المحتمل لتفوّق الولايات المتحدة على المسرح العالمي.
ورغم أن هذا الاجتماع يعد الأول بين بايدن وشي منذ وصول الأخير إلى البيت الأبيض، إلا أن تاريخا غير عادي يجمع بين الرئيسين.
فوفقا لتقديرات بايدن، أمضى 67 ساعة شخصياً مع شي عندما كان نائبا للرئيس، بما في ذلك خلال رحلة إلى الصين في العام 2011 كانت تهدف إلى فهمٍ أفضل للقائد الصيني المنتظر آنذاك، إضافة إلى اجتماع في العام 2017 في الأيام الأخيرة من إدارة باراك أوباما.
ومنذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض، أجرى مع شي خمس محادثات عبر الفيديو، لكنه قال له الإثنين إن "لا بديل" عن المحادثات المباشرة.