بوابة الدولة
الأربعاء 22 يناير 2025 03:19 صـ 23 رجب 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى على الرز يكتب.: ”غازى كنعان وأنا”

علي الرز  - نائب رئيس تحرير جريدة الراي - الكويت
علي الرز - نائب رئيس تحرير جريدة الراي - الكويت

فجأة، تتصاعد جَلَبَةٌ في الشارع حيث أقطن في بيروت فأنظر من النافذة لأتفاجأ باللواء غازي كنعان يترجّل من موكبه المهيب ويدخل إلى المبنى الذي أسكن فيه ويقرع مُرافِقُه الجرسَ فأفتح له البابَ والدنيا فعلاً لا تسعني. "السيد أبو يعرب شخصياً في ديارنا؟ ليش غلبت نفسك؟ تليفون صغير بتلاقيني عندك من قبل الضو. تليفون من محمود (مرافقه) حتى بلا ما تتعب حالك".
وَضَعَ يدَه على كتفي الأيسر مربتاً ثم قبّل كتفي الأيمن وكانت هذه عادته في التودد. "أنا جاي على بيتي. وهذا أقلّ الواجب. في قهوة؟". كل القهوة وكل الهيل الذي في الدنيا يَحْضران لعيون السيد اللواء الذي رَمَقَ مرافقيه فخرجوا جميعاً وبقينا معاً.
كي لا أطيل عليكم، طلب مني ثلاثة أمور: أن أوقف اعتراضي على شخصٍ يريده أن يتسلّم منصباً أساسياً في الحكومة ... وقبل أن يكمل، قلتُ له إن زيارتك تكفي وتمّ ما تريده، من دون حتى شرح المبررات. وكانت هذه من المقاطَعات التي يحبها كونها تختصر الهدف وتظهره في مظهر الديموقراطي.
الأمر الثاني تغيّرت سحنته قليلاً وسألني: متى التقيتَ البيك في البقاع آخِر مرة؟ وقبل أن أجيب أضاف: "أنت التقيتَه أول من أمس في مطعم في منطقة عميق". صحيح، أجبتُ. فأكمل: أنا أثق بك جداً. إذا التقيتَه مرة أخرى فقُلْ له ألا يشكوني لـ "فوق" بالنسبة للأرض التي سَجَّلْتُ نصفَها باسمي. هذه الأرض متنازَعٌ عليها بينه وبين قريبه، وقريبُه سجّل حصتَه باسمي موقتاً إلى أن يُحل النزاع القضائي الذي قد يخسره وأنا لا يهون عليّ أن (...) البيك في القضاء. الأفضل أن تقنعه أنت بطريقتك كي لا أضطر إلى إقناعه بنفسي، وإذا اعتقد أن مَن هم "فوق" سيفيدونه، أَخْبِرْ هذا الذكي أن الحصةَ الأكبر لهم وأنا لا أفعل شيئاً بلا إذنهم".
الأمر الثالث والحمد لله كان أقلّ وطأة وأكثر وناسة ... "صارت نجمة وألبومها ضرب. طنّشتنا؟ قل لها ما طار طيرٌ وارتفع إلا كما طار وقع". ضربتُ على صدري بقوة في هذا الأمر وقلتُ: "أرجوك هل تريد أن أزورك معها في عطلة نهاية الأسبوع وأحلى سهرة لعيونك". وضع فنجانَ القهوة على صحنه ووقف مربتاً على كتفي مجدداً قائلاً: "ليكن الأسبوع الذي يليه. مشغولين كتير هاليومين". ودّعتُه حتى باب السيارة وأنا أسترقُ النظرَ إلى الشرفات المحيطة كي يدركوا مَن هو جارهم وكم هي مكانته عند الضيف.
طبعاً، ما ورد سابقاً كله اختلاقٌ في اختلاق. فأنا لم ألتقِ في عمري ضابطاً سورياً ولا عريفاً ولا رقيباً حتى. وأنا خارج لبنان منذ 1985 وحتى الآن، ولم أستقرّ فيه ولم أستلم أي دور أو وظيفة تسمح بأن يقصدني أحد. لكنني سايرُت الركبَ بعدما صار عددٌ كبير من السياسيين والإعلاميين يستشهدون بالراحل غازي كنعان، الذي انتحر عام 2005 بثلاث رصاصات في مكتبه في دمشق بعدما كان حاكماً فعلياً للبنان، سواء في مداخلاتٍ إعلامية أو في مقالاتٍ أو عبر صفحاتِ الكتب والمذكرات.
والمفارقةُ أن مَن يريد أن يستشهد مِن اللبنانيين سلباً بكنعان، فإنما يفعل ليُظْهِرَ سوء سياسيّ لبناني موجودٍ أو راحل، كأن يقول: "رأيتُ غازي كنعان يعنّف الوزير (...) ويطلب منه أن يقابله وقوفاً بعدما تَرَكَهُ ينتظر في مكتبه في عنجر 6 ساعات متواصلة". وهو هنا لا يريد الإضاءةَ على سلوكيات كنعان المتعجرف بل يريد النيْلَ من الوزير. أما مَن يريد أن يستشهد إيجاباً بكنعان، فإنما يريد أن ينسبَ لنفسه الفضلَ في حصولِ تطورٍ إيجابي ما في الساحة السياسية.
في الحالتين، كنعان مات ولا يستطيع أن يكذّب أو ينفي أو يؤيد، وكذلك مات كثير من ساسة لبنان من الذين تتطرق إليهم التصريحاتُ والمذكرات، وهؤلاء أيضاً لا صوت لهم من الفناء، ويبقى أن المتحدث أو الراوي على الطريقة اللبنانية هو الحيّ الوحيد وإثباتُه الوحيد عبارتا... "سمعته بدينتي"، و"شفتو بعيني"، ما يذكّر بالفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس في مسرحية "سك على بناتك" حين قال: "عمر الشريف قاعد هنا والست والدته قاعدة هناك" للزواج من ابنته فوزية التي رفضت، وهو يصرخ مؤكداً: "على يدَي".
سمعه بأُذُنه ورآه بعيْنه، عندما وبّخ كنعان النائب والوزير والرئيس على "يد الراوي"، إلى ما هنالك من قصصٍ تستحضر الأمواتَ وتتهاوش مع الأحياء، لكن الراوي، إنما يستحضر خيبةَ اللبنانيين وقلة كرامة سياسيين وغيرهم مقابل منصبٍ أو مركزٍ أو حتى حصة من سرقة ... ثم يتباهى بأنه كان القريب من الحاكم الذي عاث في الأرز فساداً.
الخجلُ في لبنان صار مثل المازوت ... مفقودٌ، وإن وُجد فتهريب!

كاتب المقال الكاتب الصحفى على الرز - نائب رئيس تحرير جريدة الراي الكويتية

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 يناير 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.2375 50.3364
يورو 51.9858 52.0931
جنيه إسترلينى 61.4505 61.6017
فرنك سويسرى 55.1273 55.2601
100 ين يابانى 32.2200 32.2918
ريال سعودى 13.3902 13.4180
دينار كويتى 162.8602 163.2337
درهم اماراتى 13.6768 13.7056
اليوان الصينى 6.8937 6.9086

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4326 جنيه 4303 جنيه $88.25
سعر ذهب 22 3965 جنيه 3944 جنيه $80.89
سعر ذهب 21 3785 جنيه 3765 جنيه $77.22
سعر ذهب 18 3244 جنيه 3227 جنيه $66.19
سعر ذهب 14 2523 جنيه 2510 جنيه $51.48
سعر ذهب 12 2163 جنيه 2151 جنيه $44.12
سعر الأونصة 134545 جنيه 133834 جنيه $2744.81
الجنيه الذهب 30280 جنيه 30120 جنيه $617.73
الأونصة بالدولار 2744.81 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى