الكاتب الصحفى صبرى حافظ يكتب.. تسلل ”مصيدة” السعودية..!
توقفت عند تصريحات الفرنسي هيرفي رينادر مدرب المنتخب السعودي قبل وبعد مباراة الأرجنتين والفوز التاريخي للأخضر على راقصي التانجو، وتأكد لي أن القفزات النادرة والانتصارات الفجائية غير المتوقعة لاتأتي من فراغ.
قد يكون مبدأ التكافؤ في عالم الساحرة المستديرة غير متوفر وتتدخل عوامل استثنائية تقلل الفجوة الكبيرة وتحجمها وأحيانًا تتفوق على كل الصعاب والتحديات وتفجر مفاجآت صارخة في مشهد دراماتيكي مذهل.!
وكرة القدم لاتخضع لمعايير منطقية فقد تلعب وتجيد وتخسر، وأحيانا أكثر امتلاكًا للكرة وإهداراً للفرص ولا تفوز، لكن هناك ثوابت قد تصنع الفارق كمدرب بفكره وتصريحاته العقلانية والذكية وشخصيته، أولاعب موهوب يخطف فوزا ثمينا ليس "على البال أو النية"، أو روحًا قتالية وتركيز شديد لعناصر الفريق أمام منافس مغرور رغم الفوارق الفنية وخلافه.
كل الترشيحات قبل لقاء السعودية والأرجنتين كانت تصب في صالح الأخير بحكم التاريخ والنتائج وما يضمه من نجوم ومواهب، وتدخلت عوامل قلبت الموازين خاصة في احترام كل منتخب للآخر ،حيث جاءت تصريحات ليونيل سيكالوني تبعث على الطمأنينة وكأنها محسومة عندما صنف المنتخبات الثلاثة ملمحًا إلى أن السعودية أقل المنتخبات مقارنة بالمكسيك وبولندا .
وسواء كان هذا التصريح نما لعلم لاعبيه من عدمه فهذا الاحساس بدا واضحاً بتراجع الروح والتركيز، والاطمئنان للفوز القادم في أي وقت خاصة مع التقدم في الشوط الأول بهدف.
ولم يفق سيكالوني من غروره إلا بعد صافرة النهاية حيث اعترف بأنه لم يستوعب الخسارة بعد" هدفان في 4 دقائق" مبررًا الخسارة المؤلمة بحالات التسلل التي أهدرت الفوز من بين يديه لأن السعوديين نصبوا " مصيدة التسلل وفعلوها جيدًا" ونسى أن السقوط في التسلل لعدة مرات وبفارق بضعة مللليمترات – على حد قوله- يكشف عن تركيز شديد مِن ناصب المصيدة والعكس تماما من الواقع فيها..! وهو ما صنع الفارق.
في وقت تصريحات رينارد كاشفة عن واقعيته التي كانت وراء الفوز التاريخي فلم يرجعه لعبقريته وإنما لواقع الكرة الحقيقي فعند الفوارق بين ثالث العالم والمصنف 51 عالميًا تبقى إمكانية الفوز مرة كل 10 مواجهات..!
براعة رينارد بجانب واقعيته أنه غرس 3 عناصر مهمة في لاعبيه قبل اللقاء التركيز الشديد حين أكد لهم قبل المواجهة بأيام وكأنه يقرأ " الكف" وبأسلوب المدرب الفيلسوف" نواجه منتخبًا متمرسًا وعلينا أن نتعلم المعاناة .. ومواجهته تتطلب التركيز.. كيف..؟ قد تلعب مباراة رائعة وتدفع ثمنًا باهظًا في النهاية لأنك فقدت التركيز لثوان فقط .. وهو ماحدث.. تركيز شديد من لاعبيه ،والعكس ضاع التركيز من المنافس 4 دقائق فضاع الفوز..!
والعامل الثاني، رفع الضغوط عن لاعبيه قائلًا: هناك مفاجأت في كل بطولة لماذا لم نحقق واحدة منها..؟ " فنزل اللاعبون وبداخلهم إيمان بأنهم سيفجرون المفاجأة مهما كانت التحديات.
وثالثها"، الروح القتالية عندما شدد على أننا" لاعبين ومدرب" سنجعل الشعب السعودي فخور بنا" كلمات كان لها فعل السحر مع وجود الإرادة..!.. وفرق بين منتخب يستميت في القبض على أسباب النجاح، وآخر غارق في الغرور.!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد والناقد الرياضى