دراسة حديثة: التعرض للعنصرية المرتبطة بتغيرات الدماغ تؤثر على الصحة
يمكن أن يؤثر التعرض للعنصرية على كل من الصحة البدنية والعقلية، ومع أخذ ذلك في الاعتبار، أراد باحثون من جامعة إيموري في أتلانتا معرفة كيف يؤثر هذا النوع من التمييز على الهياكل الدقيقة للدماغ.
استخدم فريق البحث فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم أدمغة النساء السود اللائي تعرضن للعنصرية.
وفقًا للباحثين ، هذا هو التقرير الأول للارتباطات بين هذا النوع من التمييز وسلامة المادة البيضاء وحدوث الاضطرابات الطبية لدى النساء الأمريكيات السود.
لذلك ثبت من خلال العديد من الدراسات أن العنصرية تساهم في الاضطرابات النفسية والجسدية بما في ذلك السمنة والاكتئاب والإدمان.
لكن المسارات البيولوجية من تجربة اجتماعية إلى آثارها على الجسم ما تزال غير معروفة، وتبحث الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Biological Psychiatry، في دور نظام ميكروبيوم الدماغ والأمعاء (BGM) في المشاكل الصحية المتعلقة بالتمييز.
وأشارت الأبحاث السابقة حول التمييز والمرض إلى محور "ما تحت المهاد - الغدة النخامية - الغدة الكظرية" الذي ينظم الإجهاد، لكن المؤلفين أرادوا توسيع نطاقهم.
ووجدت الدراسات الحديثة أن ميكروبيوم الدماغ والأمعاء يستجيب بشكل كبير للتجارب المجهدة، نقلا عن موقع "ميديكال إكسبريس" .
ويرتبط عدم تنظيم ميكروبيوم الدماغ والأمعاء بالالتهاب والمشكلات الصحية طويلة المدى الناتجة عن إشارات الخلايا المناعية والعصبية والهرمونية التي تربط تجاربنا بصحتنا.
ولأن الأبحاث السابقة التي استكشفت العلاقة بين التمييز والمرض قارنت في الغالب الأفراد السود والبيض، قام الباحثون في الدراسة الحديثة بالتحقيق في مجموعات عرقية وإثنية متعددة.
وشملت الدراسة 154 بالغا في مجتمع لوس أنجلوس أبلغوا بأنفسهم عن عرقياتهم أو إثنياتهم كأميركي آسيوي أو سود أو إسبان أو بيض ثم أكمل المشاركون استبيانات لتقييم تجارب التمييز.
وأبلغ المشاركون من جميع الخلفيات الإثنية والعرقية عن تعرضهم للتمييز، على الرغم من أنهم ذكروا مجموعة متنوعة من الأسباب للتمييز، تتراوح من العرق إلى الجنس إلى العمر.
ويوضح الدكتور تين دونغ: "ارتبطت هذه الأسباب المختلفة بتغييرات مختلفة في نظام ميكروبيوم الدماغ والأمعاء عبر المجموعات العرقية والإثنية المختلفة".
وجمع الباحثون بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لتقييم العلاقة بين التمييز وترابط الدماغ.
كما قاموا بجمع عينات الدم لقياس علامات الالتهاب وعينات البراز لتقييم الميكروبات ومستقلباتها، وتم استخدام هذه المقاييس معا لتقييم تعديلات ميكروبيوم الدماغ والأمعاء المتعلقة بالتمييز والمتغيرات النفسية، مع الأخذ في الاعتبار الجنس والعمر ومؤشر كتلة الجسم والنظام الغذائي.
وأوضح الدكتور دونغ: "بحثنا يشير إلى أن التمييز بالنسبة للأفراد ذوي الأصول الإسبانية والسود يؤدي إلى تغيرات تشمل زيادة الالتهاب الجهازي. وبالنسبة للأفراد الآسيويين، تشير التغييرات إلى أن الاستجابات المحتملة للتمييز تشمل الجسدنة (عندما تصبح العلاقة بين المرضين النفسي والجسدي فائقة التعقيد لأن المريض قد لا يشكو إلا من الأعراض الجسمانية)، وكان التمييز بين الأفراد البيض مرتبطا بالقلق وليس الالتهاب، ولكن بنفس الأهمية، بالنسبة إلى في جميع الأجناس، كان للتمييز أيضا زيادة في الإثارة العاطفية والجهاز الحوفي (الجهاز النطاقي أو الطرفي) في الدماغ، والذي يرتبط باستجابة الإجهاد للقتال أو الهروب، كما رأينا ارتفاعات في الميكروبات المؤيدة للالتهابات، مثل Prevotella copri.
وقال جون كريستال، رئيس التحرير بمجلة Biological Psychiatry: "هذه الدراسة الجديدة تلقي الضوء على التأثير الواسع للتعرض للعنصرية على العواطف، ونشاط الدماغ، وعلامات الالتهاب في الدم، وتكوين ميكروبيوم الأمعاء، فوجئت عندما علمت أن التعرض للعنصرية يؤثر على شعورنا وكيف نتعامل مع هذا التعرض وضغوط الحياة الأخرى. ومع ذلك، تذهب هذه الدراسة إلى أبعد من ذلك لتسليط الضوء على أنماط استجابة الدماغ للعنصرية والعوامل الأخرى التي تؤثر على الصحة البدنية، بما في ذلك أنواع البكتيريا النامية في القناة الهضمية ومستويات الالتهاب في الجسم، وهذه عوامل تؤثر على العديد من العمليات المرضية في الجسم".