كيف تجعلين ابنك ينفذ أوامر.. و يظن أنه يفعل ما يريد ؟!

كيف تجعلين ابنك ينفذ أوامرك... وهو يظن أنه يفعل ما يريد؟
بقلم: إيمي حمدي سراج
في عالم التربية الحديثة، لم يعد الصراخ أو الأوامر الصارمة وسيلة فعالة لتوجيه سلوك الأطفال، بل على العكس، غالبًا ما تُقابل هذه الطرق بالمقاومة والعناد، خاصة مع رغبة الطفل في إثبات استقلاليته وسيطرته على قراراته. فكيف يمكن للأم أن توجه طفلها لينفذ المطلوب منه، دون صراع أو توتر داخل المنزل؟
الخبراء في مجال التربية يؤكدون أن السر يكمن في "الذكاء العاطفي" و"التواصل الإيجابي"، وذلك من خلال اتباع بعض الأساليب الذكية التي تجعل الطفل يتعاون برغبته، بل ويشعر أنه هو من اتخذ القرار. إليكِ أبرز هذه الأساليب:
1. الخيارات الوهمية... حرية تحت السيطرة
بدلًا من إعطاء أوامر مباشرة، قدّمي للطفل خيارين كلاهما مقبول لكِ، كأن تقولي:
"هل تفضل ارتداء القميص الأزرق أم الأحمر؟" بدلًا من: "ارتدِ ملابسك الآن!"
أو "هل تريد غسل يديك بالصابون السائل أم العادي؟" بدلًا من: "اغسل يديك!"
2. اللعب والتحديات... مفتاح التعاون
الأطفال يحبون المنافسة والألعاب، لذلك يمكن تحويل المهام إلى تحدٍ ممتع، مثل:
"هيا نرى من سيجمع ألعابه أولًا!"
أو "هل تستطيع الوصول إلى سريرك قبل أن أعدّ للعشرة؟"
3. اجعليه يظن أن الفكرة فكرته!
استخدمي الخيال والتحفيز لزرع الفكرة في عقله وكأنها قراره:
"هل تريد أن تكون قويًا مثل الأبطال؟ الأبطال يأكلون هذا الطعام!"
أو "ما رأيك أن تشرح لي درس اليوم بعد إنهاء واجبك؟ أنا متحمسة لسماع ما تعلمته."
4. العواقب الطبيعية... دروس دون عقاب
بدلًا من التهديد، اجعلي الطفل يواجه نتيجة قراراته بشكل طبيعي:
"إذا خرجت بدون معطف، ستشعر بالبرد. هل تفضل أن تكون دافئًا؟"
"إذا لم تضع ألعابك في مكانها، قد تضيع أو تنكسر. هل تريد الاحتفاظ بها؟"
5. التحفيز بدل التوبيخ
كلماتك تصنع الفارق! بدلًا من الأوامر، حفّزيه بإيجابية:
"أنا واثقة أنك تستطيع إنهاء طعامك مثل الكبار."
"أنا أحب سماع صوتك الهادئ، يبدو أجمل هكذا."
النتيجة؟
طفلك سينفذ المطلوب وهو يظن أنه من اختار، سيشعر بالمسؤولية والاستقلال، وتتحول حياتك الأسرية إلى مساحة أكثر هدوءًا وتفاهمًا.
معلومة_تهمك
في كل مرة تفكرين في إصدار أمر، توقفي لحظة وفكّري: هل يمكن تقديمه بطريقة ذكية تجعل طفلك يتفاعل بإرادته؟ الإجابة دائمًا: نعم.