المستشار أسامة الصعيدى يكتب ..بعد الإطلاع .. ثقافة الفهلوة وجرثومة اللاتهذيب
دعونا نعيش مع دهاليز موضوع هذا المقال الهام من خلال إلقاء الضوء على ثقافة الفهلوة وعلاقتها بجرثومة اللاتهذيب، وهل تلك الثقافة الجرثومية أصبحت أسلوب حياة ولزاماً علينا أن نتعايش معها دون أن ندرك خطورتها وتأثيرها السلبي على المجتمع، وكونها ثقافة طاردة لكل صاحب عقل لديه القدرة على التفكير والتخطيط السليم للوصول إلى عمل إبداعي بعيداً عن النمطية والتقليد؟
فى البداية نود تعريف ثقافة الفهلوة بأنها نوع من الثقافة العشوائية تبدو مظاهرها فى سلوكيات يقوم بها هذا الفهلوي منها الإدعاء بالعلم والمعرفة والتظاهر بأشياء تخالف الحقيقة، مستغلاً فى ذلك عدد كبير من الأميين وغير المثقفين الذين يصدقون ما يقال لهم دون فحص أو تمييز، ولا تقتصر ثقافة الفهلوة على ذلك فقط بل تبدو أيضاً مظاهرها فى الكذب وعدم احترام الكلمة وعدم احترام الذات ومن ثم عدم احترام الآخر، فالفهلوة تعبير عامي دال على غياب التخطيط والتفكير بعيد المدى لتحقيق أكبر المكاسب من خلال ذكاء وليد اللحظة والموقف الذي يتواجد فيه الفهلوي.
وفى ذات السياق تبدو ثقافة الفهلوة هي الوجه الآخر لجرثومة اللاتهذيب والتي يمكن تعريفها بإنها عدم الاحترام للآخرين والاستهزاء والتقليل من الآخر، فهذه الجرثومة تبدو خطورتها فى وأد طاقات بشرية لديها القدرة على الإبداع والابتكار بسبب حماقات وتصرفات غير مهذبة يغلفها فى بعض الأحيان الحقد والغل وعدم الثقة بالنفس، وفى أحيان آخرى التعامل مع هذا الفهلوي الذي يقوده القدر إلى التحكم فى مصائر هذه الطاقات البشرية المبدعة والمبتكرة القادرة على إيجاد أفكار جديدة خارج الصندوق من خلال التخطيط والتطور والقدرة على إيجاد الأفكار والحلول للمشكلات بعيداً عن ثقافة الفهلوة وجرثومة اللاتهذيب.
وفى النهاية »يجب التأكيد دائماً على أن النجاح ليس النهاية والفشل ليس قاتلاً، والأهم أن تكون مختلفاً، فالعالم لم يعد فى حاجة إلى المزيد من النسخ«.