واشنطن تدعو القوى السودانية غير الموقعة على ”الاتفاق الإطارى” للمشاركة فيه
دعت واشنطن الأحزاب السودانية التي لم تشارك في الاتفاق الإطاري بين العسكر والمدنيين في البلاد للانضمام إليه، سعيا لإعادة السلطة الانتقالية إلى مسارها.
السفير الأمريكي في السودان جون غودفرى، الذي تولى العام الماضي منصب أول سفير للولايات المتحدة في السودان منذ ما يقرب من 25 عاما، قال فى تصريحات إعلامية : "من المهم أن نلاحظ أنه لا تزال أمامهم (غير المشاركين) فرصة الانضمام للعملية (السياسية)".
واتفق قادة عسكريون سودانيون وقوى مدنية على المكون الأول لعملية سياسية من مرحلتين لإنهاء الاضطرابات السياسية التي تعم البلاد منذ أن قاد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان انقلابا عسكريا في أكتوبر 2021.
ونقلت الوكالة عن غودفري في ختام الجولة الأولى من المحادثات حول المرحلة النهائية من العملية السياسية: "نحن نتفهم أن هناك جهودا مستمرة لإيجاد سبيل يشعرون (المعارضون للاتفاق) من خلاله أن بإمكانهم الانضمام"، إلى الاتفاق.
وكان الانقلاب أثار احتجاجات مناهضة له شبه أسبوعية وسط ما تعانيه البلاد من أزمة اقتصادية عميقة وتصاعد في وتيرة الاشتباكات العرقية في بعض الولايات.
وضم اتفاق ديسمبر البرهان ونائبه وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، وكذلك مجموعات مدنية عديدة على رأسها ائتلاف قوى الحرية والتغيير وهو الفصيل المدني الرئيسي الذي أطيح بأعضائه في انقلاب 2021.
وفي حين ينظر معارضون في الداخل إلى الاتفاق بريبة، إذ يرى منتقدوه أنه يفتقر إلى تفاصيل وجداول زمنية، لقي في المقابل بعض الإشادات الدولية.
ومن بين منتقدي الاتفاق قادة الجماعات السابقة للتمرد المسلح الذين وقعوا اتفاق سلام مع الحكومة الانتقالية التي أطاحها الانقلاب، إذ وصفوا العملية السياسية بأنها "إقصائية".
وركزت المحادثات بين الموقعين على الاتفاق، بشكل أساسي، على تفكيك نظام الرئيس المعزول عمر البشير.
ومن المتوقع إجراء محادثات أخرى في الأسابيع المقبلة حول نقاط الخلاف الرئيسية المتعلقة بالعدالة الانتقالية والمساءلة وإصلاحات قطاع الأمن.
وعبر غودفري عن آماله الكبيرة في المحادثات الجارية قائلا إنه "من الواضح جدا" أن الفصائل السودانية تعمل نحو هدف استعادة المرحلة الانتقالية في السودان.
وقال إن الولايات المتحدة واصلت تقديم "مساعدات إنسانية" و"بعض المساعدات التنموية"، وأضاف: "أوضحنا أنه ما لم يتم تشكيل حكومة مدنية جديدة في السودان، فلن نكون في وضع يسمح لنا باستعادة المساعدات الأخرى".
ومنذ الانقلاب العسكري تعلق واشنطن 700 مليون دولار من المساعدات حتى استعادة المرحلة الانتقالية لمسارها.
وكان البرهان تعهد في السابق بإبعاد الجيش عن المشهد السياسي بمجرد تشكيل حكومة مدنية، معربا عن أمله في عودة المساعدات الدولية التي توقفت منذ الانقلاب.