الرئيس الكوري الجنوبي: الحرب في أوكرانيا أدت إلى تفاقم اضطرابات سلاسل التوريد
قال الرئيس يون سيوك-يول، اليوم "الخميس"، إن تعزيز مرونة سلاسل التوريد هو المهمة الأكثر إلحاحًا التي تواجه العالم، مؤكدا أن كوريا الجنوبية مستعدة لأن تكون شريكا رئيسيا في هذه الجهود.
وفي خطاب أمام الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس"، وفقا لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" قال "يون" إن الحرب في أوكرانيا أدت إلى تفاقم اضطرابات سلاسل التوريد.. مشددا على إن سلاسل التوريد العالمية عانت من التشرذم بسبب الجائحة والصراعات الجيوسياسية والتنافس على الهيمنة التكنولوجية وضعف النظام التجاري متعدد الأطراف.
وأضاف إن المهمة الأكثر إلحاحًا في عصرنا هي تعزيز مرونة سلاسل التوريد على أساس التضامن المتبادل، ومن خلال إقامة تضامن قوي بين الدول، يجب علينا إنشاء سلاسل إمداد مرنة، والسعي إلى التعايش بين المواطنين في جميع أنحاء العالم.
ووعد "يون" بأن تقوم كوريا الجنوبية بدور رئيسي في هذه الجهود، حيث قال: «إن كوريا الجنوبية، التي تمتلك أرقى تقنيات الإنتاج وقدرات التصنيع في العالم في مجال أشباه الموصلات والبطاريات القابلة لإعادة الشحن وصناعة الصلب والتكنولوجيا الحيوية، ستكون شريكا رئيسيا في سلاسل التوريد العالمية». مضيفا «سننظم ونتعاون مع البلدان الموثوقة على نحو متبادل في الامتثال الكامل للقواعد العالمية، من أجل تحقيق الاستقرار لسلاسل التوريد العالمية».
ودعا يون إلى الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون يهدف إلى الاستجابة المناسبة لأزمة المناخ وضمان أمن الطاقة، وتعزيز التعاون العالمي لسد الفجوات في الاستجابة للتهديدات الصحية، وإنشاء نظام رقمي يساهم في الحرية والازدهار للجميع.
وعن معالجة أزمة المناخ، أشار الرئيس الكوري الجنوبي إلى أهمية الطاقة النووية والهيدروجين النظيف، قائلا إن محطات الطاقة النووية توفر إمدادات ثابتة من الكهرباء مع تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وأضاف "يون": «لقد كشفت الحكومة الكورية بالفعل عن خطة لمتابعة هدف حياد الكربون منهجيا من خلال توسيع حصة الطاقة النووية في مزيج الطاقة لدينا، وبالتالي تعزيز أمن الطاقة».
وأضاف الرئيس الكوري الجنوبي «تتمتع كوريا الجنوبية ببراعة تكنولوجية عالمية المستوى في مجال توليد الطاقة النووية، فضلا عن قدراتها المتميزة في بناء وتشغيل محطات الطاقة النووية، وهي على استعداد للعمل مع الدول التي تحتاج إلى الاستفادة من تكنولوجيا الطاقة النووية لتحقيق أهدافها المتعلقة بحيادية الكربون».
وحول الاستجابة للتهديدات الصحية، قال "يون" إن كوريا الجنوبية ملتزمة بمشاركة خبراتها وإنجازاتها في الاستجابة للأزمات الصحية وسد الفجوة في قدرات الاستجابة للأوبئة بين الدول.
وقال: «سنقوم بوجه خاص بتأمين التمويل اللازم للوقاية من الأوبئة والاستجابة لها مع رعاية العاملين في قطاع التكنولوجيا الحيوية لتعزيز القدرة على إنتاج اللقاحات». وأضاف: «ستأخذ كوريا الجنوبية بزمام المبادرة في التعاون مع الدول الأخرى للاستجابة للأمراض المعدية الجديدة في المستقبل».
وبالإضافة إلى ذلك، لفت "يون" الانتباه إلى الفجوة الرقمية بين الدول، قائلا إنه ينبغي معالجتها من خلال إنشاء نظام رقمي عالمي يمكن شعوب العالم من توسيع حريتهم من خلال التقنيات الرقمية.
وقال "يون: «ستضع الحكومة الكورية قانون الحقوق الرقمية في كوريا، والذي يمكن أن يسهم في إنشاء نظام رقمي عالمي»، وأضاف: «سيحدد القانون الحق في التمتع بالتقنيات الرقمية كحق عالمي للبشرية، ويقترح المبادئ الأساسية لحل القضايا الجديدة التي قد تنشأ في عصر التحول الرقمي الكبير».
كما أكد "يون" في خطابه على أهمية الحفاظ على نظام التجارة الحرة، حيث قال: «إن بناء الجدران وتكثيف النزعة الحمائية لا يمكن أن يكون هو الجواب الصحيح».