فتحى ندا الخبير الاقتصادي يكتب: ( تريليون دولار خسارة استبعاد المرأة من العالم الرقمي)
مما لاشك فيه أن دمج النساء والفئات المهمشة الأخرى في التكنولوجيا يؤدي إلى حلول أكثر إبداعًا وإمكانية أكبر للابتكارات التي تُلبي احتياجات المرأة وتعزز المساواة بين الجنسين. على النقيض من ذلك ، فإن عدم شمولهم يتسبب في تكاليف باهظة: فوفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة حول المساواه بين الجنسين في العالم الرقمى UN Women's Gender Snapshot 2022 ، فقد أدى استبعاد المرأة من هذا العالم إلى خفض تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في العقد الماضي - خسارة ستنمو إلى 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2025. التحول لعكس هذا الاتجاه سيتطلب معالجة مشكلة العنف عبر الإنترنت ، والتي كشفت دراسة أجريت على 51 دولة أن 38 في المائة من النساء قد تعرضن لهذا النوع من العنف بدرجات متفاوتة "العنف الرقمى".
إن إتباع نهج يُراعي المساواة بين الجنسين في الابتكار والتكنولوجيا والتعليم الرقمي حتما سيؤدى الى زيادة وعي النساء والفتيات فيما يتعلق بحقوقهن ومشاركتهن المدنية. تطورالتكنولوجيا الرقمية يخلق فرصًا هائلة لمواجهة التحديات التنموية والإنسانية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتجدر الإشارة الى أن فُرص الثورة الرقمية المتاحة تمثل أيضًا خطرًا يتمثل في دوام الحال كما هو عليه: أى عدم المساواة بين الجنسين، فقد أصبحت التفاوتات واضحة بشكل متزايد في سياق المهارات الرقمية والوصول إلى التقنيات ، مع تخلف النساء عن الركب نتيجة لهذه الفجوة الرقمية بين الجنسين، لذلك فإن الحاجة إلى تكنولوجيا شاملة وتحويلية وتعليم رقمي أمر بالغ الأهمية لمستقبل مستدام.
منظمة الأمم المتحدة تولي اهتماما خاصاً بحقوق المرأة والمساواة في ذلك بين الجنسين لذا خصصت الثامن من مارس "يوم عالمى للمرأة" وتقيم إحتفالا مهيبا لهذا الحدث كل عام، ويأتي الإحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام تحت عنوان " رقمنة شاملة: الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين". “DigitALL: Innovation and technology for gender equality”
حيث يتماشى العنوان مع عنوان الموضوع ذي الأولوية للدورة السابعة والستين القادمة للجنة وضع المرأة (CSW-67) ، "الابتكار والتغيير التكنولوجي ، والتعليم في العصر الرقمي لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء و الفتيات".
احتفال الأمم المتحدة باليوم العالمي للمرأة يُكَرِم ويحتفي بالنساء والفتيات اللائي يناصرن النهوض بالتكنولوجيا التحويلية والتعليم الرقمي.
اليوم العالمي للمرأة هذا العام سيكشف النقاب عن تأثير الفجوة الرقمية بين الجنسين على توسيع أوجه عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية.
كما سيسلط الضوء على أهمية حماية حقوق النساء والفتيات في العالم الرقمي والتصدي للعنف القائم على التمييز بين الجنسين عبر الإنترنت وعبر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
بهذه المناسبة نأمل من المجلس القومى للمرأة: تنظيم مؤتمر واحتفالية يليقان بشأن المرأة المصرية، وعقد جلسات نقاشية تحت نفس العنوان والموضوع الذى وضعته الأمم المتحدة " رقمنة شاملة: الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين". ، وأن تصنع مصر في هذا اليوم حدث رفيع المستوى يوم الأربعاء ، 8 مارس 2023م على ان يجمع بين التقنيين والمبتكرين ورجال الأعمال ونشطاء المساواة بين الجنسين وذلك لتهيئة الفرصة لتسليط الضوء على دور جميع الأطراف في تحسين وصول متساوى إلى الأدوات الرقمية، ومكافحة العنف الرقمى ضد النساء والفتيات.
كما يجب أن يُدرج نفس الموضوع – " رقمنة شاملة: الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين" - على موائد الحوار الوطنى المصرى، وأن يُصدِر الحواؤ الوطنى توصياته بهذا الشأن قبل يوم الأربعاء الثامن من مارس 2023م، ويا حبذا لو تم الإعداد لحلقة نقاشية بهذا الشأن يديرها نُخبة من مجلس أمناء الحوار الوطنى يتخللها حوار حول توصيات الحوار الوطنى بشأن موضوع اليوم العالمى للمرأة 2023 - بمشاركة التقنيين والمبتكرين ورجال الأعمال ونشطاء المساواة بين الجنسين.