”المبدع الأول للرسوم السياسية الاجتماعية”.. صلاح جاهين وفن الكاريكاتير في عيون المتخصصين وتساؤلات عن تراثه
شهدت القاعة الرئيسية "صلاح جاهين" ضمن النشاط الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54، إقامة ندوة بعنوان "صلاح جاهين وفن الكاريكاتير"، بمشاركة كل من الكاتب الصحفي والباحث عبد الله الصاوي، الفنان عماد عبد المقصود، الفنان هاني شمس، أدارتها الكاتبة الصحفية مروة موسى. وتضمنت الندوة ترجمة بالإشارة.
في كلمته، قال الكاتب الصحفي والباحث عبد الله الصاوي، إن صلاح جاهين كان له خط مميز في فن الكاريكاتير ومتميز، والمفارقة في الأمر أنه رغم أن هذا التميز في كاريكاتير صلاح جاهين ، إلا ان صلاح جاهين دخل مجال الكاريكاتير بالصدفة.
وأضاف "الصاوي" أن الهيئة المصرية العامة للكتاب أصدرت في السابق كتابين عن الأعمال الكاملة لكاريكاتير صلاح جاهين، إلا أن الأعمال الكاملة لكاريكاتير صلاح جاهين التى رسمها في مجلة صباح الخير تحتاج إلى مجلدات لجمعها وليس فقط مجرد كتابين، وفي العموم لم يصدر عن كاريكاتير صلاح جاهين سوى 4 كتب فقط قبل هذين الكتابين اللذين أصدرتهما الهيئة المصرية العامة للكتاب، مشيرًا إلى أن تراث صلاح جاهين الكاريكاتيري لم تهتم مجلة صباح الخير بتجميعه وهو ما أدى إلى إندثار هذا الترات الكاريكاتيري لصلاح جاهين.
من جانبه أكد الفنان عماد عبد المقصود، أن رسامي الكاريكاتير في الأغلب لا يهتموا باسترداد أعمالهم بعد النشر، وذلك الأمر كان يؤدي إلى التخلص من هذه الأعمال التي تكتظ بها دولايب الصحيفة، وهذا ما حدث أيضًا مع رسوم الكاريكاتير الخاصة بصلاح جاهين، التي لم يحاول صلاح جاهين استردادها فكانت يتم التخلص منها حتى تنبه أحد الأشخاص إلى هذا الأمر وبدأ في تجميع بعض أعماله التي يتم التخلص منها في مجلة صباح الخير.
وأشار إلى أن صلاح جاهين كان رسام كاريكاتير سابق عصره، وله العديد من الإبداعات التي كان يرصد فيها الواقع من خلال أعماله ويقدمه للقاريء من خلال هذه الرسومات وجهة نظره تجاه الأحداث بطريقة صادمة، فهو كان يفضح الفساد من خلال جرأة كبيرة في رسومة الكاريكاتيرية، وكان صلاح جاهين يستطيع بدقة الوصول لجمهوره المستهدف من الكاريكاتير الذى يقدمه لهم.
فيما ذهب الفنان هاني شمس، إلى أن الكاريكاتير المصري مر في تاريخة بمراحل متعددة، وكانت الكاريكاتير في مصر يرسمه الأجانب في فترة العشرينيات، وبعدها بدأ الكاريكاتير يدخله الفنانين المصريين ليتحول الكاريكاتير إلى نوعين من الكاريكاتير إما كاريكاتير سياسي يهاجم أشخاص لحساب أشخاص أخرين، أو كاريكاتير اجتماعي ولكنه كان غير معبر عن الأزمات التي يعاني منها المجتمع، ولكن عقب ثورة 1952 وما صاحبها من تغييرات في الواقع المصري، ومع ظهور مجلة صباح الخير وظهور كتيبة من الرسامين بقيادة صلاح جاهين بدأ يظهر نوع جديد من الكاريكاتير هو الكاريكاتير السياسي الاجتماعي، وهذا النوع كان صلاح جاهين هو من ابتدعه وصاحب الفضل في ظهوره وبدأ يسير على نهجه العديد من الفنانين المصريين.
وأضاف أن أى رسام كان يرغب تعلم فنون الكاريكاتير كان يقال له أبحث في مجلة "صباح الخير"، خاصة ان هذه الفترة كانت أخصب الفترات في تاريخ فن الكاريكاتير، فقد مهد صلاح جاهين لكل الفنانين الذى أتوا بعده الطريق ليتحول فن الكاريكاتير إلى فن يعبر عن المواطن وعن المجتمع، كما أن رسومات صلاح جاهين كانت تتميز باختياره بحرص شديد الشخصيات التي يرسمها وأيضا كان يستخدم الملابس التي يلبسها شخصياته للتعبير عن الفكرة، فضلا عن اهتمامه برمزية المكان في رسوماته من اجل توصيل الفكرة بسلاسة للمواطن بعد جهد خرافي يقوم به صلاح جاهين لإخراج هذه الرسومات.
ورأى أن الكاريكتير في الفترة الأخيرة لم يكن له مساحات واسعة كما كان في السابق، نظرًا لتقليص عدد الصفحات، وأسباب تتعلق بأزمة الصحافة.