الكرملين: إمداد أمريكا لأوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى لن يغير مسار الحرب الروسية
قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين" دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، "إن التكهنات بشأن احتمالية قيام الولايات المتحدة بإمداد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، تزيد حدة التوتر والتصعيد، لكن كل هذا لن يغير مسار العملية العسكرية الخاصة".
ورأى بيسكوف - بحسب وكالة أنباء "تاس" الروسية - أن المهمة الرئيسية لروسيا الآن هي مواصلة العملية العسكرية الخاصة، والأهم من ذلك، تنفيذ المهام التي صاغها رئيس الدولة.
وردا على سؤال عما إذا كانت موسكو تدرس إمكانية إجراء مفاوضات على أعلى مستوى ليس مع كييف، ولكن مع واشنطن على خلفية الوضع في أوكرانيا، قال بيسكوف: "في الوقت الحالي، لا توجد خطط لمفاوضات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن".
وكانت تقارير صحفية قد أفادت، أمس نقلا عن مسئولين أمريكيين، بأن الولايات المتحدة تستعد لتمديد حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 2.2 مليار دولار، والتي من المتوقع أن تشمل صواريخ بعيدة المدى لأول مرة.
ومن جهة أخرى، أعلن رئيس الوفد الروسي في مفاوضات فيينا حول مسائل الأمن العسكري والحد من التسلح قسطنطين غافريلوف، في خطاب ألقاه في جلسة لمنتدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أن "دبلوماسية التسلح" لصالح أوكرانيا أثرت سلبيا على أمن أوروبا.
وأضاف أن "دبلوماسية التسلح" لصالح أوكرانيا التي تدفع بها واشنطن، قد أدت إلى عواقب سلبية بالنسبة لأمن أوروبا، وهي تلحق أضرارا بالاقتصاد العالمي ورفاهية الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر، مما يرفع حاجة بلدان المنطقة إلى زيادة نفقاتها الدفاعية، موضحا أن الولايات المتحدة التي تصادر المعدات العسكرية من حلفائها وترسلها للدمار إلى ساحة المعارك في أوكرانيا، تفرض على الأوروبيين عقودا بقيمة مليارات الدولارات لشراء منتجاتها العسكرية.
وأشار إلى أنه نتيجة لذلك، تضاعفت أرباح المصانع العسكرية الأمريكية في العام الماضي فقط بمقدار مرتين تقريبا.
ومن ناحية أخرى، بحث الرئيس البولندي أندريه دودا مع نظيره اللاتفي إجيلس ليفيتس، خلال مؤتمر صحفي عقب مباحثاتهما في ريجا، كيفية تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا، فضلا عن الأمن والطاقة في أوروبا من بين قضايا أخرى.
وشدد ليفيتس ودودا على دعمهما المستمر لأوكرانيا، وأهمية توفير الأسلحة لمساعدة أوكرانيا على صد الهجمات الروسية واستعادة الأراضي المحتلة، فيما قال ليفيتس "أوكرانيا تقاتل أيضا من أجلنا، إنهم يقاتلون من أجل لاتفيا، إنهم يقاتلون من أجل بولندا ويقاتلون من أجل أوروبا.. ويمكنني القول، من أجل العالم الغربي بأسره".
كما شدد الرئيسان على الحاجة إلى تطوير البنية التحتية الإقليمية والتنمية الاقتصادية، بما في ذلك خط سكة حديد البلطيق الذي يربط دول البلطيق بعواصم أوروبا الوسطى.. وأعرب دودا عن أمله في أن تؤدي قمة حلف شمال الأطلنطي "ناتو"، المرتقبة في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، إلى مزيد من التعزيزات للبنية التحتية التي يمكن أن يكون لها استخدامات عسكرية ومدنية.
وفيما يتعلق بما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن سيزور المنطقة الشهر الجاري، رفض رئيسا لاتفيا وبولندا التكهن بالأمر مع الاعتراف بأنه محتمل.
كما بحث وزيرا خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني وسلوفاكيا راستيسلاف كاسر، تطورات الأزمة الأوكرانية وملفات أمن الطاقة والهجرة.
وذكرت وزارة الخارجية الإيطالية أن اللقاء شهد التأكيد على صداقة البلدين، فضلا عن مناقشة توسع الاتحاد الأوروبي نحو غرب البلقان واستضافة روما لمعرض إكسبو 2030.
وفي سياق آخر، أكدت وزارة الخارجية الإيطالية، أنه من خلال معاهدة "كويرينالي" التي بدأ سريانها اليوم بعد أكثر من عام بقليل من توقيعها، تعتزم إيطاليا وفرنسا إعطاء دفعة جديدة للمشروع الأوروبي للاستجابة للتحديات العديدة والتي لا يمكن التعامل معها إلا من خلال أوروبا الأكثر تكاملاً.
ورأت وزارة الخارجية أن الالتزام المشترك في أروقة الاتحاد الأوروبي سيسمح لإيطاليا وفرنسا بالتآزر بين مواقفهما في أوروبا وفي نفس الوقت لتجنب أو تجاوز خلافات محتملة.
يشار إلى أنه تم التوقيع على معاهدة تعزيز التعاون الثنائي بين جمهوريتي إيطاليا وفرنسا، المعروفة باسم (معاهدة كويرينالي) في 26 نوفمبر 2021 في روما من قبل رئيس الوزراء الإيطالي حينها، ماريو دراغي والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.