”فيديو و صور ”... دمار وقتلى وجرحى نتيجة تداعيات زلزال تركيا وسوريا
قتل المئات في سوريا بعد زلزال مدمر ضرب تركيا في الساعات الأولى من صباح الاثنين وسجلت السلطات وقوع زلزال ثان في وقت لاحق من يوم الاثنين.
وترأس الرئيس السوري بشار الأسد، الإثنين، اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء لبحث تداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد، وتسبب في انهيار وتصدع العشرات من الأبنية السكنية وأفاد بيان عن الرئاسة السورية بتقييم الوضع الأولي الراهن عقب الزلزال الكبير وتحديد المحافظات والمواقع الأكثر تضرراً والتي تركزت بشكل أكبر في محافظات حلب وحماة واللاذقية.
وكلف الرئيس السوري، الوزراء المعنيين بالتوجه إلى المحافظات للإشراف المباشر على غرف العمليات واستنهاض كل الإمكانيات المتاحة في المحافظات للتعاطي مع هذه المحنة.
ويرأس غرفة العمليات المركزية في دمشق رئيس مجلس الوزراء ووزير الإدارة المحلية والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء والوزراء المعنيين
ووقع الزلزال الساعة 4,17 (01,17 بتوقيت جرينتش) على عمق نحو 17,9 كيلومتر وفق المعهد الأمريكي للمسح الجيولوجي وتُعدّ هذه الهزّة الأكبر في تركيا منذ زلزال 17 أغسطس/آب 1999 الذي تسبّب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول.
حيث وقع زلزال اليوم فى مدينة هاتاي في جنوب تركيا، على الحدود مع سوريا، وكانت تُعرف باسم "لواء الإسكندرونة" حين كانت ضمن الأراضي السورية، قبل أن تضمها تركيا باستفتاء عام 1939.
ووقعت الهزة الارتدادية على بعد 95 كيلومتراً شمالاً من الزلزال الأصلي الذي ضرب جنوب تركيا قبل 9 ساعات وتعد هذه أكبر هزة ارتدادية بين الهزات التي فاق عددها الـ30 حتى الآن يذكر أن الدرجة المذكورة تقريبية وقابلة للتغير.
وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأن الزلزال استغرق دقيقة واحدة ومركزه منطقة كرهامان مرعش قرب مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا.
وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية نقلا عن مسؤول كبير في قطاع الصحة أن عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 371 قتيلا على الأقل و1089 إصابة. ويعتقد أن الحصيلة التي تصدر عن وسائل إعلام رسمية في سوريا تشمل من يعيشون في مناطق تسيطر عليها الحكومة.
وأفادت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية : بأن ما لا يقل عن 225 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 811 في شمال غرب سوريا جراء زلزال قوي ضرب سوريا وتركيا يوم الاثنين.
وقالت المتحدثة ماديفي سون سوون لرويترز إن المكتب يتوقع زيادة عدد الضحايا مع استمرار وجود كثيرين تحت الأنقاض في ظل تسبب الأحوال الجوية الصعبة في عرقلة جهود الإنقاذ.
وأضافت أن المكتب سجل أيضا تضرر 170 مبنى على الأقل في شمال غرب سوريا.
وقال منقذون من فرق الخوذ البيضاء في تغريدة إن حصيلة ضحايا الزلزال 221 قتيلا و419 مصابا في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا.
ودفع الزلزال،الذي بلغت قوته 7.8 درجة، بالناس إلى الشوارع في شمال البلاد حيث أصابت الضربات الجوية والقصف السكان بصدمات بالفعل وأضعفت أساسات العديد من المباني.
وفي بلدة جندريس، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة حلب، لم يتبق من مبنى متعدد الطوابق إلا كومة من الخرسانة والقضبان الفولاذية والملابس.
وقال شاب نحيف وهو مذهول من وقع الصدمة ويده مغطاة بضمادات "هناك 12 عائلة تحت (الأنقاض) هناك... لم يخرج أحد. لا أحد... كنا نخرج الناس بأنفسنا في الثالثة صباحا" وشوهد الشباب وهم يسيرون عبر الحطام ويزيلون الخرسانة بحثا عن ناجين. وكانت خزانات المياه والألواح الشمسية المنبعجة قد تطايرت فوق الأسطح وسقطت على الأرض الرطبة.
وقالت الخوذ البيضاء، وهي خدمة إنقاذ تأسست في الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة لمعالجة المصابين من القصف، إن 147 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة. فيما قدر المسؤولون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة عدد الضحايا بأكثر من 300 قتيل وما يزيد عن ألف جريح.
وذكر أن الضربات الجوية على مر السنين تركت هياكل المباني هشة وبالتالي "انهارت على الفور" وأدت في النهاية إلى سقوط المزيد من القتلى.
تقول الأمم المتحدة إن ملايين الأشخاص في شمال غرب سوريا باتوا معرضين للخطر بسبب الصراع الذي تسبب في نزوح 2.9 مليون شخص في المنطقة وإقامة 1.8 مليون في المخيمات.
وعملت فرق الإنقاذ على مدى سنوات على إنقاذ الناس من القصف والغارات الجوية التي تشنها الحكومة السورية أو القوات الروسية التي غالبا ما تضرب نفس الموقع عدة مرات، مما يعرض حياة المسعفين للخطر.
لكن طقس الشتاء البارد يشكل تحديا آخر لعمال الإنقاذ، الذين قالوا إن العائلات تُركت في درجات حرارة شبه متجمدة وأمطار غزيرة.
وقال أحمد الشيخ، وهو من سكان بلدة حدودية قريبة في ريف محافظة إدلب، إن الزلزال دمر المباني المتواضعة التي أقيمت في مخيمات النازحين التي تستضيف سوريين فروا من الحرب على مدى سنوات.
وإلى الغرب، كان المستشفى الرئيسي في مدينة عفرين، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، يعج بالجرحى على الأرض فيما تكافح النساء للوصول إلى أحبائهن عبر الهاتف إذ كانت الخطوط معطلة.
ويضع المسعفون أكياس الجثث السوداء على أرض ملطخة بالدماء بينما كان الأطفال الصغار يصرخون.
وقال إبراهيم عبيد، وهو أحد سكان عفرين "بنسمع صوت صفارات الإسعاف في كل مكان. الناس في الشوارع مصدومة... في خوف كتير ولسه بنشعر بارتدادات".