الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب.. ” لا تلوموا الحضرى” !
وجه اتحاد الكرة المصرى لومًا شديدًا لنظيره السورى، لتعاقده مع عصام الحضرى مدرب حراس مرمى المنتخب الأوليمبى، وهو مرتبط بتعاقد مع منتخب بلاده.
صحيح، قد يكون هناك عتاب أخوي مع الأشقاء فى الاتحاد السورى، ولكن المشكلة فيمن باع منتخب بلاده المقبل على مباراتين مصيريتين مع منتخب زامبيا الشهر المقبل فى صراع التأهل لأوليمبياد باريس 2024.
واللاعب أو المدرب أيّا كان تصنيفه يحترم تعاقده عندما يكون مرتبطًا بعقد مع نادِ، فما البال لو مدربًا، مفترض أنه أكثر نضجًا ويترك منتخب بلده وأمامه معركة كروية!
قبل اللوم أو العتاب لمن تعاقد مع مدرب متعاقد مع منتخب آخر، يجب اتخاذ موقف حاسم ضد حارس اعتاد على «الخلع» وخلق الأزمات وتفجير المفاجآت، وكأنه يعيش أسعد لحظات حياته وسط المشاكل وآلام الآخرين وفى النهاية يردد «القافلة تسير.. والكلاب تعوى»!
عدم التعامل معه مستقبلا ضمن ترشيحات المنتخبات ليس كافيًا بالمرة -مهما كانت المبررات- لأهمية الحسم فى مثل هذه الموقف لعدم تكراره مع أى لاعب يسلك نفس الطريق.
لقد فعلها من قبل وهو لاعب مع ناديه الأهلى، الذى كان سبب شهرته وغزا من خلاله أدغال أفريقيا، وهرب لنادى سيون السويسرى فى سرية تامة وسط ذهول وصدمة الجميع بشكل جُنّ معه جنون المسئولين عن كرة القدم فى مصر وليس الأهلى فقط!
وافتعل الأزمات مع البرتغالى كيروش مدرب منتخب مصر السابق لولا تدخل المقربين فى اتحاد الكرة، بعد أن طلب مدربًا بديلًا لحراس المرمى، وبعد رحيل كيروش كان يُمنى النفس فى التواجد ضمن تشكيلة المنتخب الأول مع البرتغالى روى فيتوريا والذى اصطحب معه طاقما تدريبيا بمن فيه مدرب للحراس «لويس ستيفس» وأحدث ضجة لعدم اختياره ضمن جهاز فيتوريا فحصل على وعد باختياره ضمن جهاز المنتخب الأوليمبى.
ولا يلوم اتحاد الكرة إلاّ نفسه الذى لم يتعلم من سلسلة أخطاء الحضرى السابقة، والنظر فقط لحسابات التاريخ المميز للحارس دون الخبرة التدريبية، ودور الصداقة والضغوط أحيانا مع قلة خبرة البعض فى الاختيار.
وإذا كان الحضرى أخطأ فى حق بلاده فاتحاد الكرة أخطأ كثيرًا فى قرارات غير مدروسة وأسقط هيبة الكرة المصرية بسبب عدم الكفاءة وغياب الرؤية، وعليه مراجعة نفسه فى مواقف عدة منذ توليه المسئولية من نتائج صادمة وقرارات إدارية فجة سواء بقصد أو من دون.
واللوم لكل من وجد فى نفسه القدرة على التطوير ولم يتقدم لخوض الانتخابات لقيادة دولة الجبلاية، وهناك الكثير ممن يملكون الفكر والرؤية والقدرة على إحداث انقلاب جوهرى للكرة المصرية، ولكنهم ابتعدوا لتأكدهم أن المناخ غير صحى، والانزواء بعيدًا عن معارك تفضى لحرق الدم وتقصير العمر أفضل من التواجد فى دائرة الضوء خاصة أن لعبة الانتخابات لا تأتى بالأكفأ دائمًا.
وبعيدًا عن التدخل الحكومى تظل وزارة الرياضة فى خانة «الغائب عن الأزمات» خاصة مع افتقاد الشخصية القادرة على إدارة الكرة المصرية لفتح قنوات مع الكفاءات لخوض التجربة لصالح اللعبة، لأن بعض أعضاء الجمعيات العمومية لهم حسابات أخرى غير الصالح العام.
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ.. الناقد الرياضى ومدير تحرير الوفد.