عبدالرحمن سمير يكتب... كبسولات سريعة ٢

مؤامرة كبرى تستهدف الوطن العربي تم التحضير لها منذ فترة طويلة هذه المؤامرة تشبه اتفاقية سايكس بيكو التى مزقت الأمة العربية إلى دول ودويلات صغيرة يسهل السيطرة عليها. الدول العربية مطالبة بالاتحاد الفورى والتعاضد بين دولها لمواجهة التحديات والمؤامرات التى تستهدف ليس خيراتها فقط أو مؤسساتها أو مقدراتها بل أكاد أجزم أنها مؤامرة وجودية تهدد الوجود العربى . الدول العربية تساعد في تلك المؤامرة التي تتعرض لها بسلبيتها وظن كل دولة أنها بعيدة عن تلك الأخطار وتعتقد أنها بتحالفها مع أمريكا أو روسيا ستحمى نفسها من الأخطار المحدقة بها لكنها واهمة فهذا تهديد وجودى للأمة كلها .هناك خطر داهم يحيق بالدول العربية خاصة دول الطوق. غزة تتعرض لحرب إبادة جماعية واضحة لجميع دول العالم خاصة الدول الغربية التى صدعتنا كثيرا بحقوق الإنسان وكرامته وكيف يغضبون لمقتل قطة أو تعذيب كلب ولا يهتز لهم ضمير لموت آلاف الاطفال والنساء والعجائز فى غزة . جريمة أهل غزة الوحيدة أنهم مسلمون وعرب وطبقا للعقلية الغربية والصهيونية فهم ليس لهم حق فى الحياة كباقى البشر فهم يجب قتلهم وإبادتهم بدم بارد . تمتلك الدول العربية أوراق ضغط كبيرة كانت من الممكن أن تستخدمها لإجبار دولة الإحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانها على أهلنا في غزة لكنها لم تستخدمها .والسؤال لماذا ؟ من أوراق الضغط الكثيرة التي تمتلكها الدول العربية لوقف العدوان على غزة وبعيداً عن فكرة الحرب أو التهديد بها أولها قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإحتلال ثانيا قطع العلاقات التجارية والاقتصادية معها ثالثا وقف تصدير البترول إلى الدول الداعمة للإحتلال كما حدث في أثناء حرب أكتوبر عام 1973. من يتباكى على تدمير إسرائيل للأسلحة الجيش السوري من دبابات وطائرات وسفن حربية ومقرات أمنية واستخباراتية ويلومون الثورة السورية على هذا الأمر يتناسون أن هذه الأسلحة لم تستخدم أبدا ضد العدو الإسرائيلي طوال حكم عائلة الأسد بل استخدمت لقتل الشعب السوري وتدمير حلب وحماة وإدلب وقتل الأطفال والنساء. الدور التركي واضح جدا في الإطاحة بنظام بشار الأسد فقد أثبتت تركيا أنها دولة فاعلة في المنطقة لذلك فالأولى للدول العربية التحالف الإستراتيجي مع تركيا خاصة دول الطوق مصر والأردن وسوريا فى مقابل جنون إسرائيل وحكومتها الفاشية . اكبر كارثة يواجهها العرب والمسلمون هو وصول ترمب للبيت الأبيض فهو اسوأ حدث في عام 2025 على العرب والقضية الفلسطينية ترمب صهيونى اكثر من بايدن شديد الكراهية لكل ما هو عربى وإسلامي وفلسطينى أشد تأييدا من كل الإدارات الأمريكية السابقة لإسرائيل ولا ينتظر من رئاسته خيرا وسيقوم بابتزاز دول الخليج ونهب أموالها . كان اول امر اصدره ترمب هو الغاء عقوبات بايدن على المستوطنين اليهود الذين يقتلون الفلسطينيين ويحرقون منازلهم واراضيهم فهل يفيق العرب ويتحدوا أمام هذا الامر أم كالعادة يتناسون. الشعب السوري ليس ساذجا او أبله لأنه ينزل فى الشوارع تعبيرا عن الفرحة بنجاح الثورة السورية فى الوقت نفسه يتم تدمير 80 ٪ من أسلحة وذخيرة الجيش السوري وهو أمر يعيد سوريا عشرات السنين من أجل إعادة التسليح مرة أخرى .لكن كره الشعب السوري لنظام الأسد وزبانيته جعله ينسى أنها أمواله ومقدراته ويتشفى فقط فى الأسد وعصابته نصيحتى للحكام العرب اقتربوا أكثر من شعوبكم اشعروا بهمومهم ومعاناتهم لا تعيشوا فى برج عاجى بعيد عن آناتهم وآلامهم فالشعوب هى الضامنة والحامية للأوطان وليست غيرها ولكم فى بشار الأسد عظة وعبرة فقد تخلى عنه الروس والإيرانيون وكل حلفائه