نميرة نجم تتحدث عن تحديات المناخ في إفريقيا بمؤتمر ميونيخ للأمن
قالت السفيرة د.نميرة نجم مديرة المرصد الإفريقي للهجرة إنه إذا كان الشمال عازم حقيقة على حل المشكلات التى ستؤدى إلى تهديدات أمنية، إذا استمر الوضع كما هو، فعليه أن يتوجه بمشروعات تنمية حقيقية في الجنوب لخلق فرص عمل بمشروعات توائم التغيرات المناخية، والمساعدة في نشر تكنولوجيا تنبؤ الأحوال المناخية، حتى تتمكن الدول الإفريقية من وضع خطط وبرامج تحد من الخسائر البشرية والممتلكات، جاء ذلك بكلمتها كمتحدث رئيسي أمس في ندوة " حركة الحدود: الجغرافية السياسية للهجرة المناخية "والتي نظمها مؤسسة "روبرت بوش" الألمانية كحدث خلال مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد حاليًا بألمانيا.
وأضافت السفيرة أنه من المهم الاستماع إلى أصحاب المشكلات من إفريقيا، ودعم أفكارهم في حل المشكلات الخاصة بالتغير المناخى التى تؤدى إلى ازدياد أعداد النزوح الداخلى والخارجي، وليس الحل هو دعم المزارعين فقط ، أو على سبيل المثال الانتقال بهم للمدن، ولكن يجب خلق مشروعات تدعم المزارعين في تحسين وضع التربة للموائمة مع التغيرات المناخية ليتمكن المزارعون من الاستمرار في زرع أراضيهم، ورفع مستوى معيشتهم وإلا في مرحلة ليست ببعيدة سيزداد اختلال الأمن الغذائى سوءًا، وتزداد الفجوة بين الإنتاج الزراعي والقدرة علي تلبية احتياجات البشر منه، وسيمثل ذلك تهديدًا أكبر في ضوء ازدياد أعداد الشباب في القارة الإفريقية .
وأكدت مديرة المرصد الإفريقي للهجرة أن هناك مناطق تم بالفعل الشعور فيها بالتغيرات المناخية، فالدلتا المصرية التي يقطنها أكثر من ٥٠ مليون مواطن من أكثر المناطق المهددة من ارتفاع منسوب مياه البحر، وكذلك المناطق الساحلية في السنغال، وفي منطقة الشرق الإفريقي تعانى من الجفاف مما أدى إلى وجود مليون نازح داخلى في الصومال، على الرغم من أن مشاركة الصومال في الانبعثات الحرارية لا تتعدى ٠٠٠،٢% على مدار ٢٥٠ عاما، ولدينا فيضانات في الجنوب ووسط إفريقيا أدت لعدد هائل من النزوح الداخلى، وهذا النزوح في حد ذاته لم تستعد مدن الدول الإفريقية النامية لمواجهته، خاصة بعد أزمة كورونا، وأزمة الغذاء بسبب الحرب الأوكرانية، لقد تعددت الأسباب التى لم تتدخل فيها إفريقيا في حدوثها ولكن تتحمل تبعاتها.
وأوضحت السفيرة في نهاية كلمتها أن الحل هو وفاء الدول بتعهداتها لصندوق الخسائر والأضرار، وزيادة التعاون الدولى في وضع خطط تسهم في موجهة آثار التغيرات المناخية على المواطن الإفريقي، ليس للحد من الهجرة والنزوح فقط، ولكن لضمان عدم تفاقم المشكلة لتهدد الأمن العالمى، فعلينا أن نعمل جميعا معا لمواجهة هذا التحدى.
قدم الندوة الدكتور برنهارد شتراوب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة روبرت بوش، وتحدث فيها من الضيوف أندرو جيلمور، المدير التنفيذي لمؤسسة بيرغوف سابقا، والأمين العام المساعد للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وديفيد ميليباند، الرئيس والمدير التنفيذي، لوكالة لجنة الإنقاذ الدولية، وأدارت الندوة د. رافائيلا شفايجر، مدير برنامج الهجرة، والقضايا العالمية، في مؤسسة روبرت بوش .
الجدير بالذكر أن مؤسسة روبرت بوش هي الذراع الخيرية لمجموعة شركات بوش الصناعية الألمانية .