بوابة الدولة
الجمعة 22 نوفمبر 2024 05:17 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

”جمال شيحة للثقافة” تناقش مشروع طه حسين احتفالًا بمرور 50 عامًا على رحيله

مناقشة مشروع طه حسين
مناقشة مشروع طه حسين

تحت شعار "طه حسين.. مشروعاً للمستقبل"، وبمناسبة مرور 50 عامًا على وفاة عميد الأدب العربي، نظمت مؤسسة الدكتور جمال شيحة للتعليم والثقافة والتنمية المستدامة، ضمن فعاليات برنامجها الثقافي 2023، لقاءً ثقافيًا على جلستين.

وجاء اللقاء الأول بعنوان «طه حسين والبحرمتوسطية.. طه حسين مشروعاً للمستقبل»، بحضور الدكتور جمال شيحة رئيس مجلس أمناء مؤسسة جمال شيحة ومقرر لجنة التعليم والبحث العلمي بالحوار الوطني، والدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، والكاتب الصحفي مصطفي طاهر محرر الشئون الثقافية والفنية ببوابة الأهرام، وحسن غزالي مؤسس مشروع بذور ومنسق عام مشروع طه حسين، ونخبة من القيادات الشبابية والكوادر الطلابية من طلاب كليات الآداب والفنون الجميلة والألسن واللغات والترجمة والتجارة وكلية العلوم السياسية، والإعلام.
وافتتح الدكتور جمال شيحة البرنامج الثقافي "طه حسين مشروعاً للمستقبل"، وقال إن المؤسسة تري في نموذج طه حسين مُفكراً ثورياً، رمزاً للتنوير ومشروعاً للمستقبل، لافتاً إلى إيمان المؤسسة الشديد بضرورة تمجيد وإجلال أساتذتنا وعلمائنا ومفكرينا وقادتنا لإنعاش الذاكرة الوطنية ومدى ارتباط مستقبل مصر الحقيقي بإحياء إرث هؤلاء الآباء المؤسسين لضروب الحضارة الإنسانية، مؤكداً أنه لا بناء ولا تنمية إلا بإحداث طفرة حقيقية في زوايا ثلاثة هي الثقافة والتعليم والبحث العلمي.
مضيفاً أن أهداف المؤسسة تتلاقى مع فكر طه حسين الذي لم يكن مجرد استاذ جامعي بل كان يصنع الافكار التي تصنع مجتمعا جديداً، مُشيراً إلى أن المؤسسة رأت أنه من أجل صناعة فارق بالغ التأثير وخلق قيمة مضافة حقيقية لابد وأن نُحيي ذكراه لمدة عام كامل تزامناً مع ذكري وفاته الخمسين، وليس مجرد احتفال صغير في شهر أكتوبر، لتتمكن من إحياء إرثه ونشر وترسيخ وتعزيز أفكاره التنويرية من خلال ندوات، وورش عمل وفعاليات ثقافية، وحلقات نقاشية شبه أسبوعية على مدار العام.
وأدرف "شيحة" موضحاً أن مشروع طه حسين تأتي أهميته من الحاجة الماسة لآلية نواجه بها ما تعاني مصر والمنطقة العربية من أزمة على مستوى الفكر، إلى جانب حاجة مجتمعاتنا الشديدة لأفكار صانعة لغدِ أفصل، ولجيل واعٍ، ولمنهجية ورؤية فكرية وتنويرية، لافتاً أن هذا ما تعمل المؤسسة على تعزيزه وترسيخه وبناءة في العقول وبين الأوساط الجماهيرية ولاسيما بين طلاب الجامعات تلك النواه التي تُعدها المؤسسة لمجتمع متحضر من خلال إعداد مثقف عضوي حقيقي، ومُعلم مؤهل جيداً باعتبارهما صانعي التغير في الأوطان.
وفي بداية حديثه أعرب الدكتور "محمد عفيفي" عن إعجابه بمجال عمل مؤسسة شيحة وارتباط ثلاثية عملها (الثقافة والتعليم والتنمية المستدامة) بأفكار طه حسين ومشروعه، واهتمامها بالفكر وتعزيزها للحوار الثقافي كما أثنى على اختيار نموذج «العميد» للاحتفال به كرمز ثقافي هام، مشيراً إلى ضرورة تعزيز مفهوم القومية المصرية بمشروع قومي قائم على الثقافة والتعليم باعتبارهما أساساً للقومية المصرية وسلاحين نافذين للقضاء على الإرهاب والجهل.
مُشيراً إلى ضروري أخذ كتاب مستقبل الثقافة في مصر بعين الاعتبار عند تناول قضايا التعليم والتطوير، لافتاً إلى أن طه حسين لم يتحدث في كتابه عن الثقافة بمفهومها الضيق، وإنما المفهوم الأوسع للثقافة، والتي تشمل الثقافة والتعليم، موضحاً كيف أن الكتاب يُعد موسوعة شاملة استطاعت أن تستشرف مستقبل التعليم في مصر وقدمت سُبل إصلاحه.
وتطرق «عفيفي» إلى الأبعاد الإستراتيجية التي تحدث عنها الدكتور جمال حمدان في مؤلفه "شخصية مصر"، وتناوله للبعد المتوسطي، وربط ذلك بطرح طه حسين في كتابه مستقبل الثقافة في مصر مشروع التعليم والثقافة في مصر، وتناوله للدائرة المتوسطية، موضحاً أن طه حسين أكد حقيقة أن العقل المصري لا يقل عن العقل الأوروبي، لافتاً إلى أن معركة مصر حضارية وعلينا أن نلحق بالغرب لأننا لا نقل عنه في شيء.
كما تناول "عفيفي" مفهوم القومية المصرية مؤكداً أنها لا يمكن تعزيزها إلا بمشروع قومي قائم على الثقافة والتعليم باعتبارهما أساساً للقومية المصرية وسلاحين نافذين للقضاء على الإرهاب والجهل، لافتاً إلى الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه الأنشطة التثقيفية في المدارس من الارتقاء باخلاقيات الطلاب، وتهذيب سلوكهم، وتحسين ذوقهم فنياً وأدبياً الأمر الذي سينعكس بالضرورة على ردود فعلهم وافعالهم في محيط تأثيرهم، وأضاف قائلاً "أبدًا لا تجد طالبًا يعزف موسيقى ويحمل السلاح".
كما أعرب الكاتب الصحفي مصطفى طاهر عن تطلعاته إلى بذل المزيد من الجهد في الاستثمار في الإرث الثقافي لأدبائنا ومفكرينا ورموز الفكر والثقافة من الكتاب العرب، لافتاً أنهم هم صانعو التغيير الحقيقي على مر التاريخ، والذين من بينهم رائد الفكر والتنوير في الوطن العربي طه حسين، الذي ما إن يُذكر اسمه إلا تذكر قضيتا الثقافة والتعليم، وماقدمه من سُبل وأفكار ومشروعات ومقترحات لإصلاحهما.
واختتم أ. حسن غزالي مؤسس مشروع بذور للتعليم الموازي ومنسق عام البرنامج الثقافي "طه حسين مشروعاً للمستقبل" مؤكداً أن حرص مؤسسة شيحة على انطلاق أولي فعاليات البرنامج من مقر النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر جاء انطلاقاً من الرمزية الثقافية لهذا المكان العريق واشارة لأهمية الحدث، وبداية معنوية تلف إلى الدور الحيوي الذي من المتوقع أن يلعبه مشروع طه حسين في المجال الثقافي والفكري في مصر خلال هذا العام.
وجاءت الندوة الثانية بعنوان (طه حسين .. نظرة منصفة)، بحضور الدكتور سامي نصار عميد كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية بجامعة بدر، والدكتور جمال شيحة مقرر لجنة التعليم والبحث العلمي بالحوار الوطني، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة شيحة، والكاتب الصحفي وائل لطفي رئيس تحرير جريدة الدستور، والكاتب الصحفي مصطفي طاهر محرر الشئون الثقافية والفنية ببوابة الأهرام، واختتم اللقاء المطرب أحمد إسماعيل بفقرة فنية متميزة.
وأشار الدكتور جمال شيحة إلى أن رسالة ورؤية بل وشعار مؤسسة شيحة تتجسَّد كُلياً في شخصية طه حسين وتري فيه مشروعاً للمستقبل، كونه رمزاً للتحدى والنجاح وإعمال العقل من أجل التغير والتنمية، مؤكداً ضرورة أن تكون "الجامعات جامعات" أي تكون مراكز للبحث العلمى بحرية مطلقة وبتمويل جيد وليست مجرد مدارس تقوم على التلقين والكم، لافتاً أن هذا هو الأمر الذي لطالما ناضل من أجله العميد، واليوم تجدده المؤسسة من خلال برنامجها الثقافي "طه حسين مشروعاً للمستقبل".
أكد الدكتور جمال شيحة أن الجيل الحالي لديه تحد وجودي وليس تحدى تقدمي، هذا التحدي لا يحدث إلا كل عشرات السنين بسبب حالة الفوضى التى يمر بها العالم حاليا من أحداث متسارعة أثرت بشكل سلبي على الامم والشعوب وبينها مصر، كما أن عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين قصة تحد كبيرة لانه لم يستسلم لحالة الفقر التى نشأ فيها فضلا عن فقدانه البصر مبكرًا، ولم يكن مجرد فرد وانتهى ولكنه واجه التحدى فتحول لشخصية عالمية ومن أجل ذلك مازلنا نجد فيه الحل للمعادلة الصعبة لمشكلة المستقبل والرمز الذى يصلح بعد خمسين عاما من الوفاة مشروعا للمستقبل.
أكد د.شيحه أن الدكتور طه حسين اثناء توليه مستشار وزير التعليم فى الثلاثينيات عمل على إلزامية التعليم الابتدائى وعندما عرضت عليه وزارة التعليم اشترط الموافقة أولا على أن يكون التعليم الإعدادى مجانيا، وهذا ما سارت عليه ثورة يوليو 1952 التى كرمته على جهوده وهو الذى قال إن الثورة أكملت حلمه بديمقراطية التعليم.
إشار د.جمال شيحة إلي رؤية طه حسين أن تكون الجامعات جامعات حقيقية ومراكز للبحث لديها الحرية المطلقة فى البحث العلمى والفكر المفتوح، هذه الرؤية تكفل لمصر إذا تحققت أن تتحول إلى دولة عظمى خلال عقد واحد من الزمان، كما أكد أن التعليم يحتاج إلى قرار سياسي لكى تخرج مصر من كبوتها، وكل مشاكل التعليم ما قبل الجامعى معروفة وحلولها موجودة وتحتاج فقط إلى قرار وهذا ما ندعو إليه من خلال التوعية، فلسنا فى حاجة إلى عباقرة الاقتصاد، ولكن فى حاجة لمن يضع التعليم رقم واحد فى خطط نهضة مصر ويضع له الميزانيات المناسبة.
وفي مُستهَّل حديثة أشار الكاتب الصحفى وائل لطفي أن تبني مؤسسة جمال شيحة للتعليم والثقافة والتنمية المستدامة الاحتفال بمرور 50 عاما على رحيل عميد الأدب العربي طه حسين هى مبادرة نموذجية لما يتمتع به فى الوجدان الثقافى العربي بالكثير من الاهتمام من جانب المهتمين بالحالة الثقافية العربية التى أثارها عميد الادب العربي خلال حياته ولازالت مستمرة الفوران حتى الآن وربما تستمر لمئات السنين فى المستقبل.
وقد سرد لطفي مسيرة حياة عميد الأدب العربي طه حسين، طموحه وكفاحه وثوريته ومنهجيته ومبادئه التي آمن بها وناضل من أجلها والمعارك التي خاضها من أجل التنوير والتغير، ومن أجل مجانية التعليم، وزواجه سوزان بريسو الفرنسية التي ساندته طيلة حياته وساعدته على الاطلاع أكثر فأكثر باللغة الفرنسية واللاتينية، لافتاً أن من يتأمل حياة طه حسين يجد فيها رسائل متعددة على المستوى الإنسانى والإنجاز المعرفى وديَّن يُطوق أعناق كل المصريين، هذا الرجل الذى رفع شعار "مجانية التعليم" وهو أول من نبه النخبة الحاكمة لضرورة مجانية التعليم بجميع مراحله وصولاً للتعليم الجامعى لكل المصريين.
وفي سياق متصل شدد الدكتور سامي نصار على أهمية أن يكون الفرد حرًا في اختياراته وعقلانيًا في تفكيره، وأن لا يُسلم بأي شيء مهما كان مصدره دون أن ينقد ويسأل ويُحلل، مستشهداً فيحديثه بنموذج طه حسين الذي تبنى مذهب ديكارت "الشك" ومبدأ (أنا أشك إذا أنا أفكر إذا أنا موجود)، مؤكداً مقولة "أنا لا أدخل عقلي إلا ما هو واضح ومتميز من الأفكار".
كما لفت د.نصار خلال حديثه إلى كتاب «مستقبل الثقافة في مصر» لطه حسين واصفاً الكتاب بأن من يقرأه فكأنما وضع يده على منبع وأساس الثقافة الحديثة بمفهومها الاشمل، وأن من يقرأ هذا الكتاب سيرى كيف أنه سبق عصره فهو يقودنا فى الكتاب إلى ثورة العلم والتكنولوجيا التى نراها تتدفق الآن فى شكل الثورة الرابعة والخامسة التكنولوجية.
واضاف ان طه حسين أول من دافع عن مجانية التعليم مع نجيب الهلالي باشا رغم الصعاب التى واجهها الاثنان من أجل أن نصل إلى ما نحت فيه الان رغم ما تعرضت له العمية التعليمية من تشوهات عديدة.
اختتمت الفعاليات بفقرة فنية متميزة للمطرب أحمد اسماعيل الذي يُلقبه البعض بخليفة المطرب والملحن المصري الراحل الشيخ إمام، لتمسكه بالعزف والغناء منفردا، معظم الوقت على آلة العود، والذي لطالما اقترن اسمه وصوته ونغمات عوده بالعديد من القضايا المجتمعية، وتجده يبحث عن المظلومين من الفنيين فيعيد اكتشاف أغانى تجربة من تجارب السبعينات الرائدة باغانيها الوطنية مثل «قهوة البوسطة» و«لو بس القمرة تبان» و«يا رايح طوخ» و«ولى النعم» وعلى الرغم من ذلك يرى نفسه بعيداً عن مصنع الأضواء ويقول.. «أنا بعيد عن هذا المصنع، ربما لأنني اخترت الطريق الصعب، الذي تجد فيه فكرة تحترم عقل الناس وتحترم عاداتهم وتقاليدهم».

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4274 جنيه 4251 جنيه $85.83
سعر ذهب 22 3918 جنيه 3897 جنيه $78.68
سعر ذهب 21 3740 جنيه 3720 جنيه $75.10
سعر ذهب 18 3206 جنيه 3189 جنيه $64.37
سعر ذهب 14 2493 جنيه 2480 جنيه $50.07
سعر ذهب 12 2137 جنيه 2126 جنيه $42.91
سعر الأونصة 132945 جنيه 132234 جنيه $2669.56
الجنيه الذهب 29920 جنيه 29760 جنيه $600.80
الأونصة بالدولار 2669.56 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى