الكاتب الصحفي مجدي سبلة يكتب.. العثور على رفات طه حسين عائمة في مياه عين الصيرة
انزعجت كثيرا بسبب خبر نشرته جريدة الشروق أمس ..الخبر يقول إزالة مقبرة الدكتور طه حسين عميد الادب العربي بمقابر الامام الشافعي بالبساتين ، بسبب محور مرورى يتطلب ازالة عدد من المقابر هناك.
عندما تحققت من الخبر وجدت أنها ليست مقبرة طه حسين فقط الذى مرعلى وفاته ٥٠ عاما لكنها مقابر مصطفي النحاس باشا وام كلثوم وصفيه زغلول وعبد الحليم حافظ والسبب ليس المحور المرورى فقط ،لكنه المياه الجوفية التى داهمت هذه المنطقة وحاصرتها وارتفع منسوبها بسبب أعمال التطوير التى تجرى هناك لإنشاء متحف الحضارة ،وانشاءات أخرى أمام بحيرة عين الصيرة وايضا هناك مسجدين اثريين معرضان للإزالة بسبب المياه الجوفية هما مسجد الدندراوى ومسجد الكحلاوى .
تذكرت نهاية الثمانينات عندما كان جهاز تعمير القاهرة الكبرى ينهي انشاءات الطريق الدائرى وكوبرى المنيب على النيل وتطلب الأمر إزالة عدد من مقابر اليهود وقتها قامت الدنيا ولم تقعد واحتجت السفارة الأمريكية والسفارة الإسرائيلية وكادوا أن يطيحوا بالوزير الكفراوي الذى تولى مواجهة حاخامات إسرائيل ممثلا للحكومة المصرية واحتج على التعويض الذى طلبوه وقتها من الحكومة المصرية وطبقوا وقتها طقوس الشريعة اليهودية في نقل رفاة الموتى اليهود المدفونين في هذه المقابر بالقاهرة وقمت وقتها بتغطية لهذا الحدث ،وكنت محررا تحت التمرين وكانت قضية رأى عام ،المهم ان الحكومه وقفت على ساقيها أمام الحاخامات اليهود من أجل حفنة مقابر، وللأسف لم تتحرك الحكومة الحالية لمواجهة مشهد تناثر عظام طه حسين مصطفي النحاس وام كلثوم وحليم ومقابر رموز مصرية تركت رفاتهم تعوم على فوق المياه الجوفية وفي بحيرة عين الصغيره بمصر القديمه وتتناثر عظامهم أشلاء يصعب جمعها ولم تنتبه لاحترام رفاتهم وتركت الأمر لموظفين من ديوان محافظة القاهرة يسيرون مترجلين ويضعون علامة اكس على مقابر هذه الرموز ويكتبون عليها كلمة ازاله .
نعم نحن مع إنشاء المحاور والمشروعات القومية التى تتطلب إزالة تلك المقابر ،ولكن كان لابد من الحفاظ على رمزيتهم واطلاع الشعب على احترام تلك الرمزية حتى لا تتعرض هذه الرموز للإهانة تاريخيا .
كان ينبغي أن ينقل رفات هؤلاء الرموز وتبنى لهم مقابرتراثية وتتحول إلى مزارات للمصرين وغير المصرين ،نعم هناك ضرورة لنقل كل المقابر الموجودة في وسط العاصمة لكن بخطة واضحة المعالم ونشرها،لكى يعلم الناس ذلك المصير المحتوم لهؤلاء الرموز والقامات المصرية وطرح المخططات العمرانية لحوار مجتمعي ويشارك الناس في تجميل وجه العاصمة المصرية القاهرة.
كاتب المقال الكاتب الصحفي مجدي سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق