«النقض» تؤيد حكمًا بالمؤبد ضد أب وشقيقه لقتلهما ابنته قربانًا للجن في الصف
قضت محكمة النقض برفض الطعن المقدم من أب وشقيقه، على الحكم الصادر ضدهما بالسجن المؤبد في اتهامهما بقتل ابنة الأول في منطقة الصف، وتأييد الحكم.
كانت محكمة جنايات الجيزة، قضت بمعاقبة أب وشقيقه "حضوريا" ووالدته "غيابيا"، بالسجن المؤبد، لاتهامهم بقتل ابنة الأول لتقديمها قربانا للجن، أثناء تنقيبهم عن الآثار بمنزلهم.
بدأت التحقيقات في الواقعة بأن الفتاة منى يحيى عبد الله، 14 سنة، لقيت مصرعها بعد اختناقها بغطاء رأسها "إيشارب" أثناء النوم، وأيد ذلك أقوال والدها وعمها وجدتها، المقيمين معها بذات المنزل، لكن جد الفتاة لوالدتها اتهم الأب بقتل حفيدته، وذلك لتقديمها قربانا لحارس المقبرة الأثرية "من الجن"، ليتمكن من استخراج الآثار.
أضافت التحقيقات أن جد الفتاة قال في التحقيقات إنه علم بتلك المعلومات من أقرباء الأب، ومن شقيقة المجني عليها الصغرى بعدما أخبرته أنها شاهدت الأب والعم والجدة في غرفة شقيقتها قبل مقتلها، وكل الجيران يعلمون بأنهم ينقبون عن الآثار، ولكي يبلغوا مأربهم يتوجب عليهم أن يقدموا قربانا من الدم لحارس المقبرة، ليتمكنوا من استخراج الآثار، وأن الأب اختار نجلته الكبرى لتكون ضحيته.
أخلت النيابة حينها سبيل الأب والعم لعدم كفاية أدلة الاتهام، وخاصة أنه لا توجد أي إصابات ظاهرية على الجثة، إلا من حز على الرقبة، وأرجعت جدة الفتاة وجوده إلى أنها اختنقت بالإيشارب أثناء نومها، إلا أن النيابة طلبت تحريات تفصيلية من رجال المباحث حول الواقعة، كما أمرت بتشريح جثة الطفلة للوقوف على تفاصيل وملابسات الوفاة.
وكشف تقرير الطب الشرعي عن جثة الطفلة أن التصور الوارد في التحقيقات على لسان الأب وشقيقه ووالدته غير وارد الحدوث، ولا يتناسب مع سبب الوفاة، إذ توفت الفتاة نتيجة تعرضها للخنق إما عن طريق قبضة شخص، أو ضربها بآلة حادة، لكن "الإيشارب" لا يمكن أن يسبب الوفاة بالطريقة المذكورة.
ومن جديد استأنفت النيابة تحقيقاتها حول الواقعة، وأمرت بضبط وإحضار المتهمين الثلاثة، وتمكنت قوات الأمن من ضبط الأب والعم فيما ظلت والدتهما هاربة، وبعد التحقيق معهما أمرت بحبسهما على ذمة التحقيقات.
وقررت النيابة إحالة المتهمين الثلاثة للمحاكمة أمام الجنايات، لارتكابهم جريمة القتل العمدي مع سبق الإصرار، في حق الطفلة.