مذبحة بحر البقر.. صور لا تغيب عن الأذهان فى ليلة قتل البراءة..والشرقية تحيي الذكرى 53
وقعت يوم 8 أبريل من سنة 1970 واحدة من الجرائم الكبيرة فى التاريخ الإنساني، والتى ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى إذ اعتدى على مدرسة بحر البقر فى محافظة الشرقية وقتل التلاميذ.
فى ذلك اليوم قامت 5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم، تزن "1000 رطل" بقصف المدرسة وتدميرها على أجسام التلاميذ الصغار
وخلدت مذبحة بحر البقر الكثير من أسماء الأطفال الشهداء فى تاريخ مصر، ومن هؤلاء التلاميذ الشهداء "حسن محمد السيد الشرقاوى"، و"محسن سالم عبد الجليل محمد"، و"بركات سلامة حماد"، و"إيمان الشبراوى طاهر" و"فاروق إبراهيم الدسوقى هلال"، و" محمود محمد عطية عبدالله"، و"جبر عبدالمجيد فايد نايل"، و" عوض محمد متولى الجوهري"، و" محمد احمد محرم".
ومن الضحايا أيضا: "نجاة محمد حسن خليل"، و"صلاح محمد إمام قاسم"، و"أحمد عبدالعال السيد"، و"محمد حسن محمد إمام"، و"زينب السيد إبراهيم عوض"، و"محمد السيد إبراهيم عوض" و"محمد صبرى محمد الباهي"، و"عادل جودة رياض كراوية"، و"ممدوح حسنى الصادق محمد".
جاء القصف ضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة روجرز، وكعادتها أكدت إسرائيل أنها قصفت أهدافا عسكرية وليست مدرسة، فقد جاء القصف متزامنا مع مساع دولية لوقف حرب الاستنزاف.
قالت والدة 4 شهداء في مذبحة بحر البقر في تصريحات تليفزيونية ذهبت ووجدت أولادي الاربعة نائمين احتضنتهم، واخبرتهم انهم الأن يواجهون وجه كريم ولم أبك.
ويتابع والد أحد الضحايا أخبروني أن الرئيس جمال عبد الناصر أرسل إلي عشرين جنيهًا قلت أني لا أريد ولا حتى مئة ألف جنيه، أنا أريد أن يخلص الله ثأر الأطفال الأبرياء الذين ذهبوا ضحايا للعدوان الإسرائيلي.
من ناحيىة اخرى أناب الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، المهندس سامي معجل رئيس مركز ومدينة الحسينية، لوضع إكليلًا من الزهور على النصب التذكاري، إحياء للذكري الـ ٥٣ للعدوان الصهيوني على مدرسة شهداء ٢ بحر البقر، والتي راح ضحيتها ٣٠ تلميذًا وأصيب ٥٠ آخرون، وذلك في صباح الثامن من إبريل عام ١٩٧٠ تخليدًا لذكرى الشهداء الأطفال من أبناء القرية، وتكريمًا لدماء تلاميذ المدرسة التي سالت فداء للوطن، وكانت بمثابة القوة الفاعلة لتحقيق انتصارات حرب أكتوبر 1973 واسترداد أرض سيناء الغالية وعودة الكرامة المصرية والعربية.
وزار المهندس سامي معجل رئيس مركز ومدينة الحسينية، مدرسة شهداء بحر البقر، رافقه هاني الهواري رئيس الوحدة المحلية لشهداء بحر البقر؛ وعدد من قيادات الجهاز التنفيذي، ولفيف من المجتمع المدني والشخصيات العامة، وتفقد مقتنيات المتحف الخاص بالذكرى والموجود بالمدرسة، والذي يضم بقايا الأدوات المدرسية من سبورة وتخت مدرسية، بالإضافة إلى متعلقات التلاميذ من كراريس، وكشاكيل، وأقلام، ومريلة مدرسية ملطخة بالدماء.
ووضع رئيس المدينة إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري الموجود بمكان المدرسة بقرية شهداء 2 بحر البقر، إحياءً للذكرى الـ 53 على مذبحة المدرسة، تخليدا لذكرى الشهداء الأبرار من تلاميذ المدرسة التي سالت دمائهم العطرة على أرض القرية الطاهرة.
وأشاد رئيس المدينة بطريقة العرض المتحفية الحديثة والتي تتلاءم وتتماشى مع ما هو موجود في المتاحف المصرية، وذلك بعد أن تم وضعها بصناديق عرض زجاجية محكمة الغلق لتأمينها والحفاظ عليها من العوامل الجوية.
وأكد رئيس المدينة اهتمام القيادة السياسية بمراكز الشمال بالمحافظة، والتي ظلت لسنوات طويلة تعاني من الإهمال ونقص في الخدمات، لافتا إلى إنه جار العمل بـ 41 قرية و740 تابعا وعزبة بمركز الحسينية لتنفيذ المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري والذي سيغير شكل الحياة على كافة الأصعدة، بما يساهم في تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، مضيفا أن الأعمال تسير على قدم وساق بالتعاون بين الجهاز التنفيذي والشعبة الهندسية بالقوات المسلحة، وتشمل تنفيذ مشروعات في كافة القطاعات الخدمية لتحسين جودة حياة المواطنين.
فيما أكد عبدالبر محمد على، مدير مدرسة شهداء بحر البقر 2 للتعليم الأساسي، حرصه على فتح المدرسة يوم السبت وهو إجازة رسمية، أمام الطلاب والضيوف، إحياءً للذكرى، لافتاً إلى عدد من طلاب المدرسة، والمدرسة الإعدادية والتجارية، ومدرسة توفيق قطب حضروا إلى المدرسة، وتفقدوا مقتنيات المتحف، وألقى بعضهم قصائد شعرية مُناسبة للذكرى، وأوضح لهم أن هذه المدرسة شهدت حادثا أليما على أبناء القرية والعروبة والإنسانية جمعاء، مضيفا أن هذا الحادث لن يُنسينا ما قام به العدو الصهيوني من إجرام مهما تراكمت السنين، وأنه واجب علينا الحرص من غدر العدو الصهيوني في كل الأوقات والأزمنة رغم وجود معاهدات أو اتفاقيات سلام بيننا.
وأوضح مجدي البقري، أحد أبناء مركز الحسينية، أن ذكرى مدرسة بحر البقر ستظل خالدة أمد الدهر، وسوف نورثها لأجيالنا وأبنائنا، لأنها دليل على مدى ظلم وافتراء العدوان الإسرائيلي على أطفال مدرسة بحر البقر، وأن المصريين عامة لا يفرقون بين طفل وجندي مصري مسلم ومصري قبطي، وتجلت أروع الأمثلة في وجود وإصابة ووفيات الطلاب سواء من المسلمين أو الأقباط داخل جدران مدرسة بحر البقر، يريدون أن يتعلموا ويعيشوا في سلام، ولكن العدوان الغاصب لا يريد لأمتنا التعليم والنهوض، فالحرب مستمرة علينا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولكن بفضل القيادة السياسية الحكيمة منذ إحلال السلام مع الكيان الصهيوني الغاصب؛ ونحن نسير في مراحل البناء والتعمير، حتى الجمهورية الجديدة التي يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي، نحو نهضة حديثة، لافتا إلى أن الرئيس أولى بحر البقر ومركز الحسينية أولى مراحله في مشروعه العظيم حياة كريمة، لتكون نواة لبناء الإنسان في الجمهورية الجديدة.