الباحث: ماجد عبد الهادي يكتب .. الخروج من النفق المظلم
لا اتوقع ابدا انه بعد الخروج من هذا النفق المظلم انهم ينتظروني بالورود الحمراء او بالجائزة الكبرى او حتى بالميدالية الذهبية ولكن السؤال الاساسي هو ما الذي ذهب بنا الى هذا النفق المظلم وهل هو بالفعل مظلم فقد بحثت كثيرا عن هذه الاجابات في كثير من المجتمعات والثقافات القديمة والحديثة ، هذا النفق المظلم وانما هو اقرب الى غلق جميع النوافذ وغلق جميع المصابيح الكهربائية والجلوس في الظلام واسترجاع جميع الاحزان للمساهمة في الظلام الحالك والتخيل والتفكير في مشكلات الماضي ، بالإضافة الى الهموم والمشاكل الحالية المختلفة ، فان كل هذه المكونات كفيله جدا لان تذهب بك الى ما وراء العالم الاخر الذي لم يرجع منه احداً لكي يروي لنا ماذا حدث معه هناك ، ومن هم الذين قابلهم هناك ، فهو يذهب الى هذا العالم بلا رجوع.
فقط عليك ان تعرف جيدا انني اعتذر لك عن هذه المقدمة المظلمة فقد يمر اي فرد منا بهذا الاحساس الذي يصنعه بيده او من خلال حصوله على قدر كبير من الطاقات السلبيه من أي مكان ، فعندما يمتلئ المكان والعقل بهذه الطاقات العنيفه يجب عليك ان تطردها من جسمك وعقلك ، ومن المكان الذي تعيش فيه ولا تحافظ عليها ابدا ، فان اليوم التالي ياتي من جديد بطاقات جميله وهي تدعوك لفتح نوافذ المنزل لاستقبالها بل لفتح عقولنا ، فنحن من يقرر ما يدور في حياتنا ، ونحن ايضا من يقرر الخروج من النفق المظلم.
فقد كان للقدماء المصريين طقوس مختلفة في الاحتفال بالطاقات الإيجابية ، فلم ينجو منهم احدا من الغرق في الطاقات السلبية ، فكانوا يستخدمون طرقا عديده في الاحتفالات ، وهي تقديم القرابين والاضاحي والخيرات والمأكولات للجميع ، ومشاركه الجميع في جميع الاحتفالات في اثناء مواسم الحصاد ومواسم الفيضان ، وكان هذا يعتبر بمثابه تجديد للأمل والخير وكانت هذه الاحتفالات يعتبرونها بمثابه تجديد للروح الإيجابية مما يزيد من الخير من جديد.
وقد استطاع الدكتور محمود المحمدي العالم في المصريات واللغة المصرية القديمة ، ان يثبت ان القدماء المصريين كانوا يستخدمون البخور عاده في ايام الاحتفالات ، وارتبطت تلك الرائحة العطرية الجميلة بالطاقات الإيجابية ، فهي تعتبر من اعلى الذبذبات والترددات لجذب الطاقات الكونية الإيجابية.
ايضا لا استطيع ان انسى ابدا ان الضحك له مذاق خاص ، حتى وان كان الجلوس من اجل الضحك فقط ، فالضحكة المنبعثة من القلب لها اثار كبيره على جسم الانسان ، فقد اثبتت احدى الدراسات بكليه الطب بجامعة ميرلاند على مجموعة من الاصحاء ان تقلص العضلات الناتج عن الضحك يزيد من استهلاك الجسم للطاقة ، كما انه يزيد من افراز الهرمونات في الدماغ ، فالضحك يؤدي الى الشعور بالحرية والراحة والانطلاق والتخلص من الضغط النفسي ، بل والاهم من ذلك وهو الخروج من النفق المظلم الذي يعيش في مخيلاتنا .
فالضحك مهم جدا لحرق السعرات الحرارية، وتنظيم ضغط الدم ، ومهم ايضا للعلاقات الزوجية ، وتقويه الجهاز المناعي والذاكرة ، بل وممارسه التمارين الرياضية التي تساعدك ايضا على تجديد طاقتك وتخفف من تأثير التوتر وتحسن الحالة المزاجية والتقليل من اعراض الاكتئاب فكل هذه التغييرات سوف تغير من الطاقة السلبية الموجودة بالجسم.
وقد صدق الله العظيم ايضا عندما قال في سوره الرعد في الايه (٢٨) . بسم الله الرحمن الرحيم
(الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
وعندما تطمئن القلوب فقد أصبحنا بلا نفق مظلم ولا اتمنى ان نعود له مره اخرى فنحن نستطيع ايضا بعقلنا ان نعيش في النور والنهار مع الابتسامه الجميله مع الصدقه القليله ولو بحبه من القمح وقتها سوف تطمئن القلوب وسوف يزيد انتاجها من الحب الجميل.