صالح شلبى يكتب : رحل فارس الكلمة الكاتب الصحفى هشام جاد.. لكنة سيقبى حاضراً فى القلوب
لاأدري كيف أبدأُ الحديث عن الراحل الكاتب الصحفى هشام جاد ، وما ذلك الأ لشدة حزني وكآبتي ،ولم أستطيع إحتمال سماع خبر وفاتك ، فقد انهارت أعصابي ، وتحطمت قواي ،فقد كنت الأخ العزيز والصديق الوفي والرفيق الطيب ، فلم يكن يقصدك أحد ورددته خائباً.. وكنت تعمل لجميع الناس ، ومن أجل راحتهم ..ودون استثناء ..فكنت رجلاً والرجال قليل، وما رأيت فيك الأ صفات الرجولة والشهامة ،والعطاء واحترام الآخرين ، والعمل المستمر لمصالح الناس.
ما كنت أتصور للحظة واحدة.. أنني سأستخدم قلمي لأرثيك وأروي تاريخك الطويل المشترك في الصحافة وأنت الذي تضج بالحياة والفرح والمستقبل ، كنت ودودا خلوقا مع زملائك وأحبتك ومعارفك شديداً في قلمك الذي ظل يلامس وجدان الناس وهو يبحث لهم عن حلول لمشاكلهم الحياتية.
ليس سهلا الحديث عن قامة بحجم هشام جاد، وهو المبدع في كل شيء، ليس سهلاً الحديث عنه وعن انجازاته الكبيرة بشكل مختصر وسريع، وليس بوسع مقالة كهذه ان تعطي هشام جاد ، ولو جزءا بسيطا من حقه، الحديث والكتابة عن هشام جاد يحتاج إلى ندوات وندوات، مقالات ومقالات، بل وكتب وكتب، ومهما قلنا فيه سيبقى اقل مما يستحق.
من هنا أبداء بالكتابة عن الكاتب والصحفي الكبير هشام جاد ، لقد كان نموذجا فريداً وإستثنائياً من الكاتب الذي يعشق وطنه وأصدقائة وكل من حولة،بكل ما تعنيه الكلمات والمصطلحات ،لقد كان نبراثا للقلم الحر ، الذي لم ينكسر أبدا ،أو ينحني للعواصف والأعاصير ، التي كانت تمر أمامه فكان يعتبرها ، زوبعة فى فنجان ، يحتسيه كل صباح ومساء.
رحل دون أن يزعج أحد ، رحل في الايام المفترجة من العشرة الاواخر من شهر رمضان الكريم ، الكل ودعة في جنازة مهيبة من مسجد السيدة نفيسة الى مثواة الاخير بمقابر العبور .
رحل الاخ والصديق هشام جاد الدمث الاخلاق الخالد للذك ، الطيب للقلوب المجروحة.. صاحب القلم العذب ،صاحب الكلمة الحرة تاركاً جيلاً من التلاميذ الذين زرع فيهم عشق الجمال والحياة بنوتات الحب الذي لا تغيره المصالح والزمن.
رحل الأخ والصديق هشام جاد تاركاً أثرا كبيرا وجرحا لن يندمل في قلوب من عرفوه ، فارق العالم وغابت عنا نفسه الطاهرة والصافية والصادقة بعد أن قدم الكثير لمصر حباً وعشقاً لشعبها الاصيل ،تاركا وراءه كتابات تذخر بكل معاني الكلمة أنة عاشق لتراب مصر ، خادماً لشعبها.
ها هو هشام جاد ،يترجل عن صهوة جواده.، وداعا أيها الفتى المتفرد، لقد فقدنا برحيلك كاتبا لا يجارى، في حلاوة أسلوبه ونظافة فكره الذي عرفته منذ إن عمل بأول جريدة معارضة مصرية " الاحرار " الى أن أسس جريدة وموقع " الكلمة "
كنت رحمك الخالق العظيم ، رجل من الزمن الجميل مثالاً في الإخلاص ، والتضحية - والشعور بالإنتماء إلى وطنك وعائلتك، وكل من عروفوك حتى بلغ السيل الزبى .. وبلغت القلوب الحناجر .. وحدث ما حدث .. وجاء ملك الموت وخطفك من بيننا.
سنفتقدك في كل الأماكن التي تعودنا أن نراك فيها وعلى شاشات الفضائيات ، سنفتقد شخصك ،ولكن إسمك في القلب محفور، ومكتوب على لوحات الشرف وصفحات الزمن ، فإلى جنات الخلد أخى وصديقى الحبيب ، سأبقى مخلصاً لك حتى نهاية عمري.
في الختام هشام جاد ، باق فينا متجذر في قلوبنا ، نراك كل دقيقة بين أعيننا ، نعم هاهو يزداد تألقا بفكره وبأنسانيتة وعطاءة ، كلما طالت مدة الغياب يتسع انتشاره ويزداد تاثيره ويكثر محبوه الرحمة والمغفرة للاخ والصديق الكاتب الصحفى الكبير هشام جاد
كاتب المقال .. الكاتب الصحفى صالح شلبى رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير قناة وموقع بوابة الدولة الاخبارية ونائب رئيس شعبة المحررين البرلمانيين بمجلسى النواب والشيوخ