آلة الزمن تعيد مجدي أحمد علي للتاريخ
أمس تم عرض فيلم " حدث في ٢ ش طلعت حرب " في اليوم الثالث من فعاليات مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما .. حيث استعرض الفيلم أربع قصص مستوحاة من فترات زمنية مختلفة بعناوين رمزية تحدث عصفا ذهنيا لدي المشاهد ويحددها وجهة نظرة ومدي تحليله للأحداث داخل الفيلم ..
سميت القصة الأولي بالقمر وتتناول فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر واستعراض سياسة مراكز القوي في عهدة والتي تناولها المخرج مجدي أحمد علي بطريقة الفلاش باك " ابيض واسود " .. ثم قفز بالاحداث الي فترة حكم الرئيس السادات التي اطلقتها هانزادة مؤلفة قصة الفيلم والتي أطلقت عليها " الشمس" ومن البراعة اختيار الدلالات الخاصة بالأغاني والإعلانات التي سادت في هذا العصر مع رسم ملامح شخصية الشاب المصري في هذه الفترة من الزمن من خلال شخصية الطبيب المراوغ صاحب العلاقات النسائية المتعددة وصديقة الوطني اللبناني صاحب القضية .. يتخللها بغض المواقف والقصة الرومانسية[ كيف كان يحب الشاب دون تدخل التكنولوجيا.
ثم فترة أول الالفينات باستعراض أغنية روبي الشهيرة (ليه بيداري كده ) وعرض أساليب الفهلوة وجني المال دون تعب وانحسار الموهبة من خلال شخصية المطرب التي قام بها الفنان أحمد عادل وتأثره بالمتغيرات التي طغت علية وعلي سلوكه في المجتمع وسميت القصة الثالثة باسم (التراب ) ..
ثم من التراب إلي الدخان فترة الثورة وحكم الاخوان المسلمين وظهور بطل العمل الإنسان الفنان الراحل سمير صبري والذي يمثل شخصية رجل مصري مغترب عن وطنة عائدا إليه من كندا في عهد الاخوان والذي جعل شقته التي تقع بميدان التحرير مركزا وملجئا لمساعدة المصورين والصحفيين الذين يرصدون أحداث المظاهرات من النوافذ المطله علي ميدان التحرير من خلال مطاردات الشرطة للإخوان..
عقب مشاهدة الفيلم تم عقد ندوة لمناقشة وتحليل أحداثه والذي نال استحسان الجمهور .. وحضر المخرج مجدي أحمد علي وابطال الفيلم الفنانة والمذيعة ياسمين الخطيب والتي تخوض تجربة التمثيل لأول مرة .. الفنانة ميريت الحريري ابنه الفنان الراحل عمر الحريري.. الفنان الشاب أحمد مجدي والذي يخوض أيضا تجربة الإنتاج لأول مره من خلال هذا الفيلم .. أدار الندوة الكاتبة الصحفية والناقدة الاستاذة آمال عثمان .. وقد ناقش الضيوف أزمة إنتاج الفيلم وخاصة انه علي نفقه الفنان أحمد مجدي الشخصية وكان انتاجا متواضعا رغم عظمة فكرة الفيلم .
يقول المخرج مجدي أحمد علي أن كل العاملين بالفيلم وصناعه كانوا حريصين علي ظهور هذا العمل الي النور رغم تواضع الإنتاج وتفانوا في عملهم بالفيلم بدون أجر رغم جهد المنتج الراحل محسن علم الدين في تقدير كل أبطال الفيلم علي حدة ولو بمبلغ مالي بسيط وان المنتج لازال مديونا وذلك لأن إنتاج الفيلم كان بالجهود الذاتية ..
أما الفنان أحمد مجدي فيقول عن دوره في الحكاية الثانية ( الشمس) أن هذا الدور كان جديدا عليه وأنه لأول مرة يجسد هذه النوعية من الأدوار بالإضافة إلي خوضه تجربة الإنتاج التي لم تكن سهلة أبدا .. أما الفنانة ياسمين الخطيب فتقول أنه لأول مرة بعد محاولات من الكثير من الزملاء والاصدقاء بالوسط الفني لاقناعها بالتمثيل الا ان بمجرد أن عرض عليها المخرج مجدي أحمد علي فكرة الفيلم وقرأت دورها به وافقت علي الفور وتدربت كثيرا علي هذا الدور من خلال معرفة الفارق بين نظرة الممثل للكاميرا ونظرة المذيع فهناك اختلاف كبير في الآدائين.