عبدالرحمن سمير يكتب : الجمعيات الخيرية بين خدمة الفقراء وبذخ الانفاق
تنتشر فى مصر الجمعيات الخيرية التى تقوم بدور خدمى لآلاف الفقراء في مختلف المحافظات المصرية وفى القرى والنجوع والكفور خاصة مع ازدياد موجة الغلاء الرهيب وارتفاع الأسعار بصورة كبيرة وزيادة الضغوط الهائلة على الأسر المصرية عامة والاسر الأكثر فقرا خاصة .أصبحت الحاجة فى ازدياد لتلك الجمعيات الخيرية وخدماتها المتميزة والمتعددة والتى تتكفل بتجهيز العرائس الفقيرة وسداد ديون الغارمات والغارمين وصرف اعانات شهرية للأشد احتياجا . وتنشط تلك الجمعيات الخيرية أكثر فى شهر رمضان المبارك بتجهيز وجبات الإفطار المجانية وتوزيعها على الأسر الفقيرة فى أماكن كثيرة فى ارياف مصر واحيائها وهذا دور مميز لها ومحمود لتلك الجمعيات كما يحسب لهذه الجمعيات أنها استطاعت أن تكتسب ثقة رجال الأعمال والمتبرعين بالاموال لسد احتياجات تلك الأسر الفقيرة . كما أنها من جهة أخرى أزاحت عن كاهل الدولة في تلك الفترة العصيبة عبء تحمل تلك الأسر التى تعيش هذه الأيام ظروفا اقتصادية صعبة للغاية وهذا جهد مشكور لتلك الجمعيات الخيرية لا يمكن إنكاره أو المزايدة عليه لكن اللافت للنظر فى عمل تلك الجمعيات مؤخرا هو طريقة الانفاق و البذخ والاسراف الواضح فى نشاطات هذه الجمعيات خاصة فى الإفطار الجماعى الذى تعده سنويا حيث تنفق آلاف الجنيهات على هذا الافطار الذى يدعى له علية القوم وأعضاء مجلس النواب والمجالس المحلية ورجال الأعمال وليس الفقراء الغلابة المفترض أن توجه لهم تلك الألوف من الجنيهات التى تصرف لمجرد الظهور الاعلامى والنشر على السوشيال ميديا دون أدنى احساس بالمسؤولية ناحية هؤلاء الفقراء عندما يشاهدون هذه الصور على المواقع المختلفة وفيها بذخ واسراف واضح للعيان .هذه الجمعيات الخيرية عليها مسؤولية اجتماعية وأخلاقية تجاه هؤلاء الفقراء الذين ألزمت نفسها بهم عندما قررت أن تعمل فى العمل الخيرى فيجب عليها مراعاة أحوال تلك الأسر الفقيرة التى لا تجد قوت يومها فلا داعى نهائيا لتلك الحفلات والمناسبات التى تغضب الفقراء وتثير حفيظتهم تجاه هذه الجمعيات والقائمين عليها.