د. ناصر موسى يكتب.. ” جعفر العمدة ” يربك مرضى الكبد بالمنصورة
صباح اليوم كنت اقود سيارتي متجها الي مستشفي الكبد بالمنصوره للوفاء بوعدي لعم محمد احد المرضي البسطاء لمساعدته في الحصول علي علاجه حيث انه عامل زراعي بسيط لا يتعد اجره ٧٠ جنيه في اليوم في حالة توفر العمل او الاستطاعه الصحيه له، فهو مصاب بفيروس بي اللعين الذي يحتاج الي علاج و متابعه مدي الحياه، وكان ميعاد الرجل الساعه العاشره صباحا، لكن في شارع البحر بمدينه المنصوره حيث الطريق الي مستسفي جمعية أصدقاء الكبد بالمنصوره وهو غالبا طريق سلس لا يوجد به ازدحام مروي.
في هذا التوقيت كنت في التاسعه ونصف صباحا وجدت الطريق متوقف تماما علي غير العاده، فقلت في نفسي ربما هناك زائر مهم في الطريق او ان السيد المحافظ يتجول بالمدينه وخصوصا ان سيارات الشرطه ورجال المرور كانت بالعدد الكاف او وجود زائر مهم،فاتصلت بالمستسفي اني سوف اتاخر بعض الوقت للزحام المروري وابلغتهم ان يهتموا بعم محمد حتي حضوري.
المفاجأه ان التوقف المروري تكرر عدة مرات وذهبت بالطبع متاخرا الي عم محمد وكان المفاجأة ان معظم الاطباء تاخروا لنفس السبب.
وعندما سألت عن السبب ويا ليتني ما سألت كان السبب ان النجم العالمي جعفر العمدة ورمز ثقافة الجيل ( محمد رمضان ) يقوم بتصوير اعلان على نيل المنصوره الطاهرالذي جعلنى أشك في طهارته بعد ان اعتله هذا النجم العالمي.
انا ليس عندي مشكله ان يصور النجم اعلانه او ان يتقادي ملايين في الاعلان هذه ليست مشكلتي انما ليس من حقه او من حق رجال المرور ان يعطلوا الطريق من اجل سواد عيون العمده جعفر وان يأخر المرضى عن علاجهم و عن مصالحهم وان يتأخر عم محمد من صرف علاجه ؟ هل هذا يرضي السيد المحافظ او السيد رئيس المرور بالمنصوره ولمصلحة من؟
ولكن الحمد لله مستشفي الكبد بالمنصوره أطفأت الحصره في قلبي وقدمت العلاج لعم محمد شبه المجاني فالعلاج الذي يتكلف اكثر من الف و مائة جنيه شهريا تم صرفه لعم محمد مقابل ١٠٠ جنيه فقط. فتعظيم سلام ودعوات من الله يستر كل من ستر مريض وتعظيم سلام لجمعيه الكبد و الدكتورة اميره البيه مدير فرع الجمعية لأنها سترت عم محمد ولا عزاء للذبد ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
ان الفرق بين هذه المستسفي وبين صاحب الاعلان لهو الفرق بين الحضاره وبين التخلف بين من يبني الوطن ومن يهدم قيم الوطن..
كاتب المقال استاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب المنصورة