شكوك حول المبادرة والأهداف الأمريكية في ليبيا
أثار طرح المبعوث الأممي الى ليبيا عبدالله باتيلي بمبادرة إجراء انتخابات في البلاد قبل نهاية العام الجاري تساؤلات كثيرة عن مدى نزاهة هذه المبادرة وفعاليتها في تحقيق طموحات الشعب الليبي.
وأشارت تقارير اعلامية ليبية منها الوكالة وصحيفة العهد الجديد والساعة ٢٤ الي ان الدعم والدعاية الأمريكية الكبيرة لهذه المبادرة والضغط المباشر على الأطراف السياسية الليبية لإنجازها على الرغم من عدم توافر أرضية وقاعدة تُبنى على أساسها الإنتخابات يعد من علامات مخطط أمريكي مرسوم لإستمرار الأزمة الليبية.
وقد قال عضو مجلس النواب، علي الصول، في هذا السياق بأن "ما يسمى بالمجتمع الدولي مهمته في ليبيا هي إدارة الأزمة وليس حلها بتوجيه مبعوثهم الخاص لليبيا عبدالله باتيلي".
وأضاف: "كلما يحدث تقارب بين الأطراف الليبية يخرج علينا باتيلي بسيناريو يأمر فيه القوى الداخلية الداعمة بإفساد هذا التقارب لأنهم لا يريدون الاستقرار وإنما استفادتهم الاقتصادية وتحكمهم في بعض مفاصل الدولة".
وشدد على أن ليبيا في حاجة ماسة للتوافق والوصول لبر الأمان والاستقرار وفرض قوة القانون وليس قانون القوة، مع وضع شرط التزام الجميع بقبول النتائج، وعدم التدخل الخارجي في شؤون ليبيا.
من جهة أخرى، يرى المراقبون للوضع الليبي بأن مساعي الحل السياسي الداخلي مازالت مستمرة رغم العراقيل التي تضعها الأجندات الخارجية في البلاد وعلى رأسها الولايات المتحدة.
حيث أكد عضو لجنة 6+6، عن مجلس النواب عز الدين قويرب أن اللجنة ستصوت على النقاط الخلافية خلال الاجتماع الذي انطلقت وقائعه أمس في المغرب.
وهذه اللجنة مشتركة بين مجلسي النواب والدولة ووظيفتها حل النقاط الخلافية بين الطرفين على القاعدة الدستورية والشروط المتعلقة بقبول المرشحين.
يُشار الى أن ليبيا تعيش الى اليوم آثار وكوارث ناجمة عن تدخل الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في شؤونها الداخلية، منذ لحظة إسقاط نظام الرئيس معمر القذافي في العام 2011 عبر قصف البلاد من قبل طائرات حلف الناتو.
فالفوضى السياسية والحروب بين الليبيين والفقر وإنتشار الإرهاب والجماعات المسلحة وتعاقب حكومات مؤقتة فاسدة، أوصلت البلاد الى حالة الفشل والضياع.
وإستراتيجية واشنطن بحسب الخبراء مبنية على إدامة حالة الفوضى والصراع من أجل مواصلة سحب موارد البلاد من نفط وغاز دون رقيب أو حسيب.
وهذا ما تؤكده تصرفات الإدارة الأمريكية تجاه الملف الليبي وتأييدها لمبادرات ناقصة وفارغة وممارستها الضغوط على الليبيين.
فباتيلي سبق وأن هدد بتشكيل لجنة مهمتها إجراء الإنتخابات، وهو يعمل على فرضها. والليبيون أصبحوا يعلمون بأن اللجان الأجنبية مهمتها إيصال شخصيات فاسدة تأتمر بأوامر واشنطن ولا تنظر الى مصالح الشعب.