عبدالرحمن سمير يكتب.... الصراع الفلسطيني الإسرائيلي..معادلة صفرية !!
فى دراسة حديثة أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية حول رؤية الشباب الفلسطيني لفكرة حل الدولتين أكدت الدراسة أن الشباب الفلسطيني لايثق فى حل الدولتين التى تبنتها منظمة التحرير الفلسطينية منذ عقود مضت والتى عقدت على أساسها الاتفاقيات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية وأممية على أسس قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين. لكن دولة إسرائيل المحتلة بافعالها وجرائمها اليومية تنسف فكرة حل الدولتين عن طريق عدة محاور واستراتيجيات محددة لتقضى على اى أمل فلسطيني في دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 واول تلك الإجراءات.اقامة بؤر استيطانية فى الضفة الغربية وانشاء مستوطنات جديدة غير قانونية حتى فى القانون الإسرائيلي نفسه . مع قيام الإحتلال بتهجير للأسر الفلسطينية من أراضيها وهدم المنازل والعمل على تهويد القدس. كما قامت دولة الاحتلال بإقامة علاقات مع بعض الدول العربية سواء في العلن أو الخفاء حتى يصبح الشعب الفلسطيني وحده فى الميدان . إن هذه الإجراءات التى تقوم بها تنسف عملية السلام برمتها وتقتل أى فرصة لوجود دولة فلسطينية فى المستقبل مما يقضى على آمال الشعب الفلسطيني وفى قلبه شبابه الذى يشعر بفقدان الأمل فى مستقبل يحلم فيه بدولة فلسطينية قابلة للحياة وعلى حدود معترف بها دوليا. إن فقدان الشباب الفلسطيني لهذا الأمل سوف يجعل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو صراع وجودى و معادلة صفرية. وأنه بهذا الشكل فإنه لكى توجد دولة فلسطينية لابد من إنهاء الوجود الإسرائيلي تماما .وكما يقال في الأمثال الشعبية المصرية (الدنيا ما تتحملناش إحنا الاتنين) وأصبحت تلك قناعات الكثير من الشباب الفلسطيني رغم إتفاقية أوسلو التى وقعها الزعيم الراحل ياسر عرفات في واشنطن مع رئيس وزراء إسرائيل السابق إسحق رابين وشيمون بيريز برعاية الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون فى ١٣ سبتمبر سنة 1993 ثم من بعدها اتفاقية غزة_ أريحا سنة 1994 .كل تلك الاتفاقيات كانت تهدف بالأساس لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف مع الاعتراف بدولة إسرائيل وتحقيق السلام معها برعاية أمريكية ومباركة عربية ودولية .لكن بعد تلك السنوات الطويلة مازالت دولة الاحتلال تتنصل من كل تلك الاتفاقيات والالتزامات . إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعتبر نفسها دولة فوق القانون الدولى وأنه لا يمكن المساس بها وذلك بفضل الدعم المطلق واللامحدود من الولايات المتحدة الأمريكية.وبعد أن كانت المبادرات المطروحة الأرض مقابل السلام أصبحت المقولة الإسرائيلية الوقحة والإستراتيجية المعتمدة والتى تنفذها دولة الاحتلال بإتقان هو السلام مقابل السلام اى لا توجد ارض تتركها للشعب الفلسطيني . إن إسرائيل تقضى بأفعالها وتجبرها وجرائمها اليومية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل على اى أمل لديه فى وجود دولة فلسطينية قابلة للحياة وتعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل . هذا الوضع الذى تفرضه دولة الاحتلال بإجراءاتها تجعل الصراع مع الشعب الفلسطيني صراع وجود لا يتحمل وجود دولتين متجاورتين تحكمهما القوانين الدولية. إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تتحمل المسؤولية المباشرة والكاملة عن حالة اليأس والإحباط التى يشعر بها الشباب الفلسطيني الذى يحلم مثله مثل كل شباب العالم فى بناء مستقبل وأسرة وعمل وحياة حرة كريمة لا احتلال فيها ولا قتل ولا تدمير للمنازل والبيوت ولا تهجير ولا تهويد .على الدول الراعية للسلام خاصة الدولة الكبرى في العالم الولايات المتحدة الأمريكية أن تجعل إسرائيل تتوقف عن الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشريف وتكف جرائمها عن الشباب الفلسطيني حتى لا يتحول الصراع العربى الفلسطيني مع دولة الاحتلال إلى صراع وجود ومعادلة صفرية . الخاسر فيها هى دولة الاحتلال