الكاتب الصحفى عبد الناصر محمد يكتب .. فى مثل هذا اليوم حين حاول أفاعى الارهاب اغتيال الرئيس مبارك
فى مثل هذا اليوم
حين حاول أفاعى الإرهاب إغتيال الرئيس مبارك
أذكر هذا اليوم تماما وهو ٢٦ يونيو ولكن عام ١٩٩٦ أى قبل ٢٧ سنة بالتمام والكمال حين كنت شاباً يحبو فى بلاط صاحبة الجلالة .. كل القنوات التلفزيونية تتناقل خبر نجاة الرئيس محمد حسنى مبارك من محاولة اغتيال خسيسة دبرها زبانية الإرهاب أثناء تواجده بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا لحضور مؤتمر القمة الأفريقى.
حينها شعرت رغم معارضتى الشديدة له ولسياسة الحزب الوطنى الذى يرأسه أن هناك من يسعى للنيل من مصر ومن كرامتها وشموخها وأنه _ أى الرئيس _ مهما أختلفنا معه فهو رمز لمصر ومن يتطاول عليه فقد مس هيبة الوطن وعظمته.
عملية أديس أبابا هى عمل مشترك بين كل هذه التنظيمات الدموية المشبوهة ولعب فيها عمر البشير رئيس السودان آنذاك وأعوانه دور بارز فى توفير الدعم للإرهابيين فى معرفة خط سير مبارك من مطار أديس أبابا حتى قاعة عقد المؤتمر الأفريقى الذى يشهد إجتماعات القمة الأفريقية أو مقر إقامة مبارك مما ساعد والطغاة على وضع الخطة وتنفيذها بالشكل الأمثل ولولا العناية الإلهية ويقظة حرس مبارك لنجحت العملية.
أصل الحكاية
جميع العناصر الإرهابية فى التنظيمات الدموية كانوا يضعون الرئيس مبارك على قوائم الإغتيال بحجة أنه قام بوضع أكثر من ٦٠ ألفا من العناصر التابعة المنتمية لها فى المعتقلات والسجون المصرية ، ولكنهم كانوا يدركون تماما أنه هدفا صعب المنال لما يحيط به من حراسة مشددة خاصة وأن واقعة إغتيال الرئيس السادات كانت دائما ما تراود خياله ، ولذلك كان التفكير فى إصطياده خارج الحدود.
وحين تم الإعلان عن إنعقاد مؤتمر القمة الأفريقية فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا شعروا بأن الصيد الثمين أوشك على الوقوع فى الفخ الدموى خاصة وأنهم كانوا لديهم معسكر بالأراضى السودانية بمباركة الرئيس السوداني عمر البشير ونظامه الإرهابى حيث كان البشير وبعض قياداته من العناصر التى أقسمت بالولاء لتنظيم الإخوان الذى يعد الرحم الذى ولدت منه كل هذه التنظيمات الدموية المشبوهة.
وأعدوا العدة لذلك وبدأ أيمن الظواهرى الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة وبعد موافقة أسامة بن لادن فى إستدعاء كل القيادات الإرهابية فى مصر والسودان ومن بينهم مصطفى حمزة العنصر الأخطر فى كل هذه التنظيمات ووُضعت خطة الإغتيال حيث قاموا عن طريق عناصر سودانية بتأجير فيلا فى طريق مطار أديس أبابا وقاموا بتجهيز كل الأسلحة المطلوبة لتنفيذ خطة الإغتيال.
يوم العملية
مبارك كان مترددا في الذهاب إلى أثيوبيا، لكن عمرو موسى وزير الخارجية آنذاك نصحه بالذهاب وضرورة الحضور، "ولو ليوم واحد أو نصف يوم"، وكان عمر سليمان –رئيس المخابرات العامة وقتها- موجودا، وقال سليمان "إن لكل شيء علاجًا"، وأكد أنه سيرسل سيارة مصفحة مع مبارك.
وفى مثل هذا اليوم الموافق ٢٦ يونيو ولكن عام ١٩٩٥ في منطقة تبعد نحو كيلومتر واحد عن المطار، ظهر مسلحون يضربون النار على موكب الرئيس، وتصدى لهم الحرس الجمهوري، وطلب مبارك من سائقه الرجوع إلى المطار، وقرر العودة إلى القاهرة مع الوفد المصري، لكن موسى اجتمع مع مبارك في الطائرة عند استعدادها للانطلاق، وطلب منه النزول وحضور القمة، فوافق مبارك على نزول موسى مع عمر سليمان، وعادوا لاجتماع القمة وعاد مبارك سالما إلى أرض الوطن وفشلت خطة زبانية الإرهاب.
رحم الله الرئيس مبارك وعاشت مصر وشعبها الجسور.